مرحباً بك يا من جئت لتعرف كيف تترك العادة السرية، في البداية أود منك أن تعلم أنه قد وقع العديد منا في فخ العادة السرية، ولا يزال الكثير ينجذبون نحو ذلك الفخ المزين بالشهوة، حتى يذوقوا ما به من ندم ويستشعروا ما فيه من ضررٍ وألم، وبعد أن يتمكن منهم ذلك الشعور فإنه سرعان ما يتطور إلى الشعور بالعجز أيضاً، فهي أشبه بإدمان المخدرات الذي تجربه لمجرد الفضول ولا تشعر بنفسك إلا قد اعتدت عليه ويصعب تركه، وهنا تواجه العادة الرغبة في الإقلاع مواجهة يعجز العديد منا عن الخروج منها سالماً معافى من الضرر، ولكن أود أن أبشركم أنكم هنا في المكان المناسب لبدء رحلة التعافي من إدمان العادة السرية اللعينة.
كيف تترك العادة السرية بسهولة ؟
بدايةً أود أن يعلم السائل أن الأمر ليس بسهل، وأن صيغة السؤال كيف تترك العادة السرية ليست بالصيغة الصحيحة، فنحن بصدد الحديث عن سلوك دائماً ما ينجح في بث الشعور بالراحة والسعادة، حتى وإن كانت تلك الراحة والسعادة مؤقتة فإنها لا تزال ملموسة ويمكن الشعور بها، وذلك على عكس الأضرار فإنها غير ملموسة وربما غير مؤكدة لدى البعض، لذلك فنحن نسعى إلى إبعاد ما هو ملموس ومؤكد من السعادة والراحة؛ لمنع ما هو غير ملموس ومؤكد من الضرر، وهذا ليس بالسهل، إلا لو اتبعنا طريقة سليمة للإقلاع مثل الطريقة التالي ذكرها في مقالنا هذا.
كيفية التوقف عن ممارسة العادة السرية
قبل أن نعرف كيف تترك العادة السرية يجب أن نعلم الهدف المرجو تحقيقه من السير على نهج تلك الكيفية، وذلك يكمن في ما ندركه من صغر المنفعة وضخامة الضرر الذي تجلبه تلك العادة، وذلك ما سوف نذكره بالتفصيل في السطور التالية.
فوائد ممارسة العادة السرية
تكمن الفائدة والمنفعة من العادة السرية فيما تبثه من راحة، بالإضافة إلى ما تخمده من حرائق الغضب والتوتر، بجانب ما تقوم به تلك الممارسة من عمليات لتفريغ الشهوة التي تساهم حواسنا في تعبئتها بشكل يومي، ويمكن اختصار فوائد العادة السرية في عدة نقاط، وهي:
- خفض منسوب التوتر والضغط النفسي.
- الحد من اضطرابات الأعصاب والعضلات.
- التفريغ التام لرغبة النفس فيما يتعلق بالشهوة.
- الشعور بالراحة والسعادة، والتخلص من الأرق الناتج عن الضغوط اليومية المتعددة.
وقبل الانتقال إلى أضرار العادة السرية يجب التنويه أن تلك الفوائد، والمنفعة السابق ذكرها ما هي إلا شعور مؤقت سرعان ما يتلاشى، لذا من الضروري جدًا التعلم كيف تترك العادة السرية.
أضرار ممارسة العادة السرية

عند النظر إلى أضرار العادة السرية سوف يتضح لنا بشاعة الجرم الذي نرتكبه في حق أنفسنا ؛حيث تشتمل العادة السرية على عدة أضرار يتم تضمينها في عدة نواحي، وهي:
1. أضرار العادة السرية على النفسية
عند النظر إلى أضرار العادة السرية على النفسية نجد أنها كفيلة بخلق حالة يشفق صاحبها على نفسه من كثرة الأضرار، حيث تسبب العادة السرية ضرر نفسي يتمثل في:
- الشعور بالدونية واستحقار الذات.
- الخوف الدائم من أن يكتشف أحدهم بشاعة ما نقوم به.
- الإحباط بسبب العجز عن الإقلاع عن العادة السرية.
- الشعور بأن الآخرين دائماً هم الأفضل؛ لأنهم ربما لا يمارسون تلك العادة اللعينة.
- الشعور بالحزن والندم والضيق الشديد.
- فقدان القدرة على التركيز في المهام اليومية.
