هل تحمينا الصويا من الإصابة بالسرطان؟

تاريخ النشر: 26 ديسمبر 2005 - 07:43 GMT

لا يوجد دليل حاسم على فوائدها في محاربة السرطان

 

في دراسة أخيرة حول النساء ومخاطر الإصابة بالسرطان، أشارت الدراسة إلى الإرباك الذي لا يزال موجوداً بين الناس فيما يخص أطعمة الصويا. حيث قالت 45 بالمائة من النساء اللواتي تناولن أطعمة الصويا بشكل منتظم بأن سبب اختيارهن لتناول الصويا هو محاولة تقليل خطر الإصابة بالسرطان. ومع ذلك قالت 7 بالمائة من النساء في الدراسة بأنهم لم يتناولن الصويا خوفاً من زيادة خطر إصابتهن بسرطان الثدي. وهذا التباين في الرأي مفهوم، لأن الدليل العلمي ما زال غير حاسم بشأن قدرة الصويا على محاربة السرطان.

 

من جهة أخرى اقترحت بعض الدراسات بأن أطعمة الصويا يمكنها أن تساعد على تقليل الخطر على الأقل لبعض أنواع السرطان. على سبيل المثال، تنخفض نسبة الإصابة بالسرطان لدى الأسيويين لأنهم يتناولن أطعمة الصويا. وقد أظهرت بعض الدراسات المخبرية بأن الصويا تحتوي على مادة شبيهة بالاستروجين تدعى "فيتوكيمكلز" يمكنها أن تثبط مستقبلات الاستروجين. وهذا النشاط يثبط آثر الاستروجين المسبب لسرطان الثدي. كما أظهرت دراسات أخرى بأن هذه المواد الكيماوية تثبط نمو سرطان البروستات.

 

وكانت الدراسة قد أظهرت بأن الأشخاص الذين تناولوا أطعمة الصويا عدة مرات خلال الأسبوع أو مرة كل يوم انخفض خطر الإصابة بسرطان البروستات، والثدي، وسرطان الرحم لديهم بنسبة 25 إلى 50% . بينما في بعض الحالات، اختفى تأثير استهلاك الصويا على نسبة الإصابة بالسرطان في حالة التحكم بالوزن، وتناول الخضراوات وتقليل كمية اللحوم، والقيام بالتمارين المنتظمة. وغالباً ما يقلق المتعافون من مرض السرطان بشأن تأثير الصويا على تكرار الإصابة بالسرطان، ومع ذلك لا يزال الدليل على تأثير الصويا غير حاسم أيضاً.

 

أسس القلق

أظهر بحث تم تقديمه في المؤتمر الدولي للمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان بأن عدد مستضدات البروستات التي يمكنها تحديد تضخم البروستات أو السرطان، انخفضت بنسبة 34 بالمائة لدى مجموعة من الرجال، بعد أن تناولوا بروتين الصويا بشكل يومي لمدة ثمانية أسابيع.

 

على أية حال، لا يزال بعض الباحثين، قلقون من أن الاستروجين الضعيف في مادة "فايتوكيميكلز" يمكن أن تحفز تطور خلايا السرطان أو الخلايا الخبيثة لأمراض السرطان المتعلقة بالاستروجين مثل سرطان الثدي. وهذا نظرية يصعب فحصها، ولكن بعض الدراسات المخبرية تقترح بأن يكون هناك أسس للقلق.

 

ومن الأسباب التي تحدد تأثير الصويا على خطر الإصابة بالسرطانِ هو أن منافعها تعتمد على الفترة الزمنية لاستهلاكها. فقد ذكرت عدة دراسات، بأن الصويا توفر جزءاً كبيراً من الوقاية ضد سرطان الثدي عند استهلاكه قبل أو عند سن البلوغ. وفي هذا العمر، تظهر الصويا تأثيراً على تطور نسيج الصدر. أما إذا بدأت النساء بتناول الصويا بعد ذلك فأن تأثيرها يصبح محدوداً.

 

ولحد الآن، ينصح أكثر الباحثين بإضافة أطعمة الصويا إلى الغذاء، كجزء من حمية غذائية نباتية. بينما لا تزال منافعه لمنع السرطان غير أكيدة، وللعلم فأن الصويا توفر كمية صحية من البروتين، والألياف، والفيتامينات وأحياناً الكالسيوم، مع القليل من الدهن المشبع.

 

وعلى الرغم من اقتراح أطعمة الصويا في أغلب الأحيان لاحتوائها على الفيتوكيميكلز مثل جينشتان، إلا أن تأثير أطعمة الصويا التقليدية مثل التوفو، وبندق الصويا، وحليب الصويا تختلف عن تأثير مكملات الصويا أو قطعة شوكولا الصويا التي تحتوي على عصير الذرة، والزيت النباتي، وبروتين الصويا والشوكولا. فإذا كنت تبحث عن القيمة الغذائية فيجب أن تركز على المواد التي تحتوي على محتوى الفيتوكيميلز.

 

وأخيرا سواء كانت الصويا تقلل أو لا تقلل فرص تكرار الإصابة بالسرطان، يعتقد أكثر الباحثين بأن أطعمة الصويا آمنة للمتعافين من السرطان سواء تناولوها مرة في اليوم أو أكثر خلال الأسبوع.

 

أما للوقاية الفعلية من السرطان فيجب أن يركز المتعافون من السرطان، والأصحاء على تناول طعام غني بالفيتامينات، والحفاظ على وزن مثالي، وتناول حمية غذائية ترتكز على النباتات، والثمار، وحبوب الفاصوليا.

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن