يعمل علماء على صناعة لقاح يعطي، بحقنة واحدة ، الحماية مدى الحياة ضد جميع أنواع الأنفلونزا .
في الوقت الحاضر يحتاج المرضى وكبار السن ، وكل من يود تحصين نفسه ضد الإنفلونزا ، إلى حقن سنوية ضد هذا المرض البغيض . كما ومن المعروف أنه لم يتم التوصل بعد إلى حقنة للتطعيم ضد أنفلونزا الطيور.
غير أن شركة أكامبيس لتكنولوجيا علم الأحياء في كامبريدج في بريطانيا أعربت عن أملها في أن يستهدف اللقاح مختلف التغيرات الاحيائية التي تمكن الأنفلونزا من مهاجمة الجسم الإنساني. لكن العمل لا يزال في مرحلة مبكرة، ولن يتم اختبار اللقاح على البشر قبل سنوات.
يذكر أن الأنفلونزا تؤدي إلى وفاة حوالي أربعة آلاف شخص في بريطانيا لوحدها في شتاء كل ســنة . أما عالميا، فيموت حوالي 500 ألف شخص سنويا من هذا المرض.
وقد حذر الاخصائيون من احتمال أن تؤدي أنفلونزا الطيور إلى وفاة ما بين 29 و40 مليون شخص عبر العالم كله إذا تمكن فيروس هذا المرض من التغيير الاحيائي الذي يتيح له الانتقال من الطيور إلى الإنسان ومن شخص إلى آخر.
الحقن المتوفرة حاليا لها مفعول مضاد للأنفلونزا إذ أنها تعطي المناعة لمادتين من البروتين في الجسم (هما هايماغلوتين ونيورامينديز) توجدان على سطح فيروس الأنفلونزا. غير أن هاتين المادتين تظلان في تغيير احيائي دائم ، مما يحتم على الأطباء العمل باستمرار لاكتشاف لقاحات جديدة للحاق بها.
ويعمل العلماء في مختبرات أكامبيس في الولايات المتحدة بالاشتراك مع باحثين بلجيكيين من مؤسسة فلانديرز لتكنولوجيا علوم الأحياء على إيجاد طعم مضاد لمادة أخرى من البروتين لا تتغير تسمى إم 2
.
ويعتقد هؤلاء العلماء أنه سيكون بامكان اللقاح في حال نجاحه في صنعه حماية الإنسان ضد جميع أنواع الأنفلونزا لمدة طويلة بحيث لا يعود هناك حاجة للحقن السنوية .
غير أن الخبراء المعنيين شددوا على اعتقادهم أن العمل ما زال في مرحلة مبكرة جدا وقد يستغرق الأمر وقتا طويلا لتحقيق الغاية المرجوة من هذه الأبحاث .
ومما يذكر أنه لم تتم تجربة الطعم حتى الآن إلا على الحيوانات، ويؤكد العلماء أنه لن تتم تجريبه على البشر قبل سنوات .
