كيف تستطيع النجاح في زواجك الثاني

تاريخ النشر: 12 يونيو 2005 - 06:40 GMT

على مدى الخمس وعشرين سنة الماضية تحسنت النظرة إلى الزيجات الثانية بقبول المجتمع المتزايد للطلاق . تتذكر آن البالغة من العمر 32 سنة، والتي تنوي الزواج من رجل مطلق وله أطفال - تتذكر زواج أمها الثاني في منتصف السبعينات .

  

تقول آن إنه لم يكن يوجد وقتها ما يسمى بالمشورة التوجيهية للأسرة . لم تكن تتوفر كتب للأطفال عن الطلاق وعن أسـرالزيجة الثانية . كان المتوقع منا هو الانسجام والتعاون مع خواتنا واخوتنا الجدد .

 

نسبة الطلاق في أســر الزيجات الثانية تفوق نسبته في  الأسـر النووية

(أسرة مؤلفة من أب وأم واطفالهما) . يقول الدكتور بيتر مارشال ، مؤلف عودة سندريلا  وكيف تتعايش مع عائلة الزيجة الثانية بدون صديق يساعدك- يقول توجد نقطتان يجب إيضاحهما ، وهما : الأولى هي أن هذا الخطر ينخفض بعد الثلاث سنوات الأولى ، إذ أن المرحلة المبكرة من قيام أسرة الزيجة الثانية  ، على ما يبدو ، هي التي تخلق التوتر في الزواج . والنقطة الثانية هي أن معرفة احتمال قيام خطورة قد تكون مفيدة من حيث أنها تنبه إلى ضرورة اتخاذ خطوات تمنع زيادة نسبة الطلاق .

 

الســؤال المهم هو : لماذا بعض الزيجات تنجح والبعض الآخر لا تنجح ؟ جون جوتمان ، أستاذ في علم النفس ، يعتقد أن باستطاعته اعتمادا على أبحاثه  أن يتنبأ بصحة نسبتها 91 في المئة ما إذا كان زواج  معين سينجح أم لا. يقول هذا الأستاذ أن مفتاح السعادة الزوجية هو الصداقة . إن أهم عوامل هذا النوع من الصداقة هي معرفة الزوجين لبعضهما معرفة حميمة والتعبير يوميا عن عاطفة وحب كل منهما للآخر ، واستمتاع كل منهما حقيقة بصحبة الآخر . يعتمد جوتمان في قوله هذا على بحث قام به عن الزواج  على مدى 25 سنة . وقد ألف كتابا عن هذا البحث عنوانه المباديء السبعة لإنجاح الزواج .

 

طبعا إذا سألت عشرة خبراء عن أسباب نجاح بعض الزيجات في حين أن بعضها الآخر يفشل ، تتلقىعشرة أجوبة مختلفة ، أي أن آراء الخبراء مختلفة جدا في هذا الأمر .هذا المقال يعطينا زبدة حكمة وخبرة خبراء العلاقات الزوجية ، مع خبرة الأزواج الذين تزوجوا مرة ثانية ، ويتضمن اقتراحات واستراتيجيات وإلماعات ووسائل قد تساعد في المحافظة على صفاء الزواج . فيما يلي اقتراحات عن كيفية إيجاد السعادة في الزيجة الثانية :

 

الــتــأ نـي    

لا تستهن باهمية التأني في معرفة نفسك وشريكك الجديد قبل الإقدام على الزواج مرة ثانية . تقول جانيت إنها تعرفت على زوجها الأول قبل زواجهما بثلاثة أشهر فحسب . ثم تضيف قائلة ، وهي تهز رأسها أسفا ،

" تزوج نصفي من شخص لا أكاد أعرفه . ظلت جانيت البالغة من العمر 44 سنة - ظلت عزباء لمدة 14 سنة قبل أن تتزوج زواجها الثاني . وتقول إنها أصبحت خلال تلك السنوات أكثر اعتمادا على نفسها ، وإنها  دخلت زواجها الثاني كإمرأة مستقلة تتحكم بأمورها لا كإمرأة محتاجة .

 

داني قاسبي ، مدير مؤسسة موارد الآباء في تورنتو ،  وزوجته هايدا، تزوجا بعد مرور خمس سنوات على تعارفهما . يقول داني "  نحن الإثنان    مطلقان من زواج سابق ، لذلك لم نشأ قط أن نسبب لأطفالنا معاناة مواجهة طلاق آخر." قلنا لأنفسنا أن كلا من تسرع في السابق واتخذ قرارا خاطئا ، فلنتأنى هذه المرة لنتأكد أننا حقا نريد أن نتزوج ونعيش معا . هذا الوضع جعلنا نشعر بالارتياح .

