شكك الممثل الخاص للرباعية الدولية للشرق الأوسط ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق، طوني بلير، في لقاء مع شبكة CNN الاميركية بمصداقية الوثائق التي سربتها قناة الجزيرة حول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وقال إنه "لا يصدق" بأن رئيس السلطة الوطنية، محمود عباس، قد عرض بالفعل هذا الحجم من الأراضي على إسرائيل.
وقال بلير: "فكرة أن تقوم القيادة الفلسطينية (سراً) بعرض تقديم امتيازات من هذا النوع بشكل يتعارض مع اتجاه المفاوضات الدولية المعلنة هي سخيفة."
وأضاف: "لقد كنا ننظر على الدوام نحو القيادة الفلسطينية على أنها ربما متشددة كثيراً بالنسبة لنا في الدفاع عن المصالح الفلسطينية،" معتبراً أن هذه الحقائق تدفع للشك في مصداقية المعلومات المسربة.
وفي مدينة رام الله، أحرق فلسطينيون غاضبون شعار قناة الجزيرة القطرية، احتجاجا على الحملة التي تشنها القناة على القيادة الفلسطينية، من خلال نشرها ما أسمته 'وثائق سرية' حول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الشعارات "ساوت في معظمها بين قناة الجزيرة وإسرائيل، وأشارت لرعاية الجزيرة للانقسام العربي، إضافة للإشارة للتوقيت المشبوه لنشر الوثائق من قبل الجزيرة."
وفي إسرائيل، علق وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان على ما نشرته الجزيرة، فرأى أنها تفيد الجانب الإسرائيلي في تأكيد أن حكومة رئيس الوزراء السابق، أيهود اولمرت، لم تفلح في التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين "رغم تنازلاتها السخية."
وعقب ليبرمان على الوثائق بالقول: "الكل يدرك بأن الحل يكمن في التوصل إلى اتفاق مرحلي للمدى للبعيد، وأعرب عن اعتقاده بأنه "يجب على الحكومة أن تحدد الخطوط الحمراء التي لا يمكن لها تجاوزها،" وفقاً للإذاعة الإسرائيلية.
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبدربه، قد هاجم في مؤتمر صحفي الاثنين كلاً من قناة الجزيرة ومديرها وضاح خنفر وشبههما بوزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أن هناك صلة بين طروحات ليبرمان والكشف عن هذه الوثائق.
وحول الوثائق، قال عبدربه إن ما جرى عبارة عن تلاعب في الوثائق وتحريف للحقائق واقتطاع منها "على سبيل السخرية والتحدي"، مطالباً بتشكيل لجنة وطنية فلسطينية مستقلة لدراستها وتكشف مدى صحتها، وما إذا قدمتها الجزيرة بشكل مهني وموضوعي.