بعض الأزواج ينشغلون بالبحث عن الطرق المثلى التي تجعل العلاقة الجنسية بوضعها الصحيح الذي يؤدي إلى حدوث الحمل بنجاح، لاسيما وثمَّة وضعيات للجماع تُعزز من فرص الحمل، وفي ذلك يتم طرح تساؤل هام ألا وهو هل القذف الخارجي يسبب الحمل؟ وقد أجاب الأطباء عن احتمالية حدوث الحمل عند القذف الخارجي، على الرغم من كونه من غير المعهود، لأن الحمل يحدث عند التخصيب من الحيوانات المنوية للبويضة الناضجة بعد قذفها من العضو الذكري داخل المهبل لتتمكن من الوصول بنجاح إلى أن تنتقل البويضة المخصبة إلى جدار الرحم لحدوث الانغراس.
هل القذف الخارجي يسبب الحمل؟
بعد القذف يبقى الحيوان المنوي على قيد الحياة لمدة 5 أيام داخل المهبل، على خلاف البويضة الناضجة التي تظل فقط فترة تصل إلى يوم واحد على قيد الحياة وتلك هي الفترة المهيئة للحيوان المنوي الوصول إليها لتخصيبها، فما إن لم يحدث ذلك في تلك الفترة يأتي موعد الحيض شهريًا، أما إن حدث القذف خارجي لا داخلي فإنَّ الأمر يرتبط بأكثر من احتمال، أولاهما أن يُلامس السائل المنوي مهبل المرأة من خارجه فقط أو أن يُلامس القضيب المنتصب تلك المنطقة من الخارج أو أن يقوم الرجل بسحب عضوه الذكري قبل القذف فيخرج السائل المنوي عن المهبل، وبالنسبة لتلك الاحتمالات جميعها هل القذف الخارجي يسبب الحمل؟ هنا نشير إلى أنَّ احتمالية حدوث الحمل ضعيفة مقارنةً بفرص حدوثه عند الإيلاج، وهو ما يعزو إلى أنَّ الحيوانات المنوية لا تعيش خارج الجسم لفترة طويلة، وهذا أيضًا، بل هناك من يتعمد القذف الخارجي على سبيل منع الحمل مؤقتًا بصورة طبيعية.
بصورة أخرى في إجابة سؤال هل القذف الخارجي يسبب الحمل أنه من غير المرجح حدوث الحمل في حال كان القذف خارجي فوق الدبر، لاسيما إن تم غسله بسرعة لأنَّ الحمل في المعتاد لا يحدث إلا بالإيلاج، على الرغم من هذا لا زال هناك احتمالًا طفيفًا بحدوث الحمل عند انتقال السائل المنوي إلى المهبل حتى وإن لم يتم الإيلاج؛ لأنَّ الإفرازات المهبلية أثناء الجماع تُساعد الحيوانات المنوية على الوصول إلى داخل المهبل.
متى تزداد فرصة الحمل عند القذف الخارجي؟

قد أشرنا أعلاه في إجابة سؤال هل التنزيل الخارجي يسبب حمل أم لا أنَّ نسبة الحمل ضئيلة في تلك الحالة، بيد أنَّ هناك حالات تُعزز من فرص الحمل عند القذف الخارجي دون إيلاج تأتي على النحو التالي:
- إن كان القذف ملامسًا للمهبل أو بالقرب منه.
- ملامسة القضيب المنتصب بعد القذف منطقة المهبل.
- وجود كمية كبيرة من السائل المنوي، لأنَّ التخصيب لا يتطلب إلا حيوان منوي واحد من بين ملايين من الحيوانات المنوية المُطلقة.
- اختيار التوقيت المناسب الذي تكون فيه مستويات الإباضة عالية.
متى تقل فرص الحمل عند القذف الخارجي؟
يُمكن أن تكون المرأة التي تتساءل هل القذف الخارجي يسبب الحمل أم لا ترغب في تقليل فرصة الحمل أو منعه الآن، وهو ما يجعل هناك حاجةً إلى تحكم الرجل في قذف السائل المنوي خارج المهبل، ناهيك عن بعض الممارسات التي على المرأة الانتباه إليها، تأتي على النحو التالي:
- الغسل بعد ممارسة العلاقة، ومسح المنطقة جيدًا، مع الحرص على عدم استخدام الدش المهبلي لأن له دور في إصابة تلك المنطقة بالعدوى.
- يُنصح بالتبول بعد الانتهاء من العلاقة، مع العلم أنَّ التبول لن يطرد الحيوانات المنوية إن كانت داخل المهبل.
