معلومات قد لا تعرفها عن سرطان القولون

تاريخ النشر: 23 يوليو 2019 - 11:26 GMT
يبدأ سرطان القولون في البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة أو المستقيم
يبدأ سرطان القولون في البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة أو المستقيم

القولون مثله مثل بقية أعضاء جسم الإنسان وتركيباته يُصاب بمجموعة من الأمراض الالتهابية، والتقرحية، والميكانيكية مثل الانغلاق والالتفاف، وكذلك بعض الأمراض المناعية، والتحسسية، ويتأثر بكثيرٍ من الأمراض الأخرى، والحالة النفسية للشخص؛ حيث يمكن أن يُصاب بالتهيّج بما يعرف بالقولون العصبيّ، وكذلك يمكن أن يصاب بأورام سواءً الحميدة منها، أو الخبيثة والتي يصطلح عليها بسرطان القولون.

معظم حالات أورام القولون حميدة، وتكون عبارة عن تجمّعٍ من الخلايا على شكل زوائد لحمية صغيرة الحجم وغير مسرطنة تُسمّى سليلة ورميّة غديّة ومع مرور الوقت بعض هذه الزوائد اللحميّة تتحول إلى أورام خبيثة، وقد تتسبّب الزوائد اللحمية بأعراض قليلة أو تكون دون أعراض.

أمّا سرطان القولون فهو من أمراض القولون الشائعة، وقد تكون مميتة إذا لم يتمّ تشخيصها مبكراً، حيث إنّ نسبة حدوثه تقدر بحوالي 9.2% مقارنةً بالأنواع الأخرى من السرطانات عند النساء، وهو ثاني القائمة على ترتيب السرطانات الأكثر شيوعاً لديهنّ.

أمّا عند الرجال فيحتل سرطان القولون ثالث الترتيب بنسبة 10% من سرطانات الرجال، لذلك ينصح الأطباء بإجراء فحوصات دورية عن هذه الزوائد للمساعدة على منع حدوث سرطان القولون بالكشف المبكر عن الزوائد اللحمية قبل أن تتحوّل لمسرطنة.

أعراض سرطان القولون:

- نزيف الدم من الورم؛ حيث يلاحظ المريض خروج الدم مخلوطاً مع البراز بشكل قليل على شكل خيوط دموية، ومن الممكن أن يلوّنه باللون الغامق بحيث يكون لون البراز يميل إلى البني الداكن أو الأسود. 

- قد يتسبّب النّزيف المتكرر بفقر الدم فيؤدي إلى شحوب لون البشرة. 

- يصاحب خروج البراز مخاط.

- اختلاف في طبيعة حركة الأمعاء فتكون على شكل إمساك وإسهال متكرّر، بشكل غير معتاد المريض عليه. 

- عدم الشعور بإتمام عملية التبرز؛ حيث يشعر بعدم تفريغ الأمعاء لديه بشكل كامل. آلام في البطن.

ما هي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان القولون؟

1- قلة النشاط الجسماني.
2- التدخين.
3- التقدّم في العمر، حيث إنّ سرطان القولون والمستقيم يحدث في الأغلب بعد سنّ الـ 50، كما أنه قد يظهر قبل ذلك.
4- وجود تاريخ مرضيّ في العائلة.
5- تناول أطعمة غنية بالدهون وفقيرة بالألياف. لكن لم يثبت علمياً وجود علاقة بين كثرة تناول اللحوم وزيادة احتمال الإصابة بالمرض.

كيف ينشأ سرطان القولون؟
يبدأ سرطان القولون في البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة أو المستقيم، من خلال تكوّن لحميات، وإذا لم يتمّ علاجه، فإنه يبدأ باختراق جدار الأمعاء. وبالتالي، يصل إلى الغدد اللمفاوية المحيطة، ومن المحتمل أن ينتشر إلى الكبد أو الرئتين.

ما هي أبرز الأعراض المصاحبة للمرض؟
تبدأ الأعراض بالظهور بعد 5-10 سنوات من تكوّن اللحميات، وأبرزها:

- التغيّر المفاجئ في عادات إخراج الفضلات، وأكثرها شيوعاً هو ظهور الدم في البراز.
- فقدان الوزن.
- عدم انتظام في عمليّة الإخراج.
- نزول بعض قطرات الدم قبل أو أثناء عمليّة التبرز.
- الشعور بألم جراء انتفاخ البطن.

كيف يتمّ تشخيص المرض؟ وما مدى أهمية الكشف المبكر في العلاج؟
تشخيص المرض يتمّ عبر خضوع المريض للفحص السريري وفحوص المناظير والأشعة وتحاليل الدم، التي تُبيّن للطبيب المختصّ مدى انتشار المرض. الجدير بالذكر أنّ الجراحة هي الوسيلة العلاجية الرئيسيّة، التي يتمّ فيها إزالة الورم، كما يُمكن الاستفادة من العلاج الإشعاعي والكيميائي، بحسب الحالة المرضية.

