كيف يمكن التحكم في الرغبة الشديدة في شرب الكحول ؟

هل يراودك ذلك الشعور بأنه حان الوقت للتخلص من شرب الكحول نهائيًا؟ في الواقع ربما في البداية تريد أن تخفض كمية الكحول التي تشربها إلى النصف، ومن ثم التخلي عنها تمامًا بشكل دائم. 

ولكن على الرغم من أهدافك ومهما كنت ملتزمًا بتغيير عاداتك حول الشرب، فإن تجنب الكحول قد يكون أصعب قليلاً مما كنت تتوقع، وبمجرد اتخاذ قرار التوقف عن الشرب تمامًا، قد تجد نفسك تعاني من بعض الرغبة الشديدة في الشرب،  خاصة في الأماكن أو المواقف التي عادة ما تتناول فيها هذه المشروبات.

وتوضح روبي ميهتا، الأخصائية الاجتماعية السريرية المرخصة ومديرة العمليات السريرية لمنصة التعافي الرقمي Tempest: "يمكن أن تكون الرغبة الشديدة في تناول الكحول شديدة للغاية، خاصة في التعافي المبكر".

وتتابع: "الخبر السار هو أن هذه الرغبة تستمر لفترة قصيرة فقط، وإذا كان بإمكانك تشتيت انتباهك أو الانشغال بأشياء أخرى، فسوف تمر هذه الفترة عادةً".

لماذا تحدث الرغبة الشديدة في شرب الكحول ؟ 

لن تؤثر الرغبة الشديدة بالضرورة على كل من يقلل من تناول الكحول، ومع ذلك، فهي شائعة جدًا، خاصة إذا كنت تشرب بانتظام أو كان تعاطيك للكحول يندرج في فئة الإفراط في الشرب، أما بالنسبة لأسباب الرغبة الشديدة، فقد اقترح الخبراء بعض التفسيرات المختلفة.

• التغيرات في كيمياء الدماغ

بمرور الوقت، يبدأ تعاطي الكحول في التأثير على الناقلات العصبية أو الرسائل الكيميائية في دماغك، ويمكن أن تؤدي هذه التغييرات إلى الحاجة إلى شرب المزيد من أجل الشعور بنفس التأثيرات، ويمكن أن تجعلك أيضًا أكثر حساسية لتأثيرات الكحول وتزيد من خطر الإصابة بأعراض الانسحاب، وعندما لا تشرب، قد تبدأ في ملاحظة مشاعر القلق أو الضائقة العاطفية الأخرى، إلى جانب الرغبة الشديدة في تناول الكحول.

• تكوين العادة

يمكن أن يؤثر الكحول على عقلك بطرق أخرى أيضًا، وغالبًا ما يبدأ الناس في استخدام الكحول بانتظام لأن الشرب يؤدي إلى مشاعر إيجابية أو يساعد في تحسين مزاجهم، حيث تصبح النشوة اللطيفة التي تختبرها عند الشرب مكافأة تعزز رغبتك في الشرب في مواقف معينة، وقد تبدأ في النهاية في التوق إلى هذه المكافأة في المواقف الجديدة.

• المحفزات

توضح ميهتا: "غالبًا ما تحدث الرغبة الشديدة في تناول الكحول كاستجابة تلقائية للمحفز، والتي يمكن أن تكون ذكرى لشيء مرتبط بالكحول أو عاطفة مثل التوتر".

وفي الواقع، يلاحظ معظم الأشخاص الذين يعانون من الرغبة الشديدة مزيجًا من المحفزات الداخلية والخارجية، وينطوي التحفيز الداخلي على ذكريات أو أفكار أو مشاعر أو أحاسيس جسدية تدفع الرغبة في الشرب، على سبيل المثال: الحزن، القلق أو التوتر، الغضب، الألم الجسدي أو الانزعاج

وتشير المحفزات الخارجية إلى الإشارات البيئية التي تربطها بالكحول، بما في ذلك الأماكن والأوقات والأشخاص والمواقف، على سبيل المثال: زيارة مطعم أو بار حيث تشرب عادة، حضور حفلة، نهاية يوم عملك.

طرق التحكم في الرغبة الشديدة في شرب الكحول

عندما يضرب التوق إلى الكحول، فإن الخطوة الأولى الجيدة تتضمن الاعتراف بالرغبة الشديدة، وفقًا لميهتا، وتمضي لتشرح أنه في حين أن الرغبة الشديدة قد تكون في أعلى مستوياتها، فإنها ستقل وتمر في غضون بضع دقائق.

وتشير كريستينا هانكس، كبيرة مدربي التعافي ومديرة فريق الرعاية في Tempest: "قد تستمر الرغبة الشديدة النموذجية لمدة 3 إلى 5 دقائق".

وفي الواقع، من المهم تذكير نفسك بأن الرغبة الشديدة ستخف من تلقاء نفسها، حيث يمكن أن تسهل تجاوز تلك الدقائق دون شرب، وأيضًا يمكن أن تساعد هذه الاستراتيجيات التالية.

• صرف الانتباه

يمكن أن يساعد الإلهاء الإيجابي في شغل أفكارك وطاقتك، مما يمنحك شيئًا للتركيز عليه إلى جانب الرغبة في الشرب، وتوصي هانكس بإنشاء قائمة بالمشتتات التي يمكنك اللجوء إليها عند وصول الرغبة الشديدة والاحتفاظ بهذه القائمة في مكان ما يمكنك الوصول إليها بسرعة على هاتفك أو الثلاجة أو في دفتر يوميات، فمثلًا هناك بضعة أنشطة يمكن من خلالها صرف الانتباه مثل الاستماع إلى الموسيقى والرقص، أو اختر كتابًا واقرأ فصلًا، أو اذهب في نزهة، بمفردك أو مع صديق أو حيوان أليف، والعديد من الأنشطة الأخرى.

• تواصل مع صديق

إن التواصل مع شخص آخر في حياتك يحاول التوقف عن الشرب يمكن أن يساعدك بالتأكيد على التخلص من الرغبة الشديدة في شرب الكحول، ولكن حتى عندما لا تعرف أي شخص آخر يحاول إجراء تغيير مماثل، لا يزال بإمكان الأصدقاء والأحباء تقديم الدعم العاطفي.

• ابق حاضرًا

قد تلاحظ مواقف مرهقة أو متوترة تميل إلى تأجيج الرغبة الشديدة في كثير من الأحيان، وإذا كان هذا هو الحال بالنسبة لك، فإن تمارين اليقظة يمكن أن تساعدك على ترسيخ وعيك في الوقت الحالي وتهدئة نفسك حتى تمر الرغبة الشديدة، وهناك بعض الأفكار لتجربتها مثل تمارين التنفس العميق أو الاسترخاء،النشاط البدني، بما في ذلك اليوجا، وتغيير البيئة.

للمزيد من صحتك وجمالك:

طبيب البوابة: 5 وجبات خفيفة كورية صحية للريجيم