هل يشهد العالم تغير جذري في النظرة الى الجسم المثالي؟ ربما فها هي الممثلة الامريكية جيسكيا سمبسون، سعيدة بجسمها الممتلئ بعد الولادة، والمغنية الامريكية كريستينا أغيليرا تقول بأنها ملت من اتباع الحميات الغذائية الصارمة، والمغنية البريطانية ليدي غاغا تقول بأنها سعيدة بالوزن الاضافي الذي كسبته مؤخرا! فما بال نجمات الغناء والتمثيل العالميات وزيادة الوزن، هل يصبح النمط الجديد الاكثر امتلائا، هو الموضة وتختفي الاوزان الخيالية التي كانت تتخايل بها عارضات الازياء ومشاهير العالم؟
لمعرفة المزيد، قررنا النظر الى أحدث الدراسات التي تختص بصورة الجسم المثالي لنعرف كيف ينظر الاشخاص العاديون الى اجسامهم.
شملت أحدى الدراسات على 50.000 مشارك، وقام بها ديفيد فريدريك وزملائه، حيث نوه فريدريك الى ارتفاع نسبة الاشخاص غير الراضيين عن مظهرهم الخارجي لدرجة خطيرة. وبالرغم من أن أغلب الرجال (41%) في الدراسة قالوا بأنهم يشعرون بأنهم أكثر بدانة من الواقع، إلا أن نسبة أعلى من النساء (61%) شعرن بأنهن أكثر بدانة من الواقع! وحتى عندما كان مؤشر كتلة الجسم عند النساء في المستوى الاعلى من الوزن المثالي الصحي (22-25)، واعتبر الوزن المثالي في هذه العينة (24)، قالت 13 بالمائة من النساء بأنهن شعرن بأن أجسامهن كانت اقل جاذبية مقارنة مع 2 بالمائة فقط من الرجال.
وللاسف، فالثقافة السائدة تعطي نظرة مختلفة عن الاجسام والاوزان المثالية، وتجعل من الصعب على الاشخاص العاديين أن يتقبلوا اوزانهم الطبيعية. وهذه المعايير المستحيلة التي وضعها خبراء الازياء والاعلام اصبحت المحرك الاساسي والرئيسي للعديد من الاشخاص الذين بدئوا باتباع اسلوب حياة خاطئ ومؤذي حتى يتمكنوا من البقاء ضمن هذه المعايير، وادت بالعديد منهم الى الوقوع ضحايا للاضطرابات الغذائية. ومن بين هؤلاء تأتي نساء تجاوزن عقدة الوزن المثالي والصورة النمطية غير الصحية ليقلن بأن الجمال يمكن أن يتعدى قياس 2 وبأنهن يشعرن بالجمال في أي وزن طالما أنهن يتمتعن بالصحة.