أكدت اختصاصية التغذية بوزارة الصحة إيمان الكندري أن نقص هرمون (الاستروجين) لدى المرأة في سن اليأس يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام وأمراض الدورة الدموية.
وقالت الدكتورة الكندري حسب وكالة الأنباء الكويتية، أن سن اليأس هو مرحلة التحول في حياة المرأة إذ يتوقف فيها التبويض وتنتهي فترة الخصوبة لذلك يعرف ب"سن التغير في الحياة" .
وأضافت أن هذا السن يختلف من امرأة لأخرى فهو يبدأ عند البعض مبكرا فيما يتأخر لدى البعض الآخر ولكن المتوسط هو حوالي الخمسين من العمر.
وأوضحت أن بعض النساء لا يعانين من أية أعراض في هذه المرحلة وربما تظهر بعض الأعراض القليلة إلا أن الكثيرات يعانين من أعراض عديدة مثل الصداع والدوار والإرهاق وعرق الليل واضطراب المزاج والاكتئاب ومتاعب المثانة والجفاف وخفقان القلب والأرق .
وعزت تلك الأعراض إلى نقص هرموني الاستروجين والبروجسترون مؤكدة أن سن اليأس لا يعتبر مرضا على الإطلاق فهي "عملية طبيعية في حياة المرأة ويجب أن تعيشها ولا تنظر نظرة متشائمة إلى الحياة" داعية إلى التغذية الصحية الجيدة وإضافة المكملات الغذائية والتمرينات الرياضية لتقليل تلك الأعراض .
وأوصت النساء في هذه المرحلة بتقليل شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والسكر والمشروبات الساخنة لأنها تزيد من اضطراب المزاج وتجنب التوتر واستخدام الكريمات التي تحتوي على فيتامين (هاء) واستخدام مسحوق الثوم والبصل بدلا من الملح في الطبخ والبعد عن منتجات الألبان.
هذا ومن الجدير ذكره بأن حوالي ربع النساء اللاتي يتوقفن عن تناول بدائل الهرمونات بسبب المخاطرة في الصحة، يعاودن تعاطي الدواء بسبب معاناتهن من الآلام المرافقة لسن اليأس.
لذلك تسعى النساء جاهدات إلى إيجاد بدائل للتخفيف من ألم ومضات الحرارة عن طريق استخدام الأدوية المقاومة للاكتئاب مثل عقار البروزاك و الافكسور فهذه الأدوية تساعد في التخفيف من الآلام حتى لو لم تعاني المرأة من الاكتئاب.
يسعى الأطباء إلى إيجاد حل سريع لإنهاء معاناة هؤلاء النسوة حيث لا يقتصر الآلام على بضعة اشهر مرافقة لسن اليأس بل يمتد الأثر عند 15% من النساء إلى سنوات من المعاناة.
إن العلاج بالهرمونات كان يعتقد بأنة يحمي النساء اللواتي تجاوزن سن اليأس من الأمراض المصاحبة لهذا السن مثل أمراض القلب والزهايمر.
لكن مبيعات هذه الأدوية انخفضت عندما أظهرت بعض الدراسات أن العلاج بالهرمون يرفع قليلا من احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات وسرطان الثدي. الدراسة شملت هرمونات الاستروجين و البروجستين.
قد تكون أدوية معالجة الاكتئاب هي الحل بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من أعراض حادة لسن اليأس وبخاصة ومضات الحرارة. وتكون الجرعات اقل من نصف الكمية التي يتم تعاطيها من قبل مرضى الاكتئاب بحيث لا يكون لها أعراض جانبية تذكر.
هذا وفي الإطار نفسه، توصلت دراسة قيمة إلى نتيجة مفادها أن النساء اللواتي يتناولن حبوب الهرمونات بعد انقطاع الطمث يتعرضن لأمراض القلب بنسبة تبلغ ضعف النسبة التي تتعرض بها النساء الأخريات لهذا المرض.
وكشفت النتائج أيضا أن العلاج الهرموني الذي يحظى بشعبية يفاقم خطر الإصابة بالمرض بين أولئك السيدات اللواتي يعانين من مستويات عالية من الكولسترول في الدم .
وقد أظهرت النتائج التي نشرت العام الماضي أن زيادة إجمالية في خطر الإصابة بالنوبة القلبية بلغت 30% بين النساء اللواتي يتناولن الهرمونات مقارنة بأولئك اللواتي تناولن حبوبا مموهة .
أما الدراسة التي نشرت في الدورية الطبية الإنجليزية الأسبوع الماضي كشفت أن خطر الإصابة بأمراض القلب يزداد بنسبة 24%مع تناول الهرمونات ولكنها أضافت أن الخطر وصل إلى 81% زيادة عن الطبيعي وذلك في السنة الأولى لتناول حبوب prempro التي تحتوي على الهرمونات.
ومع ذلك فان الخطر الذي يحدق بأية امرأة بمفردها ممن يتناولن الهرمونات يعتبر ضئيلا فخلال فترة امتدت 5.6 سنة كشفت الدراسة أن 190 سيدة أصبن بالنوبة القلبية وكانت 39 حالة منها قاتلة بين 8506 من النساء اللواتي كن يتناولن حبوب prempro مقارنة ب 148 نوبة قلبية منها 34 قاتلة بين 8102 امرأة كن يتناولن حبوبا مموهة.
قال أحد كبار الباحثين، جوان مانسون، "يجب أن تخاف النساء حيث أن الاستروجين و البورجستين لا يزالان يلعبان دورا في علاج الأعراض التي تصاحب انقطاع الطمث لمدة عامين ولكن العلاج يجب أن لا يستخدم لوقاية من أمراض القلب أو الأمراض المزمنة الأخرى.
وكشفت آخر دراسة حول الموضوع أن خطر الإصابة بالنوبة القلبية كانت تزيد بنسبة 70% بين النساء اللواتي يتناولن أقراص الهرمونات ومضى على انقطاع الطمث لديهن عقدين من الزمن و كن يعانين من ارتفاع في مستوى الكولسترول الضار LDL أي أعلى من 155 لدى بدء الدراسة.
وحتى وقت ليس بالبعيد، كان حوالي ست ملايين امرأة أمريكية يتناولن حبوب الهرمونات وكان الأطباء يعتقدون لفترة طويلة أن هذه الهرمونات تحمي النساء من الأمراض بعد انقطاع الطمث بما في ذلك مرض القلب، هشاشة العظام و الزهامير وسرطان الثدي._(البوابة)