كشفت تجارب أجريت على الفئران أن تعاطي صغار الفئران لعقاقير فلوكسوتين المضادة للاكتئاب والمعروفة باسم "بروزاك" التي كانت إلى اليوم آمنة لاستخدام الاطفال يمكن أن يسبب نوعا من القلق المرضي عند البلوغ.
وهذه الدراسة التي نشرت مؤخرا، في إحدى الدوريات العلمية هي أحدث تطور في المناقشات المتعلقة بتعاطي الاطفال للعقاقير المضادة للاكتئاب.
وأمرت الادارة الامريكية للادوية والاغذية في وقت سابق من الشهر الحالي بوضع علامة "الصندوق الاسود" التحذيرية على عبوات هذه الادوية للتنبيه إلى المخاطر المتزايدة لتعاطي هذه العقاقير حيث أنها تزيد الميل للانتحار عند الاطفال والمراهقين الذين يتعاطونها.
واكتشف العلماء في جامعة كولومبيا في نيويورك، حسب وكالة الأنباء الألمانية، أنه عند إعطاء صغار الفئران التي تتراوح أعمارها بين أربعة أيام و21 يوما هذه العقاقير فإن هذه الفئران تعاني لدى البلوغ من اضطرابات عاطفية مثل القلق والاكتئاب.
وهذه الفترة في عمر الفئران تعادل الفترة بين الاشهر الثلاثة الاخيرة من حمل الجنين حتى سن ثماني سنوات.
وقال معدو الدراسة "أظهرت هذه الفئران تراجعا في السلوك الاستكشافي في اختبار المتاهة كما استغرقت وقتا أطول في بدء تناول الطعام عندما يوضع أمامها في أوعية جديدة كما كانت أبطأ في محاولة الهرب من جانب القفص الذي يصيبها بصدمة كهربية في قدمها وكل هذه التصرفات علامات على الاكتئاب والقلق عند الحيوانات".
والفلوكسوتين عبارة عن مادة سيروتونين المعادة الامتصاص والمثبطة للنشاط الكيماوي ويرمز إليها بالحروف (اس اس ار أي) وهي تمنع نيوترونات المخ من إفراز المزيد من مادة سيروتونين المسؤولة عن تحفيز أعراض الاكتئاب والقلق.
وقال واضعو الدراسة "إن استخدام هذه المادة علاجيا مع الحوامل والاطفال الصغار يمكن أن ينتج عنه اضطراب عاطفي في حياة الطفل في وقت لاحق".
هذا وحول الاكتئاب بالذي يصيب الأطفال فقد أفادت دراسة أمريكية جديدة الظروف التي يمر فيها الإنسان في طفولته تلعب دورا أساسيا في اضطرابات المزاج التي من الممكن أن يعاني منها مستقبلا.
أشارت الدراسة انه إذا كان الأطفال يعانون من مستويات عالية من التوتر في الطفولة فمن المرجح انهم سيعانون من الاكتئاب والقلق في مراحل عمريه متقدمة بعد سن البلوغ.
بنيت نتائج هذه الدراسة على استطلاع شمل 1800 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 23 في الولايات المتحدة الأمريكية. أشارت النتائج أن مستوى التوتر الذي يشعر به الطفل على المدى الطويل يكون مؤشرا واضحا لارتفاع احتمالات الشخص بالاكتئاب في مراحل عمريه متقدمة.
ومن الجدير بالذكر حول أدوية الاكتئاب بشكل عام وكما هو معروف إن جميع الأدوية لديها اختلاطات جانبية بدرجات متفاوتة.. وهذا ما ينطبق على أكثر الأدوية سلامة مثل الباراسيتامول الذي يأخذه الناس بمناسبة وبغير مناسبة. فهذا الدواء يمكن أن يكون سببا لإخضاع الإنسان لزراعة كبد.
بالنسبة للأدوية المضادة للاكتئاب فهي من أكثر الأدوية التي يمكن أن تؤدي إلى اختلاطات جانبية. وقد أشارت الدراسات الحديثة التي أجريت في معهد أوتاوا للأبحاث في كندا ونشرت في المجلة الطبية البريطانية إلى أن زمرة الأدوية التي تدعى SSRIS" ومنها بروزاك يمكن أن تزيد النزف المعدي بمعدل ثلاثة أضعاف لدى الناس العاديين._(البوابة)