التقى شقيقان للمرة الأولى بعد فراق دام 62 عاماً منذ نكبة 1948 الجمعة الماضية في العاصمة الأردنية عمّان.
وقالت مصادر صحفية إن "الشقيق الأكبر محمود عبد الحفيظ (82 عاماً) التقى شقيقه الأصغر محمد (75 عامًا) في بيت أحد أقارب العائلة في منطقة طبربور شرق عمّان".
وقال محمود: "غادرت برفقة والدتي الأرملة واثنين من أشقائي قريتنا “الشويكة” إلى العراق هرباً من مجازر الحرب، وانتهاكات العصابات الإسرائيلية".
وذكر انه رحل إلى سوريا عقب دخول القوات الأمريكية بغداد، وواصل سفر الشتات جهة السويد، حيث استقر هناك، وأنجب تسعة أبناء.
وأضاف محمود " تفرّق شمل الأسرة، وشقيقاي اللذان كانا معي هاجرا إلى جهات مختلفة متلاحقة، أما محمد فقد ضاع من حينها ولم نعرف عنه شيئاً، وتقطعت سبل الوصول إليه. وعندما عادت والدتي إلى القدس قبل أعوام، بحثت طويلاً ولم تجده".
ويشير محمود إلى ورود أخبار عن استقرار محمد في عكا، وتبادل ابن الأول (كمال) رسائل إلكترونية عبر شبكة الإنترنت مع معارف في فلسطين بهذا الخصوص.
وقال: " كنا نجهّز لهذا اللقاء منذ نحو سنة وأربعة أشهر، ولله الحمد شاهدت أخي قبل وفاتي، لكنني تمنيت ذلك في عمر مبكّر".
من جهته، لفت محمد إلى انتقاله بين مواقع فلسطينية عديدة داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وعمله في مهن حرفية بحثًا عن لقمة العيش منذ كان في الثالثة عشرة من العمر، حتى تزوج واستقر في عكا.
وأشار إلى وجود شقيقة أخرى (86 عامًا) تعيش مع شريك حياتها وأولادها في قريتهم الأصلية اهتدى إليها مؤخرًا، وكانت على اتصال مع أخيه محمود، وحضرت اللقاء إلى جانب العديد من أبناء الأشقاء الثلاثة والأحفاد.
وفرقت النكبة التي عاشها الفلسطينيون عام 1948 العديد من الأسر التي تشتت بالمنافي، وتوزعت على دول عديدة، فيما بقي الكثير منها في عداد المفقودين بعد انقطاع السبل في البحث عنهم.