في ظل تقدم الطب في بلدان العالم شتى أصبحت الكثير من القرارات مرهونة بالصحة، فنجد المقبلين على الزواج باتوا يسألون سؤال متكرر وهو كيف أعرف أن نتيجة فحص الزواج سليمة، وكما نعرف جميعاً أن الزواج هو سنة الحياة التي ينتهي إليها معظم الأفراد في مختلف بلدان العالم، وتقوم تلك العملية بدافع حب مشاركة شخص ما لك طيلة حياتك، ولكي تكون تلك الحياة ناجحة فنجد كلاً منا يتحقق من خصال شريكه ويعرف أدق تفاصيله لكي يحدد قدرته على التلائم معها.
وعلى نفس النهج بدأت مختلف دول العالم في وضع إجراءات تلزم كافة المقبلين على الزواج بالقيام بفحوصات طبية لمعرفة الحالة الصحية لمن هم مقبلون على الزواج منه، بغرض تحديد عدة أمور هامة سوف نتعرف عليها في الفقرات التالية بشكل مفصل، كما سوف نجيب على سؤالكم وهو كيف أعرف أن نتيجة فحص الزواج سليمة، ونرجو أن يكون ما سوف نذكره نافعاً لكم.
ما هو فحص الزواج؟
قبل أن أخبركم بالرد على سؤال كيف أعرف أن نتيجة فحص الزواج سليمة يجب أن نتعرف سوياً على الفحص، وفحص الزواج هو عبارة عن إجراء صحي يقوم به من هم مقبلين على الزواج؛ للتأكد من أن العلاقة الزوجية التي سوف تنشأ بينهم هي علاقة صحية غير مضرة لكلاهما، كما أنها غير مضرة لأبنائهم في المستقبل، ويقوم الفحص بتحديد عدة أمور لدى الطرفين مثل:
- قدرة الزوج والزوجة على الإنجاب بشكل طبيعي.
- تحديد وجود أو عدم وجود عقم، حيث أن هناك بعض الحالات تكون فرصة الإنجاب لديها ضعيفة ولكن التدخل الطبي يكون قادر على حل المشكلة وتقديم يد العون، وكذلك هناك بعض الحالات تكون فرصة الإنجاب لديها ضعيفة والطب أيضاً لا يمتلك حل لهم.
- فحص خلايا الدم للتأكد من عدم وجود أمراض وراثية قد تنتقل من طرف لآخر أو تنتقل من الأبوين للأبناء.
- فحص وجود الأمراض الخطيرة مثل التهاب الكبد، بالإضافة إلى فقر الدم والسكر وغيرهم.
أهمية فحص الزواج
من المعروف أنه عند قيام أحدنا باختيار فتاة ما للزواج فإنه يقوم بالتعرف على خصالها وأخلاقها وطباعها، بالإضافة إلى طبيعة تعاملها مع شتى الأمور، وتعد فترة الخطوبة كافية لمعرفة كل تلك المجهولات، ويمكن النظر إليها على أنها فترة فحص نفسي وشخصي؛ وذلك للتأكد من أن العلاقة الزوجية في المستقبل سوف تكون خالية من الخلافات والمشاكل بشكل كبير، وبنفس المنظور تأتى الفحوصات الطبية قبل الزواج لفحص الخصال الصحية للزوجين؛ للتأكد من أن العلاقة الزوجية في المستقبل سوف تكون خالية من أي مشكلات صحية من شأنها أن تعكر صفو الحياة الزوجية، أو تلحق بطرفي العلاقة ضرر كبير، لذلك يجب أن عليك أن تتمعن في قراءة سطور التالية حيث سوف نجيب على سؤال مهم جداً وهو كيف أعرف أن نتيجة فحص الزواج سليمة
ما هي خطورة إهمال القيام بفحص الزواج؟

ينظر البعض إلى فحص الزواج نظرة إهمال، ذلك حيث يرون أن الحب القائم بين الطرفين قادر على تخطي أي عقبات ومتاعب تتعلق بالصحة بعد الزواج، ولكن ما يجهله هؤلاء أن فحص الزواج من شأنه أن يمنع حدوث عدة كوارث مثل:
- فحص الزواج يحمي طرفي العلاقة من احتمالية انتقال الأمراض الوراثية من طرف لآخر.