 

سواء كنت صدقت أو لم تصدق تأكيدات هذا الرجل أن الصداقة هي أهم عامل في نجاح العلاقة الزوجية ، فإن الصداقة لا شك هي بداية طيبة . إنشاء صداقة وثيقة يستغرق وقتا طويلا ، وهو ما ينساه الكثيرون عند وقوعهم في أشراك حب جديد . بناء عليه ، يجب أن تتأنى وتأخذ الوقت اللازم لتعرف شريكك – وتعرف نفسك أيضا – قبل أن تندفع إلى زواج جديد .

 

يجب أن تحترم شـريكك :

يقول الدكتور هارفل هندركس ، خبير العلاقات المشهور ومؤلف كتابي  الحصول على الحب الذي تريده ، ودليل الشركاء  ، إن الانتقاد هو أكبر قوة  تحطم العلاقات . عندما يصف أحد شريكه بأن مخطيء  وسيء ، يبدأ ذلك الشريك بعد مدة  يشعر أنه فعلا مخطيء وسيء . ومع الوقت يؤدي الأمر إلى انفصام الصلة بينهما ولا يعودا قادرين على الشعور بالأمان مع بعضهما . جانيس وزوجها جون يعملان في نفس المكتب ، وكانا يعقدان اجتماعات يبدي كل منها فيها آراء لا تساند آراء الآخر . ولكن بعد مدة أصبح كل منهما يدرك ويقدر الظروف التي يواجهها الآخر . تطابق شعورهما في العمل انتقل إلى علاقاتهما الشخصية ، وأصبحا عند مواجهة    مشكلة ما يتفرغا لبحثها فيما بينهما دون أي نبرة تهديد . وأخذا يتجنبان كلمات سيئة مثل " أنت مخطيء ، ويجب أن لا تفعل ذلك " ، فهما ليسا أعداء ، بل يدا واحدة.

 

التصرف كأسرة

يقول الدكتور هندركس إن شريكين مثل جانيس وجون يكونان مرتبطان ، ومنسجمان انسجاما لا مكان فيه  للكلام السيء ، ولا يلجآن إلى  الكلام السيء إلا في غياب هذا الانسجام . عبارات أنت تضايقني ، وأشعر بالوحدة ، ولا أشعر يالأمان معك ، وما شابه – هذه العبارات تعرب عن التفكك يشعر بها الطرفان عند انفصام الروابط بينهما .اخترع الدكتور هندركس وزوجته هيلين هنت ، من جراء العلاقة الشخصية بينها ، طريقة علاجية أسمياها تصحيح العلاقات المثالي ، يتبناها الآن الخبراء في جميع أنحاء أمريكا الشمالية . باختصار ، هذه الطريقة تعلّم الزوجين كيفية التحادث والحوار الفعاليّن . قد تكون أهم خطوة في هذه الطريقة العلاجية هي الاعتراف بقيمة الطرف الآخر ، إذ أن ذلك يؤدي إلى تقدير الشعور ويعيد الشريكين إلى الانسجام . عند ما ينسجمان لا يقترفان أية أخطاء . هذا حقا شيء جميل ومحبب إلى النفس . إدراك قيمة الشريك يجعل الشريكين يعترف كل منهما بحقيقة الآخر دون اصدار الأحكام ، فالأمر المهم هو أن تستمع إلى شريكك وتفهمه وتقبل به كما هو ولشخصيته . مع أن هذه الطريقة قد تبدو مصطنعة في البداية ، إلا أنك بتقمصها ستصبح طريقة جديدة من الشعور والتفكير . تصرف وكأن كل شيء فعليّ ، فبالإمكان أن يصبح كل شيء واقعا .

 

إنشاء نظام أسري إيجابي  : إذا كان لك أو لشريكك الجديد أطفال من زواج سابق ، يكون أحد أكبر التحديات التي ستواجهانها عند الزواج  هو خلق الانسجام في البيت . عندما يبدأ إثنان لهما أطفال علاقة جديدة ، ستتغير حياة الجميع . إبدأ البداية الصحيحة بإعطاء الاعتبار لكل فرد ، وأطلع الأطفال وباقي أفراد العائلتين على سير العلاقة من أجل ان يكونوا مستعدين للوضع الجديد  عند إقدامكما على  الزواج . حاولا تحديد أدوار اطفال كل منكما قدر الامكان قبل الإقدام على الزواج . استشيرا خبير التخطيط المالي ، أو المحامي ، أو خبير الأمور الأسرية ، وابحثا في المكتبة عن كتب تعالج شئون أسر الزيجات الثانية .هناك قضايا متعددة يجب التباحث فيها ، منها أين ستسكن الأسرة ، من سيتحمل تكاليف معينة ، ومن سيكون مسئولا عن الانضباط في الأسرة ... إلخ . قد تود أيضا عقد اتفاقية عائلية بينكما أو عقد زواج . مع أن القانون لايلزم أحدا بذلك ، إلا أن هذه الاتفاقيات أصبحت  تنتشر أكثر فأكثر في  الزيجات الثانية .