- الكسل وصعوبة النوم بما يتناسب مع المعدلات الطبيعية.
2. أضرار العادة السرية من الناحية الصحية
تتسبب العادة السرية في العديد من الأضرار الصحية، والتي تحدث تدريجياً ويظهر أثرها على المدى البعيد، وتتمثل هذه النوعية من الأضرار في:
- ضعف عظام الحوض والقدم.
- ألم المفاصل وخصوصاً مفصل الحوض والركبة.
- الشعور بالألم في أسفل الظهر، نتيجة استهلاك إفرازات العادة السرية لمكونات العظام الأساسية.
- التوتر في الوظائف العصبية، وذلك فيما يتعلق بنظام إفراز الهرمونات الطبيعي.
- ضعف وتوتر نشاط عضلة القلب على المدى البعيد.
- حدوث بعض المشاكل الجنسية التي قد تبدأ بسرعة القذف، وقلة معدل إفراز الحيوانات المنوية، وربما تصل إلى العقم في بعض الأحيان.
- حدوث الالتهابات في الأعضاء التناسلية.
- المعاناة من الحساسية الجلدية في المناطق المحيطة بأعضاء التناسل.
- اضطراب نشاط القناة البولية، والشعور بألم وحرقان مستمر.
3- أضرار مشاهدة الأفلام الإباحية في الإسلام

عندما نتحدث عن العادة السرية فنحن ندرك من لفظ العادة أنه سلوك متكرر، وندرك أيضاً أن ذلك السلوك يحتاج إلى تطوير حتى يستمر في إعطاء نتيجة أفضل، والتطوير في سلوك العادة السرية يكمن في اللجوء إلى محفز، سواء كان المحفز في هيئة مرئية كالصور والقصص وغيرها، أو كان في هيئة صوتية، أو تمثل في المقاطع الإباحية والمشاهد الخليعة وما إلى ذلك، وهنا يكمن جزء من الكارثة يعد هو الأضخم في الضرر حيث أن عقوبة ذلك الأمر ناتجة عن عدة مركبات شملها ذلك اللجوء إلى المحفز، وهي:
1. النظر إلى ما حرم الله
بعضنا يخطأ خطأ شنيع في حق نفسه بمجرد أن تنسيه رغباته أنه ليس إلا عبد، وأن الله خلقه ليتبع ما أنزله جل في علاه من أوامر، ويجتنب ما نهاه الله جل وعلا من نواهي، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن النظر إلى مثل تلك المحرمات من صور النساء والعورات وما إلى ذلك، وهذه هي أول المخالفات فسارع في تطبيق خطوات كيف تترك العادة السرية لتكسب رضا الله.
2. عدم الخوف من الله
عندما أقول أن من يمارسون العادة السرية لا يخافون الله فإني أجد القارئين جميعاً يستنكرون ما قد قلته وينفون عن أنفسهم ذلك الأمر، ولكن مهلاً عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة، فأنا أعلم جيداً أنه لا سبيل لفعل العادة السرية إلا في الخفاء، هنا حيث لا يرانا أحد ولا يعلم بفعلنا مخلوق، وجميعنا له أسلوبه في الاختفاء من أمام أعين الأهل والصحبة.
ولكن مهما بلغت الحنكة في التخفي فلن نختفي عن أعين الخالق القادر على كل شئ، وها نحن قد ابتعدنا عن نظر الجميع خوفاً منهم ثم فعلنا ما فعلناه أمام أعين الله، فعلنا ذلك ونحن ندرك قول الله تعالى "يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم"، وهذا عقابه شديد وذنبه عظيم.
3. عدم الحفاظ على نعم الله سبحانه وتعالى
قد خلقنا الله ومن علينا بنعم عديدة، ومن هذه النعم نجد الصحة والعافية، ومن معصية الله أن نهمل في تلك النعم، ونخالف أمره بعد أن قال " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، فلم نحسن معاملة نعم الله، ولم نتبع أمره، واستمر كلاً منا فيما يفعله ليدمر جسده ويلقي به إلى التهلكة، وهذه ثالث مخالفة.
