سادت أجواء الارتياح الأوساط الفلسطينية الخميس عقب توصل حركتي فتح وحماس لاتفاق للمصالحة الفلسطينية يتضمن تشكيل حكومة وحدة تتولى التحضير لانتخابات عامة خلال مهلة عام.
ورحبت الفصائل الفلسطينية بالاتفاق الذي ينهي الانقسام الداخلي المستمر منذ حزيران/ يونيو 2007 والذي يضع حدا للخلاف المحتدم بين الحركتين الرئيسيتين على الساحة الفلسطينية.
وأكدت الفصائل الفلسطينية أن الاتفاق من شأنه "تعزيز الموقف الفلسطيني الساعي لإنهاء الانقسام الداخلي ومواجهة استحقاق سبتمبر المقبل بطلب اعتراف الأمم المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية بأكثر فاعلية".
ورحب رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف سلام فياض بالاتفاق، وأعرب عن أمله في أن "يشكل خطوة أساسية ومهمة للشروع الفوري في إعادة الوحدة للوطن".
وشدد فياض على أهمية الاتفاق "لتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف".
كما رحب رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة إسماعيل هنية بالاتفاق، مشيداً بالجهود المصرية التي قادت الى التوصل اليه.
ونجحت حركتا فتح وحماس برعاية مصرية، وبشكل غير متوقع، في التوصل أمس إلى اتفاق يفتح السبيل نحو إنهاء الانقسام.
وقال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن اتفاق المصالحة "شامل يتم بموجبه تشكيل حكومة حسب مبادرة الرئيس محمود عباس، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، وللمجلس الوطني بعد عام من التوقيع على الاتفاق".
وينتظر ان يوقع الاتفاق رسميا من كافة الفصائل في القاهرة الأربعاء المقبل. ومن المنتظر أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة في الأيام المقبلة.
وكانت مصر أعلنت في بيان رسمي أمس انه "بناء على دعوة من مصر التقى ممثلو حركتي فتح وحماس في القاهرة اليوم لإجراء مشاورات حول الموضوعات المتعلقة بالمصالحة الوطنية الفلسطينية وقد أسفرت هذه المشاورات عن تفاهمات كاملة حول كافة النقاط محل البحث بما في ذلك تشكيل حكومة انتقالية ذات مهام محددة وتحديد موعد الانتخابات".
وأضافت أن هذا الأمر يتيح الفرصة أمامها للدعوة لعقد لقاء شامل يضم كافة التنظيمات والقوى والفصائل الفلسطينية للتوقيع على اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني في القاهرة خلال الأيام القليلة القادمة.
وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن مصر ستدعو الفصائل المختلفة للتوقيع النهائي على الاتفاق خلال اسبوع بحضور رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والرئيس عباس.
ويذكر أن الانقسام الفلسطيني الداخلي بدأ في حزيران/ يونيو 2007 اثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في قطاع غزة بعد جولات اقتتال مع حركة فتح التي يتزعمها عباس.