مع أن كل أسرة لها ديناميكية مختلفة ، إلا أن الهدف يجب أن يكون إيجاد البيئة المستقرة . يكثر استخدام عبارة العائلة المنسجمة المتآلفة ، وقد ترى العائلة أن هذا الانسجام هو هدفها ، ولكن حدوث  بذلك الانسجام يستغرق وقتا طويلا ليحدث . لذلك فكر في الوضع على أنه عملية اندماج ، مثل دمج بياض البيض مع عجين الكعكة . حاولا تجنب أن تصبحا الأم العظيمة أو الأب المعطاء . حافظا على شعور أطفالكما بأن أمور حياتهم عادية . إذا كان أطفالكما يحضرون إليكما في عطلة نهاية الأسبوع ، بيّنا لهم أن الحياة في بيتكما تسير خلال هذين اليومين كما تسير في البيت الآخر خلال الأيام الخمسة الأخرى . أشعراهم أنهم يستطيعوا الذهاب إلى السينما، ولكن أنه أيضا قد يطلب منهم قص العشب . لا تحولا نهاية الأسبوع إلى قرطوس بوظة طويل .

 

إحذري من القدح بزوجك (أو زوجتك) السابق أمام أطفاله ، إذا كنت زوجة أبيهم . إذا حاولت أن تحلي محل أمهم الطبيعية ، فإنهم  سيكرهونك ويكرهك والداهم . من المهم جدا إفاهمهم أنك لست أمهم ولكنك يهمك أمرهم، وأنك تأملين أن تكوني وإياهم أصدقاء ، وأنك تحبين أمهم ، وأنك تودين أن تكونوا أسرة يسودها الحب والتوافق .

 

أعباء تربية الأطفال ، في أية أسرة ، تطغى أحيانا على الزواج . ولكن من المهم جدا عدم إهمال العلاقة الزوجية إذا أردت للزواج أن يدوم . في أسر الزيجات الثانية ، يزيد غياب المغازلة بين الزوجين من الحاجة إلى خلق الفرص لتواجد الشريكين مع بعضهما بصفة زوجية . أحد الأساليب الناجعة في هذه الناحية هو الاتفاق على مواعيد منتظمة بين الشريكين يلتقيان فيها منفردين . إذهبا إلى مطعم رومانسي ، واتفقا أن أول من يذكر الأطفال منكما يدفع الفاتورة . هذا الإجراء يجعل حديثكما خاليا من المواضيع الأسرية.

 

التعامل مع الزوج(أو الزوجة) السابق :   كلنا سمعنا الحكايات المرعبة عن الزوجة السابقة أو الزوج السابق . وقد تكون بعض تلك الحكايات حقيقية . ولكن الغضب من علاقة فاشلة مضت قد يؤدي وبسرعة إلى تدمير حياتك أنت . لا أحد يتوقع أن تصبح صديقا حميما لزوج زوجتك السابق ، ولكن حاول أن تكون متحضرا في مواجهة هذا الأمر ، فذلك أجدى . بالرغم من كل شيء ، أنت عندما تتزوج (أو تتزوجين رجلا) إمرأة سبق لها الزواج من قبل ، تتزوج ماضيها أيضا ، بما فيه الزوج السابق والأطفال من الزواج السابق . كتبت كرستين توماس كتابين بعنوان الزوجة الثانية  و  والشجار الصامت ، تبحث فيهما بعض التحديات التي تواجه الزوجة الثانية، وتقدم بعض الاقتراحات التي تساعد  على مواجهة الوضع بطريقة أفضل، بما في ذلك الصورة النمطية التي ترسم في المخيلة لزوجة الأب . فيما نحن ندافع عن أنفسنا ضد العالم الخارجي ، نكافح أيضا لإنجاح زواجنا . دعونا نواجه الحقيقة ، كل واحدة لديها مشكلة أو مشكلتان . الزيجات الثانية لها نفس تحديات الزيجات الأولى جميعها ومعها المزيد .تستطيعين بالتعاون مع شريكك ، وبالتوقع الواقعي ، تفادي الغضب المتخلف من الزواج السابق ، وتعزيز روابط زواجك الحالي في نفس الوقت .

