ببساطة إذا كنت رجلاً ومتقدما في السن فأنت في خطر التعرض للإصابة بسرطان البروستات. ولأن سرطان البروستات يمكن أن ينتقل عبر الأجيال، لذا ينصح الأطباء بإجراء فحص دوري لسرطان البروستات. ولكن هل بإمكان الفيتامينات الشائعة، والمعادن تقليل مخاطر السرطان؟
يقترح الدليل التمهيدي بأن ذلك ممكن. حيث أظهرت بعض الدراسات أن فيتامين إي ومعدن السيلنيوم كانا قادران على تقليل خطر الإصابة بسرطانِ البروستات ما بين 30 بالمائة، و60 بالمائة. والآن، يحظى الفيتامين والمعدن بنظرة ثانية في أكبر تجربة على الإطلاقِ مختصة في إيجاد مواد مكافحة لسرطانِ البروستات.
إن معهد السرطانِ الوطنيِ (إن سي آي) و شبكة الباحثين المعروفة بالمجموعة الجنوبية الغربية لعلوم الأورام (إس دبليو أو جي) تَبحثان عن " مجموعة من الرجال "، للمشاركة في تجربة فيتامين أي، ومعدن السيلنيوم لمنع سرطانِ. وفقاً لتشارلز أي . كولتمان الإبن، رئيس مجموعة (إس دبليو أو جي)، ومدير معهد سرطان سان انطونيو في تكساس.
وتضم الدراسة ما مجموعه 32,400 رجل يتمتعون بالصحة من كل الأجناس والخلفيات العرقية بعمر 55 عاماً، وأكبر (الرجال الأمريكان من أصل أفريقي بعمر 50 عاماً).
يقول كولتمان، " اقترحت بحوث سابقة على فيتامين إي والسيلنيوم – في دراسات ركزت على أنواع أخرى من السرطان - بأن هذه المواد المغذية قد تمنع سرطان البروستات. ويركز البحث على سرطانِ البروستات، وعندما تنتهي الدراسة، سنعرف بالتأكيد إذا ما كانت هذه الملاحق تمنع الإصابة بالإمراض."
أثناء السنوات الـ12 القادمة، سوف يقوم أطباء في المراكز الطبية عبر الولايات المتحدة، وبورتوريكو، وكندا بمتابعة مجموعتان من المرضى أحدهما يتناول الملاحق المغذية، والأخرى تتناول علاج مموه، لمعرفة تأثير تناول فيتامين إي و/ أو السيلينيوم على الإصابة بمرض سرطان.
تقول جمعية السرطان الأمريكية (أي سي إس) بأن الرجال المشاركين في الدراسة لا يملكون فرصة لمنع سرطانِ البروستات فقط، ولكن أيضاً قد يساعدون أبنائهم وأحفادهم على الحياة دون خوف من سرطان البروستات لاحقاً.
يعتبر سرطان البروستات الأكثر شيوعاً بين الرجال، باستثناء سرطان الجلد. ويتوقع تشخيص حوالي 232,300 حالة جديدةَ من سرطان البروستات في الولايات المتحدة سنويا. وعلى الرغم من نموه البطيء وسرعة علاجه في المرحلة المبكرة، إلا أن سرطان البروستات، ولسوء الحظ، عادة ما يشخص بعد تقدم المرض. وتقدر جمعية السرطان الأمريكية وفاة أكثر من 30,300 رجل سنويا من المرض.
ويصاب ثلاثة أرباع الرجال بالمرض بعمر 65 أو أكبر. ويزداد خطر الإصابة بسرطانِ البروستات إذا كان الأب أو الأخ مصابا بالمرض. وهو أكثر شيوعاً بين الرجال الأمريكان من أصل أفريقي مقارنة مع الرجال القوقازيين، والآسيويين، والأمريكيين الأصليين.
تشجيع الفحص المبكر:
ترتكز الدراسة التي نناقشها على دراستان قديمتان. ففي عام 1996 تمت دراسة السيلينيوم لمعرفة مقدرته على تجنب سرطانِ الجلد اللاملنومي عند 1,000 رجل وامرأة. ولم تظهر فعاليته في منع سرطان الجلد، لكن المحققين ذَكروا نقص بنسبة 60 بالمائة في حالة وجود سرطانِ البروستات. ثم، في دراسة عن سرطان الرئة نشرت عام 1998، تناول حوالي 29,000 مدخن ذكر، بيتا كاروتين، وفيتامين إي لتحديد منفعة هذه الملاحق الغذائية في منع سرطان الرئة، ومرة ثانية، كشفت الدراسة نتيجةً غير متوقعة. حيث لم تظهر أي من الملاحق تأثيراً ضد سرطانِ الرئة، لكن أولئك الذين تناولوا فيتامين إي انخفضت لديهم نسبة الإصابة بسرطان البروستات بنسبة 32 بالمائة.
فيتامين إي والسيلنيوم هي مضادات للتأكسد، وهي مواد مغذية تساعد على السيطرة على ضرر الخلية الذي يمكن أن يؤدي إلى السرطانِ. وتتوفر كميات من فيتامين إي والسيلنيوم عادة في الماء والغذاء بكميات صغيرة. ويوجد السيلينوم خصوصاً في اللحوم، والمأكولات البحرية، والبندق البرازيلي. أما المصادر الجيدة لفيتامين إي فهي الخضار والزيت النباتي، والبندق، ومح البيض.
ولأن الدراسات السابقة كانت واعدة، فأن معهد بحوث سرطان البروستات (بي سي آر آي) يوصي بتناول فيتامين إي والسيلنيوم كجزء من حمية لتَخفيض خطر سرطانِ البروستات. كما يوصي بالبدء بتناول فيتامين إي والسيلنيوم بعمر40عاماً. معهد بحوث سرطانِ البروستات معهد تعليمي غير ربحي ومركز بحوث تم تأسيسه في مدينة لوس أنجليس على يد طبيبان متخصصان في الأورام السرطانية.
الكمية الموصى بها:
إذا كنت تريد أن تأخذ المغذيات كجزء من نظام تغذية، فتوصي الدراسة بتناول 200 ميكروغرام من السيلنيوم و400 وحدة من فيتامين إي وهي ذات الكمية المتوفرة في الفيتامينات المتعددة. بعض الأدلة تقترح بأن الحمية الغذائية ذات المستوى العالي بالدهون، قَد تزيد من خطر الإصابة بسرطانِ البروستات وذات المستوى العالي بالثمار، والخضار قد تقلل الخطر. بينما اقترحت بعض دراسات بأن إجراء قطع القناة الدافقة يزيد من خطر الإصابة بسرطانِ البروستات. على أية حال، يقول معهد السرطانِ الوطنيِ بأن هذه النتيجة غير مؤكدة بعد.
متى يجب أن تقوم بإجراء فحص البروستات؟
يجب على جميع الرجال الذين يملكون سجلاً عائليا للإصابة بسرطان البروستات أو سرطان الثدي من جانب الأم القيام بفحص سنوي للدم، وفحص المستقيم الرقمي ابتدءاً من عمر 35 عاما، وفقاً لمعهد بحوث سرطان البروستات.