هناك ميل لتقليل سلوك المضايقة الجنسي وإظهاره بأنه غير مهم أو جدّي جدا. أولئك الذين يرتكبون الجريمة لهم سبب جيد لتقليل من شأنه، لكن بالنسبة لأي شخص على الطرف الآخر فان هذا السلوك غير المرغوب، هو أسوأ أنواع المضايقة، لأنه لا يتوقف. وإذا كنت تعتقدين بأنّه ليس حقيقيا، فيجب أن تلقي نظرة على هذه الأرقام المريعة والحقيقية، حيث تتعرض حوالي 50 إلى 80 بالمائة من النساء للمضايقة الجنسية في موقع العمل على الأقل مرّة في حياتها المهنية. ومما يثير الانتباه، أن 15 بالمائة من الشكاوى تأتي من الرجال. وبحدود 95 بالمائة من هذه الحوادث قد لا يبلغ عنها. وتكلف هذه الحوادث الشركات ثروة كبيرة بسبب الغياب، وتراجع معدل الإنتاج، وزيادة تكلفة الرعاية الصحية، وانعدام الروح المعنوية وسوء المبيعات كنتيجة للمضايقة الجنسية.
وبينما يمكن أن يعوّض ضحايا المضايقة الجنسية بأضرار تعويضية مالية، إلا أن الخسائر النقدية المستقبلية، والألم العاطفي، والمعاناة، والإزعاج، والألم العقلي، وخسارة متعة الحياة، والأضرار التأديبية تبقى عالقة مع الضحية. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة (USA Today)، "بالرغم من أنّه يمكن وضع قوانين لأعمال العنف والأعمال الإجرامية الأخرى، إلا أن المضايقة الجنسية نفسها لا تصنّف قانونيا كجريمة في أكثر السلطات القضائية في الولايات المتّحدة؛ لذا، يمكن أن تخاطب فقط من خلال دعوى مدنية."
المضايقة الجنسية هي عمل متكرر غير مرغوب به يهدف لجلب الانتباه جنسيا. ولا يعتبر هجوميا فقط، بل وضدّ القانون المدني. المضايقة الجنسية غير شرعية حتى إذا لم يكن المتحرّش رئيسك، أستاذك، أو معلّمك. وهو غير شرعي حتى إذا لم يذكر المرتكب بشكل علني إليك بأنّك ستفقدين عملك أو مقامك الأكاديمي إذا لم تسايري محاولاته الجنسية. هو أيضا غير شرعي إذا خلق بيئة مضايقة أو معادية أو هجومية تتدخّل في قدرتك على القيام بعملك أو مواصلة مساعيك الأكاديمية.
ربما لديك رئيس في العمل يضايقك جنسيا، لكنّك لست متأكّدة. هذه بعض السلوكيات التي يعتبرها القانون مضايقة جنسية: سوء المعاملة والتلفظ بأقوال مسيئة، التعليقات الجنسية والإيحائية الأخرى، محاولة الاقتراب منك ولمس جسمك لأي سبب بطريقة مشبوهة، أو التعليقات الانتقاصية مثلا صدرك صغير أو أوراكك عريضة، سرد دعابات ونكات ذات مضمون جنسي (أو ميزات جنسية معيّنة)، قول ملاحظات جنسية حول جسمك، لباسك، أو نشاطك الجنسي، اقتراحات جنسية أو ضغوط غير ملحوظة للانخراط في للنشاطات الجنسية، الاهانات الجنسية أو الطلبات الجنسية، شبق، النظرات، الصفير، الإيحائية الصوتية، استعمال صور أو مقاطع ذات مضمون جنسي، استعراض صور بصرية متحركة أو ثابتة ذات مضمون جنسي، الاتصال البدني غير ضروري وغير مرغوب (ومثال على ذلك: -، اللمس، القرص)، محاولة عرقلة أو منع الحركة، محاولة الملاطفة أو التقبيل الفعلي، الهجوم الجسدي أو الإجبار على الاتّصال الجنسي.
المضايقة الجنسية لا تدور فقط حول الجنس بل حول القوّة. نموذجيا، مثل هذا السلوك يصمّم لفرض الإذلال والسيطرة. لذا، إذا وجدت بأنّ رئيسك يقوم بأيّ من هذه الأشياء، فيجب أن توثّقي كلّ هذه الحوادث بالكتابة، مع ذكر التاريخ، والوقت، والتصرف والقول، وشعورك اتجاه ذلك كله. التوثيق أيضا إذا كان هناك أيّ شهود على السلوك الشائن. أما إذا لم تكوني مستعدة للدفاع عن نفسك فيجب أن تعلمي بأن المضايقة الجنسية غالبا ما يتبعها الاغتصاب.