مع ازدياد المشكلات الزوجية باستمرار يهرع بعض الناس إلى الاطلاع على حكم الشرع في تصرفات الأزواج والزوجات وقت الخلاف، ولعل من المشكلات الأكثر شيوعًا تجنب تحدث الزوج إلى زوجته؛ لذا سنبين في هذا المقال ما حكم الزوج الذي لا يتكلم مع زوجته والأسباب التي تدفعه لهذا، وطرائق التغلب على حزن الزوجة إثر تجاهل زوجها.
ما حكم الزوج الذي لا يتكلم مع زوجته؟
انطلاقًا من قول الله تعالى "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" يمكن تأكيد أن الزواج ما بني إلا على المودة والرحمة، وعدم تبادل الزوج أطراف الحديث مع زوجته أو تجنب التحدث والاستماع إليها فإنه ينافي هذا المفهوم؛ إذ يجب عليه أداء واجباته نحو زوجته وألا يهجرها في الكلام فيما يتجاوز الثلاثة أيام حتى إذا كان هذا بغرض عقاب الزوجة، فالذي يجوز هو هجرها في الفراش وليس في الكلام، وهذه إجابة سؤال هل يأثم الرجل إذا هجر زوجته في الفراش، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الهجر في الكلام، حيث قال: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام"
فإذا فعل الزوج ذلك كان آثمًا ولا تُقبل أعماله؛ لأنه بهذا يؤثر بالسلب على زوجته، ومن المفترض أن يكون مسؤولاً عن صحتها النفسية وأن ينتبه جيدًا إلى ما قد يضرها ويتجنب فعله، فواجبه أن يعتني بها ويكون قادرًا على التوازن بين متطلبات زوجته ومشاغله، فقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يجب على المرء ألا يقصر في القيام بواجباته نحو نفسه وزوجته وأهله، حيث يقول: "فإنَّ لأهلِكَ عليْكَ حقًّا، وإنَّ لِضيفِكَ عليْكَ حقًّا، وإنَّ لِنفسِكَ عليكَ حقًّا"، وبناءً على ذلك فإن الزوج الذي يهمل زوجته يعد آثمًا ويجدر به تدارك الأمر والتعامل مع الزوجة باللين والرفق والعودة إلى التحدث معها؛ كي تزول الوحشة بينهما.
أسباب تجنب الزوج الحديث مع زوجته
هناك أسباب عديدة تجنب الزوج التحدث مع زوجته، وهي تنقسم إلى أسباب خارجية كمشكلات العمل والحياة التي قد تدفع بعض الأزواج إلى الانعزال وفقدان الرغبة في الحديث مع الزوجة، وأسباب داخلية أي المشكلات التي تحدث في المنزل بين الزوجة والزوج، والتي تؤدي إلى هجر الحديث، وهي لا تقتصر على المشكلات بينهما بل قد يكون السبب في ذلك عدم قدرة بعض الرجال على البوح بما يكنون في صدورهم، ويمكن أن يلتزم الزوج الصمت بعد مروره بمواقف سيئة مع زوجته كأن تسخر من حديثه أو تنشغل عنه أثناء حديثه وتطيل النظر إلى هاتفها أو جهازها الحاسوب، فكل هذا يؤدي إلى عدم رغبة الرجل في الحديث مع زوجته فيما بعد.
كيف تتعامل الزوجة مع تجاهل زوجها؟
بعد أن قمنا بتوضيح ما حكم الزوج الذي لا يتكلم مع زوجته يجب أن نوضح أنه لا يجب على الزوجة أن تقف مكتوفة الأيدي دون محاولة دفع الحزن عنها في حال إهماله لها، ويكون ذلك باتباع الطرائق التالية:
1. التحدث مع الزوج
الخطوة الأولى التي يجب أن تلجأ الزوجة إليها هي التحدث إلى زوجها ومناقشته حول الأسباب التي تدفعه لتجاهلها، ويجب أن يكون هذا بطريقة تحثه على الاسترسال في الحديث وشرح ما بداخله، حيث تعد هذه الخطوة من الخطوات المهمة لإعادة العلاقة إلى ما كانت عليه، وخاصة إذا لم يعتد الزوج التجاهل من قبل.
2. الذهاب إلى المعالج المختص
تعد الاستشارة الزوجية من الأمور الضرورية والمفيدة في حالة تجاهل الأزواج للزوجات، وفيها يزود المعالج المختص الزوجين ببعض النصائح التي تفيدهم في الأوقات العصيبة، كما يكون لهم خير داعم لحل مشكلاتهم وإيجاد طريقة فعالة للتواصل فيما بينهما مع تجنب الخلافات.
3. التركيز على النفس
قد يكون من الصعب التغلب على الحزن الذي تشعر به الزوجة نتيجة لتجنب الزوج التحدث معها، ولكنه ليس بمستحيل؛ إذا يمكن تخطيه إذا ركزت على ما تحبه، حيث يمكن أن تمارس هواياتها القديمة في الأوقات التي لا يحادثها فيها زوجها، فهذا الأمر سيشغل وقت فراغها وسيجعل حالتها النفسية أفضل مع الوقت.
ما حكم الزوج الذي يهمل زوجته ؟
تتعدد صور الإهمال الزوجي الذي ينتج عنه فساد الحياة الزوجية وعدم الشعور بالراحة، فمنها إهمال الزوج العاطفي؛ أي عدم اهتمامه بمشاعر ونفسية زوجته، وإهمال نفقة الزوجة التي تجب على الزوج أداؤها حتى وإن كانت غنية، وهجر الزوج لزوجته في الفراش دون وجود مسوغ شرعي، وعدم العدل في حال تعدد الزوجات، فيكون الزوج آثمًا إذا أهمل زوجته بأي شكل من الأشكال.
قدمنا في هذا المقال الإجابة عن سؤال ما حكم الزوج الذي لا يتكلم مع زوجته أو يهملها بأي شكل كان، كما تطرقنا إلى بيان الأسباب التي تؤدي إلى تجاهل الزوج الدائم، والخطوات الفعالة لتعامل الزوجة مع هذا الأمر.