4. سوء الخاتمة
تخيل أنك تمارس تلك العادة، وأنت في مكانك الذي ذهبت إليه حيث لا يراك أحد، وفجأة قُبِضت روحك وانتهت حياتك، سوف تستمر هكذا في غرفتك أو مرحاضك حتى يستشعر أحدهم غيابك، ومن ثم يدخل فيراك عارياً على ما أنت عليه، وبجوارك هاتفك الجوال وهو مستمر في عرض المقطع الإباحي الذي كنت تشاهده منذ قليل، كيف سيكون الموقف حينها ؟ ما الذي سوف يظنه بك الأهل والرفقة، وكيف حالك أمام الله عندما تبعث على ما قد قبضك عليه ؟
5. عدم الخوف من حساب الله
الذين يجهلون عدم خوفهم من الله سبحانه وتعالى هم نفسهم من يجهلون طريقة حساب الله لعباده يوم القيامة، وقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة يس " اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون"، فاعلم عزيزي القارئ أن عينيك سوف تشهد على ما كنت تراه وأنت في خفية من الناس، ويداك سوف تشهد على ما كتبته لتبحث عن تلك المحرمات، وقدمك التي ساقتك إلى حيث تختبئ لتمارس العادة السرية سوف تشهد عليك أيضاً.
وسوف يسألك الله عن مالك الذي ضاع مقابل تلك المقاطع، وعن وقتك وعن صحتك وعن ضعف إيمانك وعن خلل عقيدتك، وهذه هي رابع المخالفات، واعتقد أن هذا الحد من المخالفات والأضرار كافي لكي بجعلك تتخذ قرار الإقلاع، الذي سوف أخبرك به في السطور التالية.
كيف تقلع عن العادة السرية بشكل نهائي ؟

بعد أن تعرفنا على الفائدة الضئيلة والمنفعة القليلة، وعلى الضرر والخطر الذي نحن فيه نتيجة ممارسة العادة السرية فأعتقد أن قراركم المؤكد هو معرفة كيف تترك العادة السرية بشكل نهائي، ويمكن ذلك الأمر في عدة خطوات، وهي:
1. تجنب كل ما قد يثير الشهوة
الشهوة هي الدافع الأساسي وراء ممارسة العادة السرية، وبالتالي فإن تجنب كل ما يثير الشهوة سوف يحد من ممارسة العادة السرية، ولكي نتجنب مثيرات الشهوة فإنه يجب علينا القيام بالخطوات التالي ذكرها:
- إزالة كافة المقاطع الإباحية من الهاتف الجوال، أو الحاسوب الشخصي.
- غض البصر والتوقف عن النظر إلى النساء، فربما نظرة لم تتجاوز بضعة ثواني تقود صاحبها لأكثر من مرة ممارسة.
- التحكم في حاسة الشم، وهنا أقصد الابتعاد من الأماكن التي تفوح منها عطور النساء؛ لأن ذلك يثير الشهوة أيضاً.
- السعي للتوقف عن مشاهدة المنتجات السينمائية والدرامية، التي من المحتمل أن تشتمل على مشاهد تثير الشهوة.
2. الانشغال في ما هو محتمل من أوقات الممارسة
بعض ممارسي العادة السرية يعتمدون على أوقات معينة للممارسة تلك العادة، كأن يعتاد البعض على ممارستها عند الاستيقاظ أو قبل النوم، ويعتاد البعض الآخر على ممارستها قبل الذهاب للعمل أو بعد العودة منه، أو في أي وقت معين، ويجب التنويه أن العادة هنا قد تكون اقترنت اقتران وثيق بالتوقيت لا بالشهوة، حيث يعتاد الفرد على ذلك السلوك في هذا الوقت وكأنه آلة مبرمجة، ولكي نتجنب ذلك الأمر فالحل يكمن في الهرب من أنفسنا، فلو كنت اعتدت أن تمارسها عندما تستيقظ على فراشك فيجب أن تهرب من الفراش عند الاستيقاظ، وهكذا يمكن أن يتم الأمر في كافة الأوقات المعتادة.
3. عدم البقاء مدة طويلة في الأماكن المعتادة للممارسة
الأمر هنا يشبه تماماً أمر التوقيت، حيث يقترن السلوك بتواجد الممارس في مكان معين أعتاد أن يمارس به العادة، وهنا يجب على كل من يحاول التوقف عن ممارسة العادة السرية أن لا يطيل التواجد في تلك الأماكن المعتادة، وبرمج نفسك أن المرحاض مكان لقضاء الحاجة والاستحمام، فما أن تقضي حاجتك أو تستحم أخرج فوراً، وأن الفراش للنوم فلا تذهب هناك إلا وأنت متأهب للنوم بشكل تام، وابتعد عنه عند الاستيقاظ حتى لا تعطي الفرصة للسلوك المبرمج أن يتلاعب بك، وهكذا الأمر في كل الأماكن المعتادة.