لكن إن كانت المرأة التي تتساءل عن القذف الخارجي هل يسبب الحمل أم لا فلا يجب بدورها أن تُعوِّل على القذف الخارجي باعتباره من وسائل منع الحمل، لأنه ليس بالفعالية المطلوبة على غرار طرق تحديد النسل الأخرى، وهو ما يتطلب استشارة الطبيب عند البحث عن طريقة مناسبة، حيث إنَّ وسيلة العزل والانسحاب في ممارسة العلاقة التي تعتمد على سحب العضو الذكري بسرعة والقذف خارج المهبل لا تصيب في كافة الحالات، لأنَّ الرجل يُمكن ألا يكون باستطاعته التحكم في موعد نزول المذي "السائل المنوي" وقد لا يتحكم في كل المرات بسبب شدة استثارته.
هل توجد أضرار للقذف الخارجي على المدى الطويل؟
ما إن لجأ الزوجان إلى القذف الخارجي ويتساءل أي منهما هل القذف الخارجي يسبب الحمل أم لا وهل ينتج عنه أضرارًا محتملة، نشير إلى أنه لا يوجد أضرار جسدية له وفقًا لآراء كثير من الأطباء، ربما تقتصر أضراره على الصحة النفسية؛ وهو ما يُرد إلى أنه لا يُمكن من خلاله إشباع حاجة الشريكين بشكل كامل أو إيصال كل منهما إلى المتعة الجنسية المرجوة، فما إن لم يكن من ورائه ضرورةً لمنع الحمل، فلا داع له تلافيًا لتلك الآثار النفسية، بيد أن هناك احتمالات أشار إليها بعض الباحثين بالنظر إلى معدلات الخطأ عند الاعتماد على القذف الخارجي، ويُمكن الإشارة إلى تلك الأضرار على النحو التالي:
- قد لا تصل الزوجة إلى المتعة الكاملة عند إخراج القضيب بسرعة، فمن الممكن أن يُشتت القذف الخارجي الزوج مما يُفقده الشعور بالمتعة.
- لا يحمي القذف الخارجي من احتمالية الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا.
- أحيانًا ما يتسبب في الشعور بآلام شديدة في الخصيتين، لإخراج العضو الذكري قبل القذف بمدة قليلة.
- لا تتناسب تلك الطريقة مع الرجال الذين يُعانون من سرعة القذف.
- يتسبب في جفاف المهبل، لأنَّ السائل المنوي ما إن دخل المهبل يُساعد في ترطيبه بشكل طبيعي.
مميزات القذف الخارجي كوسيلة لمنع الحمل

رغم أنها ليست من الوسائل الفعالة إلا أنَّ هناك إحصائية أعربت عن وجود ما يقرب من 31% من النساء يعتمدن على القذف الخارجي على الأقل مرة في العمر، وهي التي تم إجراؤها عام 2013م، حيث تم اعتبار أنَّ القذف الخارجي يُعتبر ثالث أشهر وسيلة منع للحمل، وما يُميزه عن غيره من الوسائل الشائعة ما يلي:
- أنه يكاد يكون خاليًا من الآثار الجانبية فيما عدا التأثير السلبي على الناحية النفسية.
- لا تحتاج تلك الوسيلة إلى تحضيرات أو تجهيزات من قِبل المرأة، رغم أنها تعتمد على قدرة الرجل على التحكم بشكل كبير.
- تجنب الزوجة كل الآثار السلبية الناتجة عن استخدام وسائل منع الحمل الأخرى على غرار حبوب منع الحمل أو ما شابه.
- أعرب بعض الأزواج عن أنَّ القذف الخارجي يُسبب متعة أكبر خلال العلاقة.
لماذا يلجأ الزوجان إلى تجنب حدوث الإيلاج؟
لا يُشترط أن يكون سبب تساؤل هل القذف الخارجي يسبب الحمل هو الرغبة في تجنب حدوث الحمل، فثمَّة أسباب أخرى من شأنها أن تجعل الزوجان يُفضلان القذف الخارجي وتجنب الإيلاج، منها ما يلي:
- إن كان إتمام الجماع والإيلاج مُستحيلًا في الوقت الحالي.
- في حال معاناة الرجل مع الضعف الجنسي.
- في حال لم تمر فترة طويلة على الولادة.
- عند المعاناة مع عُسر الجماع.
- عند معاناة أي من الطرفين من آلام عضوية.
ثمَّة عوامل تجتمع معًا لتجعل الحمل ممكنًا عند الإجابة على سؤال هل القذف الخارجي يسبب الحمل، فلم توجد دراسات كافية معنيّة بتقييم فرص الحمل عند الحالات كافتها إن كان القذف خارجيًا.