هل يقبل الله دعاء من يمارس العادة؟ وكيف يمكن التوبة النصوحة منها؟؟

تاريخ النشر: 10 مارس 2024 - 03:11 GMT
هل يقبل الله دعاء من يمارس العادة؟ وكيف يمكن التوبة النصوحة منها؟؟

إنّ الله تعالى رحيمٌ بعبادِه في أحكامه، فقد أباح كل ما هو طيب للنفس البشرية ويُلبي حاجته الدنيوية كافة، وحاجته الروحية من عبادات تبث في قلبه الطمأنينة وراحة البال، وحرّم كل ما هو خبيث وضار عليه من سائر الجوانب، ومن أبرز المعاصي التي حرّمها على الإنسان لِما فيها من ضرر كبير على الصحة وقلب وعقل المؤمن في دنياه وآخرته العادة السرية، إلا أن علاج إدمانُها أمرٌ شاق على العبد، فيطيل طريق العلاج والكف عن ممارستها بالتوبة والعودة لضعف النفس البشرية، لكن هل يقبل الله دعاء من يمارس العادة السرية كونها من أكبر الآثام الذي حُذِرَ منها وحرمت أم لا؟ سنفي تفصيليًا ما بيّنته دار الإفتاء بهذا الحكم في السطور التالية.

هل يقبل الله دعاء من يمارس العادة؟

حرّم الله تعالى على عِباده ارتكاب المعاصي والذنوب لحِكمة بالغة فيها تضمن نقاء قلبِه والحفاظ على صحته، لذا فتعد العادة السرية من المحرمات الذي يجب على المسلم أن يتجنبها، واِتباع ما يُعينه على الابتعاد عنها أو تركها؛ لِما فيها من أضرار كثيرة على النفس والروح، وقد بيّن المفتوّن الإجابة على هل يقبل الله أدعية من يمارس العادة؟

والإجابة هي أنها قد تكون بالفعل سببًا يحوّل بين المرء وإجابة الدعاء لأنها من المعاصي، والمعاصي من موانع الإجابة، لذا يجب التوبة والكفَ عن ارتكاب المعصية مع التحليّ بالعزيمة والإصرار والإكثار من الدعاء حتى الإجابة؛ لأن الإجابة من الأمور الغيبية التي لا يُمكن معرفة تحققها من عدمه.

هل يقبل الله صلاة من يمارس العادة؟

ممارسة العادة السرية من المعاصي التي تُهلِك العبد وتضر بقلبِه وجسده، وكانت تلك الحِكمة من تحريمها، ومن باب الإجابة على سؤال هل يقبل الله دعاء من يمارس العادة؟ فقد بيّن المفتوّن أنها قد لا تقبل، وكذلك الصلاة؛ لأن خروج المنيّ سببًا في عدم قبول الصلاة، وتوجب الغُسل ثم قضاء الصلاة، هذا بإجماع الجمهور، وإن كانت الصلاة مضت فيلزم قضاؤها مجددًا ما دام هناك يقين بخروج المنيّ بعد الاغتسال منه.

ما هي الأسباب التي تحول بين المرء وإجابة الدعاء؟

قد ابتلى الله تعالى الشباب بارتكاب ذنبٍ عظيم وإدمانِه حتى بات قلبهم معتم وهلكت حياتهم وصحتهم، وهي العادة السرية التي تحول بين العاصي وقبول الصلاة أو إجابة الدعاء، وليس هذا الذنب وحده الذي يحول بين المرء وإجابة الدعاء، بل ثمّة أسباب أخرى تتمثل فيما يلي:

  • الغفلة: طالما وقع المرء في غفلة فإنه لا يكفَّ ويفكر عن الحد من ارتكاب المعاصي، وتلك الغفلة ستكون سببًا بارزًا تحوّل بينه وبين إجابة الدعاء.
  • المعاصي: ثمَّة معاصي مختلفة قد يقع في إثمها المرء، مثل العادة السرية، والسرقة، والخوض في الأعراض، وغيرها من المعاصي التي واردًا أن تكون سببًا في عدم الإجابة.
  • أكل الحرام: الحصول على ما ليس للمرء، أو من طريق محرم ومؤذي معصية كبيرة تُهلِّك حياته وتحول بينه وبين إجابة الدعاء.
  • الكفر/ الشِرك بالله: إنه من أكبر الكبائر التي لا تقبل فيها المرء أعماله ودعائه، وعليه التوحيد بالله والتوبة عن ذاك الطريق.

كيفية التوبة لله من العادة السرية

إن الله تعالى قد حرّم على عباده الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وقد رزقهم فرصة التوبة النصوحة لينالوا الرضا والمغفرة، وكسب الدنيا، والتوبة من ممارسة العادة السرية ليس صعبًا، بل على المرء أن يتبع ما يأتي:

  • الحياء: على المرء أن يستحضر الحياء من الله تعالى، والملائكة، فهم مطلعون على ما يرتكبه الإنسان ويفعلِه، والخوف من هذه الصورة المشوّهة إزاء الله.
  • الصيام: شرّع الصيام أيضًا للتقليل من قوة الشهوة، لذا فعلى العبد الإكثار من الصيام قدر المستطاع، فينال الثواب العظيم، ويُعينه الله عن الابتعاد عن هذا الذنب العظيم.
  • حفظ البصر: ثمَّة كثير من الأشياء التي تُثير الشهوة، مثل الأفلام والصور المحرمة، والتواجد في أماكن الاختلاط، ويجب حفظ البصر عن كل تلك الأماكن.
  • إدراك المخاطر: إنَّ الحكمة من تحريم العادة السرية لِما فيها من أثر صحي سيء للغاية على المرء، لذا يجب البحث وإدراك المخاطر الطبية والأمراض الخطيرة المحتمل الإصابة بها.
  • البُعد عن الخلوات: الخلو بالنفس وفراغ الوقت يعطي الشيطان فرصة للوساوس وتزيين الذنوب بالعقل، لذا قدر الإمكان يُحبذ إشغال الوقت بالعمل وعدم الخلو بالعقل هكذا.
  • الدعاء والتوبة النصوحة: عليك أن تلجأ لله تعالى بعزم وصدق التوبة بالكف عن ارتكاب المعاصي، والتضرع به له بالدعاء بالتخلص من تلك العادة السيئة.
  • إدراك العقاب: يجب التفكير دائمًا في عقاب عدم حفظ الفرج من المحرم وممارسة تلك العادة السيئة؛ لأنه يُهلك ممارسها في النار، وعليه أن يتقرب من الله تعالى.

نهايةً.. قد بيّن المفتون الإجابة على هل يقبل الله دعاء من يمارس العادة؛ ليحث ممارسها على الكف عن ممارسة ذلك الذنب العظيم وإدراك الجزاء لمن حفظ فرجه من المحرم، والتضرع لله تعالى بالدعاء وأداء العبادات كافة والصلاة في وقتها ليفوز فوزًا عظيمًا.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن