هل تنجح الجراحة للتخلص من الإدمان؟؟ ‏ ‏‏ ‏

تاريخ النشر: 21 يوليو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

"نفتح جمجمتك...نحدد بعض المواقع...وندمرها" هل تبدو ‏ ‏تلك عملية مخيفة لتخليص المتعاطين من تناول المواد المخدرة هي ليست كذلك في إحدى ‏ ‏مستشفيات الصين التخصصية التي كشفت عن علاج واعد لحالات الإدمان المزمنة.‏ ‏  

 

هذه العبارة قالها الأطباء لشاب صيني مدمن يبلغ من العمر 26 عاما قبل أخضعه ‏ ‏لعملية في المخ في مستشفى "سان جون" للدماغ في جنوب الصين في محاولة لاستكشاف ما ‏ إذا كانت العمليات الجراحية طريقا يمكن اتباعها للتعافي من المخدرات.  

 

وقالت وكالة أنباء الصين (شينخوا)، حسب وكالة الأنباء الكويتية، أن الشاب الذي كان يتعاطى ‏ ‏المخدرات لمدة 11 عاما قرر التوجه إلى المستشفى بعد إعلان نشر في الصحف المحلية ‏ ‏ذكر فيه انه تم التوصل إلى تقنية جديدة لعلاج التعاطي بالعمليات الجراحية في المخ ‏ ‏ليكون بذلك المريض رقم 99 الذي يخضع لهذا النوع من العلاج.‏ ‏ 

 

وتأتي الخطوة الجديدة بعد أن أظهرت الإحصاءات الخاصة بهذه الشأن أن عشرة ‏ بالمائة فقط من المتعاطين ينجحون في التخلي عن تناول المادة المخدرة كليا بينما ‏ ‏يتعرض 90 بالمائة منهم لخطر معاودة تناول تلك المواد بسبب عدم قدرتهم على مقاومتها.‏ ‏  

 

واكتشف العلماء أن هناك نظام مكافأة طبيعي في مخ الإنسان حيث انه عندما يشعر‏ الإنسان بالسعادة فان انعكاسا لذلك الشعور يظهر في الجهاز العصبي وانه كلما أحس‏ الإنسان بالسعادة والنشوى كلما زادت حاجة جهازه العصبي للمزيد من المخدرات.‏ ‏ 

 

وأشارت (شينخوا) في خبرها إلى أن الجهاز العصبي في مخ الإنسان يقوم بإعادة ‏ إرسال الإحساس بالنشوة إلى بؤرة في المخ أطلق عليها العلماء "مركز المكافأة" حيث ‏ ‏تزيده شعورا بالحاجة والرغبة إلى تعاطي المزيد.‏ ‏  

 

ويتم إخضاع المريض إلى فحوصات شاملة يتم خلالها تحديد البؤر الناشطة في المخ ‏ ‏من خلال استخدام تقنية متطورة وحديثة لتحديد أداء الخلايا العصبية وأكثرها إعطاء ‏ للإشارات. 

 

وتتمثل التقنية الجديدة بوضع المريض بغرفة وعرض تسجيلا تلفزيونيا ‏ ‏يظهر كيفية تعاطي المرء للمخدرات بينما يتم توصيل أسلاك كهربائية برأسه وجسمه‏ ‏لمعرفة البؤر الأكثر تأثرا ونشاطا عند مشاهدة التسجيل وان البؤر الأكثر نشاطا هي‏ ‏المواطن التي تكاثرت فيها الحاجة إلى المواد المخدرة اكثر من غيرها.‏ ‏  

 

وتبلغ كلفة استخدام المعدات التي يتم توصيلها بجسم المريض والتي تعد جزءا من ‏ ‏العلاج 160 ألف دولار أمريكي للشخص الواحد.‏‏ وأظهر الشاب الذي تم إخضاعه للعملية بعد فترة تحسنا ملحوظا حيث تحددت ذاكرته‏ ‏قد بشكل أوضح واظهر أن العصب الذي كان يشعره بالحاجة إلى تناول المزيد من المواد ‏ ‏المخدرة تم اعتراضها.‏ ‏  

 

وأظهرت البحوث، حسب كونا، أن العملية لا تقلل من قدرة المريض على التذكر وإنما تخفض من ‏ ‏شعوره بالرغبة في تناول المواد الضارة وتساعد في إنهاء السلوك العقلي والجسمي‏ ‏المصحوب لعملية التعاطي خلال فترة لا تتجاوز الشهر من انتهاء العملية.‏ ‏ وحول الأضرار الجانبية للعملية فان المريض قد يشعر بفقده القليل من الذاكرة ‏ ‏والذكاء والقدرة على التركيز إلا أن تلك الحالات مؤقتة فقط وستختفي في غضون شهر ‏ ‏من العملية.‏ ‏  

 

وحول ما إذا كانت العملية تتسبب في قتل الرغبات الطبيعية اخضع الأطباء المرضى ‏ ‏لفحوص شهرية بينت ارتفاعا ملحوظا في معدل الرغبات الطبيعية من الحاجة إلى الطعام ‏ ‏والنوم بدلا من الانخفاض لان الدائرة العصبية كانت مجهدة بالبحث عن مخدرات أما‏ الآن فقد أزيل مصدر تلك الرغبة وعاد الجسم ليلبي احتياجاته الطبيعية.‏ ‏ 

 

ويستقبل المستشفى الحالات المدمنة المستعصية فقط التي مضى عليها زمنا طويلا ‏ ‏والتي يتوفر فيها القوة والإرادة الكافيتين للإقلاع عن الإدمان وليست الحالات ‏ ‏البسيطة التي يمكن علاجها بالطرق التقليدية. 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن