خلال فترة الحمل من المعلوم أنَّ المرأة تتعرض إلى بعض التناقضات في المشاعر والهرمونات المُتقلبة، وتُلاحظ الحامل أنَّ هناك زيادة في الشهية على غير المعتاد بل وزيادة الرغبة الجنسية كذلك والكثير من الأعراض الأخرى، لكن هل هناك علاقة واضحة بين زيادة الرغبة عند الحامل ونوع الجنين؟ للإجابة على ذلك السؤال بتفصيل مُحكم نؤكد أولًا على أنَّ تجربة كل امرأة مع الحمل مختلفة تمامًا رغم الأعراض الشائعة، لكن الدافع الجنسي والتقلبات المزاجية وبعض العادات للحامل تحتاج إلى مزيد من التفنيد والبحث.
زيادة الرغبة عند الحامل ونوع الجنين
ثمَّة حقيقة طبية تُشير إلى أنَّ الحامل تزداد رغبتها الجنسية في فترة الحمل، وهو ما يعزو إلى ارتفاع مستوى هرموني البروجيسترون والاستروجين، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، وهو ما يجعل الرغبة الجنسية لديها أكثر زيادةً من المُعتاد، إلا أنَّ الأمر لا يرتبط بنوع الجنين بقدر ما يرتبط بالحمل ذاته، بل نشير إلى أنَّ معظم الأطباء أجمعوا على أنه لا علاقة بين نوع الجنين ورغبة الحامل في الجماع.
ما أنتجته بعض التجارب من نتائج مفادها أنَّ هناك صلة بين زيادة الرغبة والحمل بولد محض صُدفة ليس إلَّا، فالأمر لا يتعلق بزيادة هرمون التستوستيرون عند الحمل بصبي وهو المرتبط بزيادة الرغبة، فالحامل في أنثى أيضًا تشعر بزيادة الرغبة الجنسية رغم انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، ناهيك عن وجود بعض العوامل التي من شأنها التأثير على تلك الرغبة بين ارتفاع وانخفاض حتى في فترة الحمل على شاكلة تلك الأعراض المؤلمة الشديدة التي تعتري المرأة لفترة طويلة مستمرة إبَّان الحمل، وهو ما يُفسر أنَّه لا قاعدة ثابتة على الحالات كافتها.
التغيرات الجنسية للحامل

ربما يكون الثلث الثاني من الحمل أسهل على المرأة من الأول، نظرًا لهدوء تلك الأعراض التي تكاد تكون جنونية في ثلثه الأول، فهناك عدة تأثيرات للحمل على الحياة الجنسية للمرأة، وربما هي ما تُفسر علاقة زيادة الشهوه للحامل وجنس الجنين، ونتطرق إليها فيما يلي:
1- تذبذب الهرمونات
سترتفع نسب هرموني البروجسترون والاستروجين في أول 3 أشهر من الحمل بصورة ملحوظة، وحينما تشعر المرأة بأنَّ التعرض للغثيان والإنهاك بات قليلًا سيأتي على الجانب الآخر عارض آخر وهو زيادة الدافع الجنسي لديها، فتشعر وكأنها أكثر نشاطًا عن ذي قبل، وسرعان ما تكون في الثلث الأخير من الحمل أقل رغبة جنسية على إثر تلك الأعراض التي تعتريها من آلام في الظهر وزيادة في الوزن وما إلى ذلك، مع العلم أنَّ كل امرأة تتعامل مع زيادة الشهوة الجنسية بشكل مغاير للأخرى، وهو ما يُفسر وجود بعض الحوامل ممن لا يواجهن أي تغيير على الرغبة الجنسية لديهنَّ في فترة الحمل.
2- حساسية الثديين
الأمر الذي يُفسر زيادة الرغبة عند الحامل وجنس الجنين أنَّ الحمل يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى الثديين عند المرأة وأعضائها التناسلية ومنطقة الحوض، وهو ما يجعلها تتوق إلى الرغبة الجنسية بصورة أكبر بتغيرات جديدة لم تكن لتشهدها الحامل من قبل، فتكون أكثر حساسية ورغبة شديدة، وهو ما يتسبب في وصولها إلى الرعشة الجنسية بصورة أكبر.
3- ترطيب المهبل
خلال فترة الحمل تزداد الإفرازات المهبلية عند المرأة، وهو ما يُساعد إبَّان العلاقة الحميمة، حيث يجعلها أكثر إمتاعًا للطرفين وأكثر سهولة كذلك على إثر تلك المزلقات الطبيعية التي تمنع إصابة المهبل بالجفاف.
