تحظى الأمهات بمكانة خاصة ومميزة في الثقافة العربية والإسلامية والمسيحية. هذا وتحتفل معظم العائلات العربية بعيد الأم مع أول أيام الربيع. ويقال بان العالم العربي بدأ الاحتفال بعيد الأم بعد أن تبنى الأخوان الصحافيان علي ومصطفى أمين، من دار نشر "أخبار اليوم المصرية"، عام 1956 قصة سيدة مصرية جاءت تشكي عقوق ابنها الوحيد لها، والذي لم يزرها أو يبرها منذ سنوات. وبعد أن إطلاق الأخوان نداء لهذا الشاب، قررا بأن يذكرا شبابا آخرين عاقين ومتناسين لأمهاتهن بان يزوروهن ويبروهن على الأقل مرة في السنة. وهكذا بدأت فكرة عيد الأم تتبلور إلى أن أصبحت مناسبة اجتماعية تحتفي بها الكثير من الأسر العربية، كهدية بسيطة ورمزية للأم التي لا تكل تضحي وتقدم أفضل ما لديها لأبنائها وزوجها ومجتمعها.
قال تعالى " ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك " (لقمان). هذا وقد خص الرسول الكريم، صلوات الله عليه وأتم التسليم، الأم بمكانة كريمة عندما جاءه رجل، فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أبوك.
وهذا ما لا نراه اليوم فالأبناء يشكرون أمهاتهم بعدم إطاعتهن، والرد عليهن بطريقة قاسية، والتهرب من لقائهن ومودتهن، والتهكم والسخرية منهن أمام الناس، ونسيانهن تماما فور الخروج من المنزل. إذا لم يعجبك أن تشكرها يوما واحدا في السنة، فقل لي ماذا قدمت لها طوال السنة!
أفكار لتقديم الشكر والعرفان والمحبة لوالدتك:
• هدية كلاسيكية وغير مكلفة: قومي بإعداد الفطور لأمك. تذكري عدد المرات التي أعدت والدتك لك الطعام سواء الإفطار أو الغذاء أو العشاء، منذ أن كنت طفلة صغيرة. اليوم يمكنك أن تعبري عن امتنانك لها بتقديم الفطور لها. لا تنسي اللمسات اللطيفة مثل الأزهار في مزهرية كريستال.
• خذي والدتك في رحلة قصيرة وممتعة. معظم الأمهات، بعد سنوات الأمومة، والتعب في المنزل، يرغبن في الحصول على استراحة قصيرة. خذيها إلى مكان تفضله، ودعيها تستمتع بالراحة والاستجمام.
• فاجئيها بزيارة إذا كنت تعيشين بعيدا عنها. أمهاتنا يتعبن في تربيتنا ثم نغادرهن ولا نتذكر أن نزورهن أما لانشغالنا في الحياة، أو لتكاسلنا، ضع نفسك مكانها، وفكري كم كمن الرائع أن تخصصي يوما واحد في العام لها.
• قومي بشراء هدية قيمة لها. بالرغم من أن الأمهات لا يحتجن إلى هدية قيمة ليعرفن مدى محبتنا لهن، لكن الهدية الرخيصة لا تعكس ذلك. تشجعي واشتري لها هدية قيمة، تشعرها بأنك تحبينها، وتفكرين بها، وتنفقي المال لإسعادها كما فعلت هي لسنوات عديدة. لو فكرت في أن تكافئيها عن كل يوم قامت به بخدمتك ورعايتك والسهر عليك والبكاء لأجلك فكم ستدفعين؟
• احيي ذكراها إذا لم تعد معنا في هذا العالم. قومي بالتبرع بالمال باسمها لأحدى دور رعاية الأطفال الأيتام، أو تصدقي بالمال على أحدى الأسر الفقيرة، ثواب الصدقة سيعود عليك وعلى والدتك، وكم سيسعدها أن تشعر بأنك قمت بعمل كريم باسمها.
• لا تنسي أن تشكري الأمهات اللاتي يحطن بك. صديقاتك، جاراتك، والدة زوجك، كلهن أمهات مثلك أو عندما تصبحين أما، كلهن بحاجة إلى لمسة حنان في هذا الزمان القاسي الذي أضعنا فيه إحساسنا بالآخرين، كأنهم أشباح في حياتنا. كوني أما للأمهات من حولك، هذا الشعور سيعزز فيك محبتك لوالدتك.
ملاحظة:
هل تعلم بأن كل شعوب العالم تحتفي بالأم وتكرمها في فصل الربيع، حيث تمتد الاحتفالات من شهر مارس إلى شهر مايو، هذا وتحتفل بعض الشعوب في فصل الشتاء أيضا.
هل تعلم بأن الحضارات القديمة كرمت الأمهات واعتبرتهن معجزات لان من رحمهن بدأت الحياة.
قد تقول بأنك لا تحتاج إلى يوم واحد في العام لتحتفي به بوالدتك ولكن ماذا قدمت لوالدتك طوال العام؟