إنّ الكشف المبكر عن سرطان القولون يرفع معدّلات الشفاء بنسبة 95%، وإنّ العلاج الأساسيّ هو استئصال الورم وتحليله في المختبر لمعرفة النتيجة النهائية، ثمّ تحديد الخطوة التالية في العلاج. ويتمّ الاكتفاء بالتدخّل الجراحي، إذا كان الورم من الدرجة الأولى أو بعض حالات الدرجة الثانية والثالثة، إلى جانب أهمية المتابعة الدورية التي تتطلّب إجراء منظار للقولون، بعد سنة من العلاج.

أمّا إذا كان الورم من الدرجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، فلا بدّ من العلاج الكيميائيّ للحدّ من فرصة عودة الورم أو انتشاره.

ما هو دور العلاج الكيميائي في حالات سرطان القولون؟
1- يحتاج المريض في حالات سرطان القولون، في المرحلة الثانية أو الثالثة من الإصابة بالمرض، إلى جلسات من العلاج الكيميائيّ لمدّة ستة أشهر.
2- أمّا في حالات المرحلة الرابعة، فإنّ المريض يحتاج إلى جلسات من العلاج الكيميائيّ التي تستمرّ لمدى الحياة، إلا في حالة التدخل الجراحي.

وقد أظهرت نتائج دراسة "فيلور" أنّ إضافة عقار "زالتراب" إلى العلاج الكيميائيّ قد ساعد في تعزيز النتائج وتحسين حالة المريض.

علاج سرطان القولون:

هناك ثلاثة أنواع رئيسيّة من العلاجات المستخدمة في علاج سرطان القولون، وهي: المعالجة الجراحيّة، والمعالجة الإشعاعيّة، والمعالجة الكيميائيّة.

كما تقسم العمليّات الجراحيّة المستخدمة في العلاج إلى:

- إجراءات جراحيّة: يزيل من خلالها الجرّاح جزءاً من القولون المتسرطن مع حوافّ إضافيّة من أنسجة القولون السّليمة، والتي تحيطه من جميع الجهات، وذلك للتأكّد من إزالة الورم السّرطاني بالكامل.

- إضافةً إلى إزالة الغدد اللمفاويّة المجاورة للأمعاء الغليظة؛ بهدف فحصها ومعاينتها، للتأكد من خلوّها تماماً من الخلايا السّرطانية. 

- عمليّات جراحيّة للوقاية من سرطان القولون: وذلك في حالات نادرة جدّاً، مثل وجود عوامل وراثيّة، ومتلازمة السّلائل الغديّة الورميّة، أو متلازمات الأمعاء الالتهابيّة، والتهاب القولون التقرحيّ، حيث ينصح طبيب الأورام السّرطانية بإجراء استئصال كليّ للقولون؛ وذلك لحمايته من ظهور خلايا سرطانيّة في المستقبل. 

- عمليّات جراحيّة للمراحل المبكرة من سرطان القولون: إذا كان الورم السّرطاني يتمركز في داخل سليلة في المراحلِ الأوليّة، فيستطيع حينها الطبيب الجراح إزالة الورم كله من خلال فحص تنظير القولون. 

- أمّا إذا أظهرت الفحوصات أنَّ الورم السّرطاني غير موجود في الموقع الذي ترتبط فيه السّليلة في جدار القولون، فإنّه من المحتمل أن يقوم الأطباء بإجراء إزالة كليّة للقولون. 

- عمليّات جراحيّة للمراحل المتقدمة من سرطان القولون: إذا كان السّرطان قد وصل إلى مراحله المتقدّمة، أو إذا كان الوضع الصحيّ للمريض ضعيفاً جدّاً؛ فإنّ الحلّ الأفضل في هذه الحالة هو إجراء جراحة لفتح الانسداد في القولون، ممّا قد يقلّل من الأعراض المسبّبة للآلام. 

الوقاية من سرطان القولون:

- الإقلاع التامّ عن التّدخين، ويمكن للمريض أن يقوم باستشارة الطبيب حول طرق التقليل ثمّ الإقلاع عن التّدخين. 

- ممارسة التّمارين الرّياضية يوميّاً أو مرّتين في الأسبوع على الأقلّ؛ ويُنصح بممارسة التّمارين لمدّة لا تقلّ عن 30 دقيقة كلّ مرّة، ويمكن للمريض أن يبدأ بممارسة التّمارين البسيطة، إلى أن يعتاد عليها، ثمّ يعمل على زيادة فترات التّدريبات إلى 45 دقيقة تدريجيّاً. 

- التقليل من شرب الكحول، والتّوقف التامّ عن أخذ الجرعات المخدّرة. الحفاظ على وزن صحيّ؛ ويمكن أن يحافظ المريض على وزن صحيّ من خلال اعتماد نظامٍ غذائيّ صحيّ ومنتظم، مع ممارسة النّشاطات الرّياضية اليوميّة. 

- الإكثار من تناول الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة؛ كونها تحتوي على كميّة كبيرة من الألياف، والفيتامينات، والموادّ المضادّة للأكسدة، والتي تقي الجسم بدورها من الإصابة بالسّرطانات.

المزيد من صحة وجمال:
الوقاية من السرطان.. واحدة من فوائد الفطر المذهلة للصحة!