اعتبر القيادي البارز في حركة "حماس" محمود الزهار أن مطلقي الصواريخ من قطاع غزة "متمردون على فصائلهم"، وأقرّ بوجود خلافات في صفوف حركته "لا ترقى إلى درجة الصراع"، مشددًا على أن "إنهاء الانقسام الفلسطيني معطّل بفيتو أميركي"، وأن "حماس لا تخضع لإملاءات خارجية في هذا الملف".
وقال الزهار لصحيفة "الحياة" اللندنية الصادرة اليوم السبت : "إن تبرير إرجاء جلسة الحوار بين "حماس" و"فتح" التي كانت مقررة في دمشق، بالمشادة الكلامية التي جرت بين الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والسوري بشار الأسد في القمة العربية الاستثنائية في ليبيا، هو ذريعة من أجل تعطيل إنجاز المصالحة"، مشيرًا في الوقت عينه إلى أن الحركتين "توافقتا على النقاط الثلاث المتعلّقة بكل من منظمة التحرير ولجنة الانتخابات واللجنة القضائية المختصة بالبحث في الانتخابات، ولا مشكلة في الملف الأمني لكنه يحتاج إلى خبراء متخصصين من الجانبين".
وأضاف الزهار: "فوجئنا بطلبهم (فتح) عدم عقد الجلسة الثانية في دمشق، وقد طلب وفد فتح أن تبعث دمشق إليه بدعوة كي يتمكن أفراده من الحضور، وهذا طلبٌ مثير للدهشة، فلماذا يتم إقحام سوريا في مسألة لا تتعلق إلا بنا؟"، وأوضح أن "دمشق لا ترعى اتفاق المصالحة كي ترسل دعوة إلى فتح للحضور، ومثل هذه الدعوة قد تتسبب في أزمة بين دمشق والقاهرة لأن مصر هي الدولة الراعية للمصالحة". وكشف أن "السوريين ردّوا على طلب فتح بأن الحوار شأن لا يتدخلون به وأنكم إن جئتم إلى دمشق للاجتماع مع حماس، فمرحباً بكم". وتابع: "بالنسبة إلينا، نحن جاهزون، وكل الاقتراحات التي تم التوصل إليها في غزة أُرسلت إلى رئيس وفد فتح إلى الحوار عزام الأحمد، وكل الاقتراحات التي طرحت وافق عليها الجانبان معاً، فتح وحماس".
وعمّا يتردد عن وجود ضغوط إقليمية على "حماس" لتعطيل المصالحة من إيران وسوريا، تساءل الزهار: "ما دخل إيران في قضية المصالحة وما الفائدة التي سيجنيها أي من البلدين من وراء تعطيل المصالحة؟ المصالحة لن تضرّ سوريا، هل ستعترض سوريا من أجل أنّ مصر ترعى المصالحة؟ هذا أمر غير منطقي".
هذا وقلّل الزهار من الاتهامات للحكومة المقالة التي تقودها "حماس" في غزة بارتكاب انتهاكات حقوقية وممارسات قمعية، قائلاً إن "حركة فتح أصبحت للأسف الشديد مثل إسرائيل ترتكب الجرائم في حق الشعب الفلسطيني، وتتهم الفلسطينيين بأنهم هم الذين يلقون عليها صواريخ... هناك آلاف المعتقلين من حماس وغيرها في سجون فتح، ومن ثم يتهموننا في غزة بأننا نعتقل كوادر فتح... أدعوهم إلى أن يعلنوا اسم معتقل واحد فقط لدينا على خلفية سياسية... إنهم كاذبون". لكن الزهار برر اعتقال مطلقي الصواريخ في غزة بأن "هناك اتفاقاً على تهدئة بعد الحرب جرى عبر مصر وتم الاتفاق عليه فصائلياً"، وسأل: "هل اتفقنا عليه لنتلزم به أم كي نخرقه؟ لماذا يلوموننا على ما اتفقنا عليه مع فتح والفصائل؟".
وقد أقر الزهار بضبط عملاء في صفوف "حماس" يتخابرون مع الاحتلال، لكنه قال: "ما العيب في ذلك؟ حماس حركة كبيرة ومن يسقط فيها يجازى، لكن هناك فرقاً بين عنصر واثنين أو سبعة دخلوا الحركة من خلال اختراق، وجرى اكتشافهم ومعاقبتهم، وبين تنظيم كله بأكمله يتخابر مع إسرائيل بل إن برنامجه مبني على ذلك". وحين سُئل عن الخلافات بين قيادات الحركة، قال إن "حماس ليست نموذجاً ملائكياً، وهناك خلافات لا ترقى إلى درجة الصراع، ولم نسمع عن حركة انشقاقات".
كما رفض الزهار الإجابة عن سؤال عن مدى استعداد حركته للتفاوض مع إسرائيل، لكنه قال: "باختصار شديد نحن على استعداد لإقامة دولتنا على أي شبر من أرضنا الفلسطينية من دون الاعتراف بإسرائيل، ونحن لا نكرر التجارب الفاشلة".