4. الشعور بوجود الله معنا
أعلم عزيزي أنك إذا عزمت على التعلم كيف تترك العادة السرية فلا حول لك ولا قوة بغير الله، وأنه عندما كنت تغلق الأبواب لتمارس تلك العادة كان الله الذي تعصيه هو من يعطيك الهواء لتتنفس؛ لذلك كن خجولاً من نفسك وأعلم أنه معك يراك ويسمعك ويعلم من تخبئه في نفسك، فكن حريصاً على نفسك من أن يتركك الله لنفسك بعد أن يغضب من أفعالك، فلو تركك الله فأنت هالك لا محالة، ولذلك كلما شعرت أن تلك العادة سوف تتمكن منك حدث نفسك وقل لها الله يرانا ويسمعنا وكرر ذلك القول، واتبع ما سبق من الخطوات وإن شاء الله تتمكن من الإقلاع عن العادة السرية دون عودة.
ما هي فوائد التوقف عن العادة السرية لمدة شهر ؟

حتى نعطيكم جرعة من الأمل والحماس، فإن كل ما قد ذكرناه من ضرر سوف يتوقف عند الإقلاع، وسوف يبدأ كلاً منا في استعادة طبيعته التي كان عليها قبل الوقوع في ذلك الفخ اللعين، وهو ما يحدث من فوائد التوقف عن العادة السرية لمدة شهر، والتي تتمثل في:
- اختفاء الشعور بالعجز، وذلك بعدما يدرك كلاً منا أنه أمتلك ما يكفي من العزيمة للتوقف عن ممارسة العادة السرية.
- زوال الشعور بالدونية واستحقار الذات، حيث يبدأ كلاً منا في استعادة ثقته بنفسه، والشعور بأنه ليس أقل من الآخرين.
- انتظام معدلات النوم، حيث سوف تعود إلى طبيعتها، فلا تكون ساعات النوم أكثر من المعتاد، ولا تكون قليلة بفعل الأرق.
- زوال ألم العظام والمفاصل بالتدريج، نتيجة استعادة العظام لمكونات الغذاء، التي كان يتم إهدارها في إفرازات العادة السرية.
- استعادة القدرة على التركيز والتفكير الغير مشوش.
- الزيادة الملحوظة في النشاط والحيوية.
- القدرة على الاستيقاظ بسهولة.
- التوقف عن إغضاب الله سبحانه وتعالى.
هل يغفر الله ممارس العادة السرية ؟
بعض الذين كانوا يمارسون العادة السرية يعتقدون أن ذنبهم لن يغفر، لكثرة ما قاموا بارتكابه من أخطاء نتيجة ممارسة العادة السرية، ولكن في الحقيقة هذا الاعتقاد خاطئ تماماً، فالله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة العباد ويغفر لهم ذنوبهم، ولو أنهم عملوا الصالحات فالله يبدل ذنوبهم هذه بحسنات، وهذا ليس قولاً أقوله من عندي ولكن قول الله الذي قال في سورة الزمر
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، والذي قال أيضاً في سورة الفرقان" إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا"، وقد تعددت الآيات والمواضع التي وعد الله فيها عباده بالرحمة والمغفرة، فلا داعي للقلق فقط توقفوا عن تلك العادة، واعلموا أن ما أذنبتم به سوف يغفره الله لكم، واعلموا أنه سيفرح بتوبتكم وخوفكم من غضبه أيضاً.
وإلى هنا نكون قد انتهينا من الإجابة على سؤال كيف تترك العادة السرية، وذلك بعد أن تحدثنا عن فوائد العادة السرية، ثم انتقلنا للحديث عن أضرارها من الناحية النفسية، بالإضافة إلى الناحية الصحية والدينية، ومن ثم انتهينا بطريقة فعالة للتوقف عن ممارسة العادة السرية، بالإضافة إلى ما ذكرناه من أجوبة على الأسئلة الشائعة مثل فوائد التوقف عن ممارسة العادة السرية، ومسألة مغفرة الله لمن كان يمارسها، ونرجو أن يكون ما ذكرناه مفيداً لكم، ونسأل الله تعالى أن يعافيكم من ذلك البلاء، ويعينكم في رحلة الإقلاع، وأن يغفر لكم جميعاً.