تُعتبر الجمعة السوداء من أبرز مواسم التسوّق حول العالم، غير أنّ وراء هذا اليوم المليء بالخصومات الضخمة حكاية تعود لعقود طويلة، فقد ظهر هذا المصطلح في بداياته ليصف الازدحام الشديد والفوضى التي كانت تعمّ الشوارع عقب عيد الشكر في الولايات المتحدة، قبل أن يتحوّل مع مرور الوقت إلى مؤشر لازدهار حركة الشراء وانتعاش الأسواق.
واليوم، أصبحت الجمعة السوداء فعالية عالمية ينتظرها الجميع لاصطياد أفضل العروض، إيذانًا ببدء موسم التسوّق السنوي رسميًا.
ما هي القصة وراء الجمعة السوداء؟
بدأت الجمعة السوداء Black Friday كحدث فوضوي، ثم تحولت إلى مناسبة اقتصادية هائلة تشكّل الانطلاقة الفعلية لموسم التسوّق في نهاية العام، حيث تمنح المتسوقين فرصة ذهبية للحصول على أفضل التخفيضات، فيما يلي قصة تطور هذا المصطلح وكيف أصبح ظاهرة عالمية:
1. الجذور في خمسينيات القرن الماضي – فيلادلفيا
ظهر مصطلح "الجمعة السوداء" لأول مرة في مدينة فيلادلفيا خلال الخمسينيات والستينيات، حيث كان رجال الشرطة يستخدمونه لوصف الازدحام الهائل والفوضى المرورية التي كانت تحدث في اليوم التالي لعيد الشكر، حيث يتدفق الناس إلى الأسواق استعدادًا لموسم العطلات.
2. تحوّل المعنى إلى دلالة إيجابية للتجار
حاولت في الثمانينيات، المتاجر تغيير الانطباع السلبي المرتبط بالمصطلح، وقدّمت تفسيرًا جديدًا يحمل طابعًا أكثر تفاؤلًا. أوضحت أن هذا اليوم يمثّل بالنسبة لها نقطة تحوّل، حيث تنتقل دفاتر حساباتها من "اللون الأحمر" الدال على الخسائر إلى "اللون الأسود" الذي يعبّر عن الأرباح، بفضل الارتفاع الكبير في معدلات الشراء والمبيعات.
3. بداية موجة الخصومات الهائلة
أصبح هذا اليوم مع مرور السنوات، فرصة ذهبية للمتاجر لافتتاح موسم التسوّق من خلال:
- طرح تخفيضات كبيرة
- فتح الأبواب في ساعات مبكرة جدًا
- تقديم عروض محدودة الكمية تشجع المستهلكين على الشراء السريع
- وبهذا تحول إلى احتفال سنوي ينتظره الملايين.
4. انتشار عالمي وذلك بفضل الإنترنت
مع ازدهار التجارة الإلكترونية، وخاصة بعد عام 2005 وظهور يوم "سايبر مونداي"، تجاوزت الجمعة السوداء حدود الولايات المتحدة لتصبح حدثًا عالميًا، تشارك فيه المتاجر والشركات حول العالم سواء عبر المنصات الإلكترونية أو في المتاجر التقليدية.