- كما يحدد قدرة وقابلية طرفي العلاقة على الإنجاب، مما يجنبهم التعرض لمشكلة العقم والحرمان من الأطفال.
- كما أن فحص الزواج يوضح حالة الجينات الخاصة بالطرفين، ذلك الأمر الذي يوضح لطرفي العلاقة حالة أبنائهم في المستقبل ويجنب الطرفين مشكلة وعبء إنجاب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
- كما يمنع فحص الزواج كافة الاحتمالات التي تقود أي علاقة زوجية إلى حافة الانهيار والطلاق، ذلك حيث يوضح الفحص كافة المشكلات الصحية التي قد يواجهها طرفي العلاقة بعد الزواج، ويترك لهم حرية الاختيار بناءً على فحوصات وبيانات دقيقة.
مكونات فحص الزواج
البعض يسأل قائلاً كيف أعرف أن نتيجة فحص الزواج سليمة ولكنهم لا يعرفون ما هو الفحص نفسه وما هي مكوناته؛ لذلك يجب أن نتعرف عليه حتى ندرك أهميته جيداً، والفحص يشتمل على عدة تحاليل طبية هامة يشارك بها الطرفين المقبلين على الزواج، ويتكون الفحص من:
١- تحليل الثلاسيميا
هو واحد من أهم البنود المكونة لفحص الزواج، وذلك لخطورة ذلك المرض الذي يسبب:
- النمو والتضخم في نخاع العظام بشكل غير طبيعي، ذلك الأمر الذي يسبب خلال في قدرة التحمل الخاصة بالعظام.
- حدوث تمدد وتضخم في طحال المصاب، بشكل يُضعف من قدرة الطحال على تصفية الدم ومكافحة الفيروسات.
- حدوث الفشل المتكرر في وظائف القلب، بالإضافة إلى زيادة احتمالية توقف نشاط عضلة القلب نتيجة الجهد الزائد.
- كما تسبب الثلاسيميا دوخة وصداع مزمن، بالإضافة إلى ضيق تنفس وشحوب، وتؤدي إلى حدوث التشنجات في الساقين، بالإضافة إلى تأثيرها على ضربات القلب وإحداث خلل بها.
وما لا يعرفه البعض أنه هنا ليس ملزم فقط باتخاذ قرار قد يحمله عبء مرض الطرف الآخر، ولكنه سوف يحمله عبء أبناء من المحتمل بنسبة كبيرة أنهم سوف يصابون بتلك العدوى، حيث أن الثلاسيميا مرض وراثي، لذلك ننصح بالحرص على فحص وجود الثلاسيميا بواحدة من الطرق التالي ذكرها:
- الفحص الجيني: هو تحليل الجينات الوراثية للأفراد، والذي بدوره يوضح كافة الأمراض المنتقلة بشكل وراثي عبر الجينات المنتقلة من جينات الآباء.
- الفحص الكهربائي: هو تحليل طبي يتم بواسطة الموجات الكهربائية، ويستخدم للكشف عن نوعية معينة من الثلاسيميا، والتي تسمى بيتا ثلاسيميا.
- فحص نسبة الحديد: هو عبارة عن تحليل لعينة من الدم، ومن خلاله يمكن التعرف على وجود الثلاسيميا، ذلك حيث أن نقص الحديد يسبب فقر الدم عند الأشخاص الغير مصابين بالثلاسيميا، ولا يسبب نقصانه فقراً في الدم عند المصابين.
- استبيان الدم: وهو تحليل يوضح عدد كرات الدم داخل الجسم، كما يوضح نسبة الهيموغلوبين في الدم، ويستدل من خلاله على وجود الثلاسيميا، حيث أن المصابين بالمرض يعانون من انخفاض عدد كرات الدم، بالإضافة إلى انخفاض منسوب الهيموغلوبين.