 

الحصول على مساعدة الأخصائيين   

أغلب الخبراء ينصحون استشارة خبير مناسب قبل الاقدام على الزواج ثانية . سواء استشرت خبيرا واستعرضت  معه على انفراد تاريخ زواجك السابق، أم لا ، يجب أن تحضري ورشة عمل عن الاستعداد للزواج ، أو تشتركي انت وشريكك في جلسة واحدة .

 

الأزواج الذين ينفصلون ثم يعودون إلى بعضهم ، يجب أن يدركوا احتمال فتور الحماس والارتداد ثانية . ربما تشعران بشيء من الرومنسية في بداية عودتكما إلى بعض . ولكن يجب أن تدركا بأنكما لم تتغيريا بمجرد عودتكما إلى بعض . من الأرجح أنكما ، بعد بضعة أسابيع ، ستعودان إلى أنماط الحياة السايقة . لا تقلقي ، فذلك شيء طبيعيّ . عندما يقوم أحد بتمارين بدنية تتشنج عضلاته ، ولكن ما الذي يجب عمله عند ما تتشنج العضلات ؟

يعتقد الكدتور هندركس أن فترات الفتور والارتداد تشكل فرصة ذهبية للنمو . كل تراجع يوفر لك فرصة أخرى لممارسة الحوار وتذوق الارتباط والسلامة  .أنت لا تستخدم هذه المهارات كثيرا إلا إذا وجدت نفسك في ورطة ، وبناء عليه اعتبر تلك الورطة فرصة تعلمك كيف تظل بعيدا عن الورطات  . إيد وكارول ، كلاهما في الخامسة والثلاثين ، اصطلحا مؤخرا واشتريا بيتا في إيتوبيكوك  . استشارة الخبراء كانت ضرورية جدا لهما ، وبعدها أصبحا ماهرين في مواجهة المشاكل مما يساعدهما على حل مشاكلهما القديمة . بعد مرور 15 سنة أدركا أخيرا من هما وكيف يتواصلان مع بعضهما ، وأصبح أملهما في المستقبل كبيرا جدا .

 

ليس من الغريب أن يرفض أحد الطرفين فكرة جلسة استشارية مشتركة ، فقد يرهق ذلك الشريك الذي اقترح الاستشارة ، وقد يفسر اقتراحه كإشارة على انتهاء الزواج ، ويكون هذا التفسير أحيانا خاطئا . إلا أن الشيء الحسـن الجديد هو أن كثيرا من الخبراء يوافقون الآن أن الاستشارة قد تفيد العلاقة بين الاثنين فائدة قيمة حتى ولو لم يحضر الجلسات سوى أحد الطرفين .  يقول ميشيل ديفيس إن طبيعة العلاقات بين الشريكين هي أن تتغير تلك العلاقات إذا أراد أحد الشريكين وأحدث تغييرا مهما . غيّر نفسك يتغير زواجك .

 

ألزم نفسـك بالعلاقة  : يعتقد الدكتور هندركس أنه عندما يتعلق الأمر بإنجاح العلاقة بين الشريكين نجاحا حقيقيا ، يصبح لا وجود لأي فرق بين الزواج الأول والزواج الثاني . وهو يزعم أن العوامل التي أدت إلى انتهاء الزواج الأول ستظهر مع مرور الوقت في الزواج الثاني أيضا .

 

مفتاح تفادي الطلاق الثاني هو التواصل . تعلم كيف تتحدث مع شريكك حديثا حواريا . إذا استخدمت الحوار ، نستطيع أن نضمن لك تحقيق نوع العلاقة التي تريدها مع شريكك ، مع أنها قد تمر باضطرابات قبل أن تستقر الأمور على الوجه الذي ترغبه .

 

الأزواج والزوجات الذين تحدثنا معهم يعتقدون أن زيجاتهم تستحق العمل الشاق الذي بذلونه من أجلها . إنهم ملتزمون تجاه بعضهم البعض وملتزمون بالعلاقات بينهم . يقول داني قوسبي : فكر بالبدائل المتاحة . إذا كنت تعتقد أن ما تبذله من أجل علاقتك مع شريكك أمر صعب ، فإن ترك الأمر على ما هي عليه سيسبب عشرة أضعاف المشاكل ، لا سيما إذا كان في الموضوع أطفال . تذكر أن الزيجات تستدعي بذل الكثير، ولكن الطلاق أيضا يتطلب بذل الكثير .