اوباما يريد مفاوضات مباشرة قبل انتهاء تجميد الاستيطان

تاريخ النشر: 07 يوليو 2010 - 05:50 GMT
الرئيس الاميركي باراك اوباما (يمين) مستقبلا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الابيض
الرئيس الاميركي باراك اوباما (يمين) مستقبلا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الابيض

التقى الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في اجواء مريحة تتعارض مع الاجواء التي سادت لقاءهما الاخير، ودعا الى عودة الفلسطينيين والاسرائيليين الى المفاوضات المباشرة قبل حلول نهاية ايلول/سبتمبر المقبل.

واعرب اوباما عن الامل بعودة الفريقين الى المفاوضات المباشرة قبل انتهاء فترة التجميد الاسرائيلية لبناء المستوطنات في الضفة الغربية في السادس والعشرين من ايلول/سبتمبر. وقال اوباما "اعتقد ان رئيس الحكومة نتانياهو يريد السلام واعتقد انه مستعد للمجازفة من اجل السلام".

وعقب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه بقوله ان الرئيس محمود عباس "يشدد اننا مع سرعة التقدم في المفاوضات التقريبية في موضوعي الحدود والامن من اجل الانتقال الى المفاوضات المباشرة في اسرع وقت ممكن".

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بدوره ان "نتنياهو ليس بحاجة الى مجازفة بل بحاجة الى قرار يلتزم به لوقف الاستيطان من اجل استئناف المفاوضات المباشرة وان يلتزم بمفاوضات مباشرة حول كافة قضايا الوضع النهائي وهي الحدود والامن والقدس واللاجئين والاستيطان والاسرى وهنا سيصار الى بدء مفاوضات مباشرة".

وقال عريقات "اذا اعلن نتانياهو وقف الاستيطان بشكل كامل وحصل تقدم في موضوعي الامن والحدود نعم سنذهب الى مفاوضات مباشرة".

وكان الفلسطينيون اوقفوا المفاوضات المباشرة في كانون الاول/ديسمبر 2008 اثر الهجوم الاسرائيلي الواسع على قطاع غزة. ومنذ مطلع ايار/مايو الماضي انطلقت مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين باشراف الوسيط الاميركي جورج ميتشل لم تحقق حتى الان اي نتائج ملموسة، مع ان الادارة الاميركية تتحدث عن "تحقيق تقدم".

من جهته اعلن نتانياهو انه اجرى "محادثات معمقة" مع الرئيس اوباما وشدد على ان "الوقت حان فعلا" للانتقال الى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.

واضاف رئيس الحكومة الاسرائيلية انه مستعد للالتقاء بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في اي وقت. الا ان الفلسطينيين يتهمون اسرائيل بعرقلة المفاوضات عبر المضي في سياسة بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال اوباما ايضا انه يامل بان يجعل الزخم الناجم عن العودة الى المفاوضات المباشرة، مسألة تجميد المستوطنات اقل اهمية. وبعد ان جدد اوباما ثقته بنتانياهو هنأه على قراره تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، خصوصا بعد اعلان اسرائيل الاثنين السماح بدخول مواد بناء الى القطاع مخصصة لمشاريع يقوم بها المجتمع الدولي ووافقت عليها السلطة الفلسطينية.

وكانت اسرائيل خففت من حدة الحصار المفروض على قطاع غزة تحت ضغط المجتمع الدولي خصوصا بعد الهجوم الذي قامت به البحرية الاسرائيلية على سفينة تركية كانت تقل ناشطين متوجهين الى غزة ما ادى الى مقتل تسعة منهم.

وظهر اوباما ونتانياهو جنبا الى جنب في مؤتمر صحافي وتصافحا في اجواء تتعارض تماما مع اللقاء الاخير بينهما الذي عقد في اذار/مارس الماضي.

فقد لقي نتانياهو خلال زيارة اذار/مارس استقبالا فاترا جدا لانه تزامن مع اعلان اسرائيل بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة. وانتهى اللقاء من دون صور ومن دون مؤتمر صحافي.

كما تطرق الاثنان في لقائهما الثلاثاء الى ملف ساخن اخر هو الملف النووي الايراني. وقال اوباما "ننوي ابقاء الضغط على ايران لتفي بالتزاماتها الدولية وتوقف سلوكها الاستفزازي الذي يجعل (من هذا البلد) تهديدا لجيرانه وللمجتمع الدولي".

وذكر بان الولايات المتحدة كانت شددت على ضرورة ان يفرض مجلس الامن الدولي في حزيران/يونيو عقوبات جديدة على ايران في محاولة لاقناعها بوقف انشطتها النووية الحساسة. من جهته دعا نتانياهو الى فرض عقوبات "اكثر قسوة" على طهران.

واعلنت ايران الثلاثاء استعدادها لاستئناف المفاوضات مع مجموعة الدول الست الكبرى حول برنامجها النووي في ايلول/سبتمبر، شرط ان يتم مسبقا تحديد اهداف هذا الحوار بوضوح.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر للصحافيين "اذا كانت ايران جدية بشأن التحاور مع مجموعة 5+1، اظن اننا سنكون عندها راغبين في عقد لقاء". ويتوجه نتانياهو الاربعاء الى نيويورك للقاء الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ويلتقي الخميس الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون.