لغة الجسم قد تكشف الاضطرابات الشخصية

تاريخ النشر: 08 مارس 2007 - 06:52 GMT

يملك مرضى الاضطرابات الشخصية لغة جسدية معيّنة تعكس اضطراباتهم الشخصية. وتشمل هذه اللغة على سلسلة صريحة من الإشارات غير الملحوظة لهم، والتي تعكس المشكلة الصحية العقلية الخفية التي يواجهونها، على سبيل المثال: ينظر الأشخاص المصابون باضطرابات الشخصية، واضطراب الشخصية النرجسية، لأنفسهم بشكل مختلف.

وإليكم بعض من السمات العامة للشخصيات المضطربة كما جاء وصفها في كتاب "لغة الجسم النرجسية: حبّ النفس الخبيث - الافتتان بالنفس":

 

لغة الجسم "المتغطرسة": يتبنى النرجسيون موقفا طبيعيا يشير إليهم وينضح بهواء التفوق، والأولية، والسلطة الخفية، والغرابة، واللامبالاة، الخ، مع ذلك يحافظ النرجسيون على اتصال بصري ثابت وثاقب عادة مع محدثهم، ولكنهم في أغلب الأحيان يتجنبون الاقتراب الحسي من الآخرين (بحيث يحافظون على منطقتهم الخاصة). بعيدا عن الأشخاص الآخرين. وكأنهم يمشون في هالة مخصصة لهم لا يجوز لأحد أن يقطعها.

 

بينما يميل مرضى الاضطراب العقلي لتوسيع دائرتهم الشخصية بحيث يسيطرون ويغزون المناطق الشخصية الخاصة بالأشخاص الآخرين، ومن صفات شخصيتهم الأخرى التبختر عند المشي، وكأنهم لا يشعرون بحدود مناطق الآخرين وغالبا ما يعتبرون عنصرا مهدّد بشكل مبهم. كما أن رصانتهم الظاهرة حتما ستكون مختلطة بحالة خفية من الهياج، ونفاد الصبر، والعنف. أما الانطباع العامّ عنهم فهو مثل التعامل مع قنبلة موقوتة، توشك أن تنفجر.

 

أما الشخصية الانطوائية فتمتاز بأنها كتومة وتحافظ على منطقتها الشخصية بشكل واضح من ناحية الانسحاب الانطوائي، (على سبيل المثال، يقوم الشخص المصاب بهذه الحالة بطي سيقانه أسفل منه، وكأنه يحاول جمع جسده كله في نقطة حماية مركزية يكون مسيطرا عليها). ويمتاز جسمه بالتوتر والدفاعية: مع انحناء الأكتاف، وطي الذراعان، وضم الأرجل وتتفادى الاتصال البصري. كما أن حدود الشخصية العامة عنده تكون مشوشة، فيبدو وكأن جسمه خارج عن السيطرة. وتمتاز هذه الشخصية بالهوسية، والتململ، والغضب، والانتقال من مشاعر الدفء إلى التطلب اللحوح، أو حتى الوقوع في مشاكل تهدد الحياة.

 

إما تصرفات الشخص المصاب بالفصام فتتميز بأنها آلية أو نمطية، فهو بطيء، ويدرس خطواته. ثم يتحرّك بتردّد، ويحافظ على مسافة كبيرة بينه وبين المعالج، كما أنه سلبي (ولكنه ليس عدواني) بشكل عام. كما أنه يقظ جدا، لكنه ودود ودافئ. ولا يتردّد في الإيماء بعواطفه من مودّة، وغضب، وخوف. ومثل المصابين بحالة الاستحواذ الإلزامي، يملك مريض الفصام طقوس خاصّة به يستعملها لخفض مستوى القلق.

 

أما المصاب بالذعر فهو بارد المشاعر، ودفاعي, ويقظ وله ردّ فعل مباغت. وعندما يصاب بنوبة الذعر تشعر بالذعر في عيونه ، ويتململ، وأحيانا يعرق ويواجه صعوبة في التنفس (سمات نوبات الذعر العامة). ويمكن أن يكون كلامه تمييزي، ويحافظ على الاتصال البصري فقط عندما يحاول إثبات نقطة ما أو لمعرفة ردّ فعل متحدّثه.

 

ولكن بالرغم من كل هذا لا يجب أن تعتبر لغة الجسم أداة تشخيصية، ولا يجب أن يستعملها أحد للحكم على الصحة العقلية للآخرين فهناك العديد من ضغوط الحياة التي تجبر الناس على التعامل بدفاعية أو تفادي الاتصال البصري، أو الشعور بالغضب أو التململ. ويعتبر الطبيب المختص الشخص الوحيد القادر على تشخيص الحالة النفسية من خلال الجلسات والاختبارات النفسية، يمكن أن تزوّد لغة الجسم الطبيب بمعلومات إضافية عن حقيقة التشخيص.