دعا اخصائي الجلدية بمركز اسعد الحمد الدكتور محمد فيحان العتيبي مرضى "الأكزيما" الى عدم التخوف من استخدام كريمات الكورتيزون لعلاج المرض مؤكدًا أن استخدامها بشكل صحيح يسهم فى تخفيف الحكة التي يعاني منها مريض الأكزيما.
وقال العتيبي، حسب وكالة الانباء الكويتية، ان الاكزيما هي حالة التهابية غير جرثومية تصيب الجلد" مضيفا ان كلمة اكزيما هي نفسها التهاب الجلد وتستعملان بنفس المعنى مع فارق أساسي هو أن الأكزيما تعني الالتهابات الجلدية النابعة من حساسية خارجية أو داخلية المنشأ أما التهاب الجلد فهي كلمة تطلق على الحالات الالتهابية خارجية المنشا.
وحول اسباب ظهور المرض اكد انها كثيرة اولها الاستعداد الوراثي قائلا ان الاستعداد الشخصي أو التكوين الوراثي للشخص يلعب دورا أساسيا في تعرضه للاصابة بالاكزيما كما ان بعض الأطعمة مثل الحليب والبيض (الزلال والصفار) والفول السوداني والقمح والأسماك وغيرها قد تساعد على ظهور المرض الى جانب المواد الاستنشاقية وتشمل عتة غبار المنزل وحبوب اللقاح وشعر وفضلات الحيوانات والطيور.
وتطرق الدكتور العتيبي الى عوامل اخرى وهي العوامل النفسية مشيرا الى انه لوحظ أن زيادة التوتر النفسي يزيد من قوة أعراض المرض وذلك بسبب وجود علاقة بين الخلايا العصبية وبين الخلايا المؤثرة في التفاعلات المناعية .
واضاف ان هناك عامل اخر وهو التقلبات الجوية مبينا ان حالات الاكزيما تختلف حسب طبيعة التغيرات الجوية فبينما تسوء حالة البعض في الشتاء الا ان البعض الآخر تزداد معاناتهم مع المرض في الربيع والصيف . واوضح ان التعرض لأشعة الشمس قد يكون مفيدا لبعض الحالات ولكنه قد يكون ضارا لحالات أخرى حسب نوع الاكزيما .
واستعرض الدكتور العتيبي أنواع الاكزيما بالنسبة للأطفال قائلا ان اكزيما الرضع تظهر بين عمر شهرين الي سنتين وتصيب الوجه وخاصة منطقة الخدين على هيئة احمرار وحبيبات وحويصلات وقشور وقد تنتشر لتصيب الذقن والجبهه والعنق وفروة الرأس وفي الحالات الشديدة قد تصيب سطح الجلد كله .
واضاف ان فى بعض الحالات قد يبدأ المرض مباشرة في الرابعة او الخامسة من العمر ويستمر ظهورها حتى سن العاشرة . وبين ان الاكزيما تمر بفترات نشاط وفترات ركود ويكون هذا النوع من الاكزيما من النوع الجاف حيث يصبح الجلد في المناطق المصابة أكثر سمكا مشيرا الى انه يصيب مناطق محدودة فى الجسم هي ثنايا الذراع والركبة والمعصمين كما تصيب جانبي الجفون والعنق وتصاحبها حكة شديدة في المناطق المصابة مما يساعد على زيادة سمك الجلد الذي يؤدي الى زيادة الحكة
وأكد أن استمرار اعراض الاكزيما قد تدخل فيه عوامل معينة مثل تعرض الطفل للمؤثرات التي تزيد حالة الأكزيما فمثلاً يكون حساساً لطعام معين وتستمر الأم في اعطائه هذا الطعام أو يتعرض لغبار يكون حساسا له باستمرار .
وحول اكزيما الكبار قال الدكتور العتيبي انها قد تظهر لأول مرة فى الجسم او يمكن أن يكون المريض مصابا باكزيما الرضع او الأطفال وتظهر في أي جزء من الجسم وغالبا ما تصيب الرقبة والوجه والأجفان والجبهه وظهر القدمين واليدين .
وحول خطوات العلاج قسم الدكتور العتيبي، حسب كونا، علاج الاكزيما الى شقين أساسيين اولا تحديد العامل أو العوامل المسببه بحيث يمكن تجنبها موضحا ان هذه الخطوة تعد من أهم الخطوات في العلاج وأصعبها وهي تتطلب تعاونا بين المريض والطبيب المعالج وتشتمل على عدة مراحل تبدأ بتاريخ المرض ثم فحص الحالة وتنتهي باختبارات الحساسية التي تحدد السبب فقط في حالات الاكزيما التلامسية التي تنتج من تلامس مادة معينة .
واضاف ان ثاني شق فى علاج الاكزيما هو استعمال العلاجات التي تؤدي الى زوال التغيرات الجلدية والالتهابات وغالبا ما يركز المريض وبعض الأطباء على الجزء الثاني الخاص بالأدوية مع اهمال الجزء الأول الخاص بتحديد السبب وتجنبه مما يؤدي الى استمرار الحالة أو انتكاسها بعد العلاج بفترات قد تكون قصيرة .
وتحدث عن العلاج الدوائي وهو ينقسم الى علاج يعطى عن طريق الفم او بالحقن أو عن طريق الدهانات الموضعية المباشرة على مكان الاصابة مثل الغسولات والكريمات والمراهم.
وافاد الدكتور العتيبي ان العلاج الجهازي يشمل الأدوية التي تقلل من الحكة مثل مضادات الهستامين كما تستعمل المضادات الحيوية في حالة حدوث مضاعفات للاكزيما في صورة التهابات ميكروبية .
وحول عقار الكورتيزون قال انه يعتبر من أكثر العقاقير فعالية في علاج اكزيما الجلد وهو يستخدم موضعيا على هيئة كريم أو مراهم . ونصح بوضع كمية ضيئلة جدا من الكريم أو المرهم على الأماكن المصابة فقط مؤكدا ان التجارب العلمية اثبتت أن استخدام العلاج الموضعي بهذه الطريقة مرة يوميا كان له الأثر الفعال في تحسن حالة مريض الاكزيما .
ودعا الى عدم القلق من استخدام دهانات الكورتيزون طالما تستعمل بالطريقة الصحيحة (كمية قليلة والتدليك على الجلد حتى يتشربه تماما) . واوضح انه قد يضاف القطران لبعض العقاقير التي تستخدم موضعيا على الجلد ولكن رائحته ومظهره لا يشجعان على استعماله فيقتصر دوره على معالجة الحالات الشديدة في المستشفيات .
وتطرق الى العلاج الموضعي ويتلخص باستعمال الغسولات أو الكريمات أو المراهم ناصحا باستخدام الغسولات في الاكزيما الحادة والمراهم في الاكزيما المزمنه أو الجافة. واضاف ان برمنجانات البوتاسيوم تعتبر من أشهر الغسولات المستخدمة في حالات الاكزيما.
وشدد على ضرورة الوقاية من العلاج مثل محاولة الترويح عن النفس وعدم التعرض للضغوط العصبية والنفسية والتقليل من عدد مرات الاستحمام أسبوعيا حيث أن كثرة تعرض الجلد المصاب للمياة تسبب جفافه .
كما دعا الى الاهتمام بنوعية الصابون المستخدم للاستحمام فيجب الا يحتوي على أية كيماويات أو روائح عطرية كما يجب ان يراعى في اختيار الصابون المستخدم لغسل الملابس أن يكون خاليا من الكيماويات القوية.