٢- فحص فقر الدم المنجلي
هو ثاني أهم البنود المكونة لفحص الزواج، وتنبع أهميته من خطورة فقر الدم المنجلي، الذي يحدث نتيجة خلل في الجينات المسؤولة عن تكوين الهيموجلوبين، ويتسبب ذلك الخلل في لزوجة وضعف كرات الدم الحمراء مسبباً العديد من المشكلات وهي:
- يسبب فقر الدم المنجلي ضعف النظر، بالإضافة إلى شحوب الجلد، والإرهاق الغير متعلق بسبب.
- كما يسبب ورم الأطراف المتمثلة في اليد والقدم.
- كما يسبب ضعف النمو عند الصغار، بالإضافة إلى تدهور الجهاز المناعي وقدرة الجسم على مكافحة الأمراض والتعافي منها.
- كما يتسبب في مضاعفات خطيرة مثل سكتة الدماغ وفقدان النظر، وتقرح الساق وحصوات المرارة، بالإضافة إلى العقم والضعف الجنسي.
ولا تكمن خطورة فقر الدم المنجلي في تحمل عناء إصابة زوجك أو زوجتك، ولكن تكمن أيضاً في تحمل ما سوف يعانيه الأبناء، حيث أن فقر الدم المنجلي ينتقل وراثياً عند الإنجاب.
٣- فحص التهاب الكبد الوبائي

هو عبارة عن تحليل يقوم على عينة من دم القائم بالاختبار، ومن خلال تلك العينة يمكن التحقق من الإصابة بالعديد من الأمراض، والتي من ضمنها التهاب الكبد الوبائي، والذي يؤثر بشكل كبير على صحة المصاب، ويتسبب في:
- يسبب التهاب الكبد الوبائي فقد الرغبة في تناول مختلف الأطعمة، وبالتالي عجز المصاب عن تلبية احتياجات جسمه من المواد الغذائية الفعالة.
- كما يتسبب في حدوث غثيان وقيئ متكرر دون سبب واضح.
- كما يسبب آلام شديدة في البطن وخصوصاً في المنطقة المحيطة بالكبد.
- كما يؤثر على النظر ويضعفه بمرور الوقت.
وتكمن خطورة تواجد ذلك المرض في أنه ينتقل من الآباء إلى الأبناء، وذلك لو كان الأب والأم مصابين بالتهاب الكبد مهما كانت درجته ونوعه.
٤- تحليل الإيدز
هو واحد من أهم البنود المكونة لفحص الزواج، ويتم إجرائه من خلال فحص عينة من دم أو لعاب المراد تشخيصه، ويعد القيام به أمر ضروري للغاية، حيث يسبب الإيدز العديد من المتاعب وهي:
- يتسبب الإيدز في تضخم الغدة اللمفية.
- كما يتسبب في حدوث نقص الوزن بشكل مفرط وبشع.
- كما يسبب سعال وإسهال بشكل مستمر ويومي.
- كما يتسبب في خلل يخص آلية الحرارة بالجسم، وبالتالي يعاني المصابون من كثرة نوبات الحمى أو البرد الشديد بدون سبب يستدعي حدوث ذلك.
- كما يتسبب في حدوث تقرحات فمية غريبة الأطوار، وتأتي على هيئة نقاط بيضاء تظهر على سطح اللسان ثم تبدأ في الالتهاب والتورم.
- كما يسبب التعرق والإرهاق الشديد بدون سبب طبي واضح.
وتكمن خطورة الإيدز في أن أهم عوامل انتقاله هي العلاقة الجنسية، ذلك حيث ينتقل عن طريق الإفرازات المنوية والإفرازات المهبلية أيضاً، كما أنه ينتقل للجيل الجيني الجديد مسبباً العديد من المتاعب للأطفال مثل الضعف وانخفاض الوزن عن المعدلات الطبيعية، بالإضافة إلى ضعف الجهاز المناعي وصعوبة الحركة نتيجة بطء نمو عظام الجسم، كما يتسبب لهم في إحداث بطء في نمو العقل، وبالتالي يسبب التأخر الذهني وضعف القدرة على الإدراك والفهم.