لماذا تنفر الحامل من العلاقة؟
على جانب آخر من زيادة الرغبة عند الحامل ونوع الجنين في بعض الحالات، ثمَّة حالات أخرى تنفر تمامًا من العلاقة الحميمة، وهو ما يعزو إلى عدة أسباب، أبرزها تلك الاضطرابات الهرمونية التي تشهدها المرأة في تلك الفترة وما يُصاحبها من تقلبات مزاجية حادة والشعور بالخمول والفتور في بعض الأحيان، إلا أنَّ المرأة ينبغي أن تكون على علم بالفترة التي تمر بها، أي أنها ستكون أكثر فتورًا بصدد العلاقة في أول وآخر الحمل، إلا أنها ستستعيد توازنها الجنسي مرةً أخرى بعد مرور ما يصل إلى 6 أسابيع من الولادة، حيث يعود التوازن الهرموني إلى ما كان عليه سلفًا.
هل توجد مخاطر للجماع على الجنين؟
من الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الحديث عن زيادة الرغبة عند الحامل ونوع الجنين، فما إن كانت المرأة تُعاني من زيادة الرغبة، ربما تقلق من ممارسة الجماع خشيةً على جنينها، نظير اعتقاد أنَّ النشاط البدني المبذول في العلاقة ربما يكون له أثرًا سلبيًا على صحة الجنين، بيد أنَّ هناك حقيقة أثبتت أنَّ الجماع لا يُشكل خطورة على الأجنة، حيث إنَّ هناك عضلات للرحم وسائل أمنيوسي وسدادات مخاطية وغيرها من شأنها حماية الجنين، مع العلم أنَّ هزة الجماع أيضًا لا تزيد من خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة أو تحفيز المخاض، وربما ما يُشكل نسبةً من الخطورة تحت استشارة طبية ممارسة الجماع في أواخر الحمل.
إلا أنه في الأشهر الأولى والثلث الثاني يُنتج العديد من الفوائد للأم وجنينها من أهمها أنه يُحسن من مزاج المرأة ويقوي الجهاز المناعي ناهيك عن الحفاظ على وزنها دون زيادة مُحققة بالإضافة إلى تحسين تدفق الدم إلى جميع أجزاء الجسم مما يُساعد على التروية الدموية للجنين أيضًا، بالإضافة إلى تسبب الجماع في إنتاج هرمون الإندروفين الذي يؤدي إلى استرخاء الحامل وشعورها بالسعادة.
متى يحظر الجماع على الحامل؟

رغم ما أفردنا في ذكره أعلاه بشأن زيادة الرغبة عند الحامل ونوع الجنين وصحّة ممارستها الجماع، إلا أنه على جانب آخر في بعض الحالات تُمنع المرأة من ممارسة الجماع حتى في ظل زيادة رغبتها الجنسية، وهو ما ينصح به الطبيب ما إن كانت تُعاني من:
- النزيف المهبلي غير المبرر.
- عنق الرحم على غير الكفاءة المطلوبة.
- بعض المُشكلات في عنق الرحم تؤدي إلى المخاض المبكر.
- المشيمة المنزاحة، التي تُغطي مدخل عنق الرحم بشكل جزئي أو كلي.
- تسرب السائل الأمنيوسي.
- إن كانت المرأة سبق وتعرضت إلى الولادة المُبكرة.
نصائح عند ممارسة الجماع للحامل
في إطار حديثنا عن العلاقة بين زيادة الرغبة عند الحامل ونوع الجنين من الهام الإشارة إلى بعض النصائح التي يجب اتباعها في هذا الأمر عند ممارسة العلاقة، والتي تأتي على النحو التالي:
- ثمَّة رياضات خفيفة من شأن الحامل ممارستها، والتي تُحافظ على لياقتها البدنية ناهيك عن حمايتها من التوتر والقلق.
- حفاظ الحامل على تغذيتها السليمة من شأنه الحفاظ على جنينها، ناهيك عن مُساعدتها للإمداد بالطاقة خلال العلاقة.
- إن شعرت الحامل بالألم في أي من وضعيات الجماع، عليها اختيار الوضع الأنسب لها الذي يجعلها بمنأى عن الضغط والشد وما إلى ذلك.
- ما إن تعرضت الحامل إلى نزيف مهبلي طفيف أو شديد عليها التوقف تمامًا عن الجماع والحصول على الاستشارة الطبية.
هكذا يُحدث الحمل العديد من التغيرات النفسية والجسدية لدى المرأة، فبينما تكون الرغبة الجنسية في أوجّها في الثلث الثاني من الحمل تكون أكثر انخفاضًا في الثلث الأول والأخير، وبطبيعة الحال لا علاقة بين زيادة الرغبة عند الحامل ونوع الجنين، فهي مُجرد تغيرات طارئة نتجت عن اضطراب الهرمونات في تلك الفترة.