٥- الفحص التناسلي
هو العامل الرئيسي المسؤول على تحديد إمكانية الإنجاب، ويمكن إجرائه بعدة طرق، وهي:
- عمل تصوير الموجات فوق الصوتية: ويتم الفحص من خلال عمل أشعة على رحم الزوجة، بالإضافة إلى كيس الصفن الخاص بالزوج.
- اختبار الخزعة: وهو فحص طبي تناسلي يتم إجرائه على بطانة رحم الزوجة، بالإضافة إلى مبيض الرجل.
ومن خلال تلك الفحوصات السابقة يمكن التأكد من قدرة الطرفين على الإنجاب بشكل طبيعي، كما تحدد تلك الفحوصات قدرة الطب على علاج مشكلات الضعف الجنسي، حيث أن هناك حالات معينة يكون التدخل الطبي بها غير مُجدي، وبالتالي تكون عملية الإنجاب مستحيلة، وإلى هنا نكون انتهينا من تعريف الفحص والآن سوف نجيب على سؤالكم وهو كيف أعرف أن نتيجة فحص الزواج سليمة بشكل مفصل.
كيف أعرف أن نتيجة فحص الزواج سليمة؟

بعد أن تعرفنا على فحص الزواج وأهميته ومكوناته حان الأن الوقت للرد على واحد من أهم الأسئلة الشائعة، وهو كيف أعرف أن نتيجة فحص الزواج سليمة، والأمر هنا يتطلب العديد من الخطوات، ولكن قبل توضيح تلك الخطوات يجب أن ننوه أنه قد تكون هناك عدة أخطاء في تلك الفحوصات الطبية السابق ذكرها، والتي قد تحدث نتيجة ضعف إمكانيات الصرح الطبي أو عدم امتلاكه لكوادر طبية ذات خبرة، لذلك يجب القيام بفحص الزواج في صرح طبي موثق ومعتمد، لذلك يجب عليك أن تسأل عن صرح طبي موثق به قبل أن تقول كيف أعرف أن نتيجة فحص الزواج سليمة؛ لأن التحقق سهل لو كانت البيانات المدرجة في نتيجة التحاليل دقيقة، ويتم التحقق من خلال إتباع الخطوات التالية:
- الدخول على الصفحة الرسمية لوزارة الصحة.
- ثم القيام بتسجيل الدخول على نظام الاستعلامات، وذلك من خلال الحساب الموحد للملكة العربية السعودية.
- ثم الضغط على خدمات فحص الزواج.
- ثم تعبئة كافة البيانات المطلوبة.
- ثم النقر على زر استعلام؛ لمعرفة نتيجة الفحص.
هل فحص الزواج أمر إلزامي في السعودية؟
نعم، حيث تُلزم المملكة العربية السعودية كافة المقبلين على الزواج بالقيام بفحص الزواج، وذلك سعياً منها لحياة صحية أفضل لكافة المواطنين، كما تتخذ المملكة عدة إجراءات في حال كانت هناك مشكلات وعدم توافق في الفحوص الطبية الخاصة بالزواج.
ماذا يحدث بعد فحص الزواج؟
بعد قيام المقبلين على الزواج بعمل الفحوصات المحددة من قبل منظومة الصحة يأتي دور الوزارة في الموافقة على الزواج لو كانت تلك الفحوصات سليمة، كما تقوم الوزارة بتأجيل الزواج واتخاذ إجراءات طبية في حال كانت نتيجة الفحص توضح وجود مشكلات صحية عند طرف من الطرفين.
وإلى هنا نكون قد انتهينا من توضيح كل ما يخص فحص الزواج، وذلك بعد أن تعرفنا عليه وعلى خطورة إهمال القيام به، كما ذكرنا لكم مكونات ذلك الفحص وأهمية كل مكون منهم، وانتهينا أيضاً من الإجابة على السؤال الشائع طرحه من كافة المقبلين على الزواج، وهو كيف أعرف أن نتيجة فحص الزواج سليمة، ونرجو أن يكون ما ذكرناه مفيداً لكم ونلقاكم على خير في موضوع آخر.