نددت منظمة التحرير الفلسطينية اليوم بالعمليات العسكرية التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة الليلة الماضية وفجر اليوم والتي اسفرت عن مقتل اثنين من المواطنين.
واتهم امين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبدربه اسرائيل اليوم بأنها تحاول وبكل الوسائل سواء عبر التصعيد في القطاع او عبر عمليات الاستيطان الواسعة والمكثفة في الضفة الغربية خلق واقع جديد يتعايش معه العالم.
وقالت وكالة الانباء الكويتية (كونا) نقلا عن عبدربه ان اسرائيل تحاول بعدوانها التصرف كقوة محتلة ومعتدية وان تفرض امام سمع وبصر العالم ما تريد ان تنفذه وان تفرضه كواقع مقبول وبالطريقة العدوانية التي تتصرف بها.
وقتل اثنان من الفلسطينيين في بلدة خزاعة في جنوب قطاع غزة خلال اشتباكات عنيفة جرت مع قوات الاحتلال الاسرائيلي والتي تصعد من عدوانها على هذه المنطقة التي قتل منها 15 مواطنا خلال الشهر الجاري .
وتهدد اسرائيل بمواصلة هجماتها على قطاع غزة بما في ذلك تنفيذ عمليات كبيرة بزعم زيادة التوتر على الحدود مع هذه المنطقة والتي قررت نشر وحدات جديدة من الدبابات الاكثر تطورا.
وحذر عبدربه من مغبة ان ما تنفذه اسرائيل في القطاع يزيد الاوضاع خطورة ويؤكد ان المبدأ الاساسي لحل الصراع معها يجب ان يكون الهيئات الدولية مثل مجلس الامن .
وشدد على ضرورة ان تأخذ هذه المؤسسات الخطوات اللازمة الرادعة للعدوان الاسرائيلي. وتعليقا على ما تردد من انباء حول مباحثات سرية تجري الان بين اسرائيل والولايات المتحدة بشأن حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية قال عبدربه " حتى الان لا نملك أي وقائع او ادلة بشأن هذا الامر الذي يتردد "مرجحا ان يكون مصدر هذه الانباء "بعض المصادر الاعلامية الاسرائيلية او انها تستند الى تكهنات " . ونبه الى "انه يجرى تصوير الامر وكأن الادارة الامريكية صارت تبحث مصيرنا بمعزل عنا وعن الموقف والاجماع الدولي " مشددا على " اننا لا نستطيع التعليق على مثل هذه القضايا التي يتم ترديدها ".
ونقلت وسائل اعلام مؤخرا عن مصادر في الادارة الامريكية قولها "ان واشنطن تراجعت عن تفاهمات امنية توصل اليها المبعوث الامني الامريكي الجنرال جيمس جونز بعد ان تراجعت عن اعلان امريكي رسمي بشأن حدود الدولة الفلسطينية .
ووفق ما يتردد " فان محادثات سرية تجرى حاليا بين الولايات المتحدة واسرائيل بشأن ترتيبات امنية لما بعد اقامة الدولة الفلسطينية بما في ذلك منطقة غور الاردن واجواء الدولة الفلسطينية والمعابر المؤدية اليها".
وتريد اسرائيل "ان تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح اضافة الى وضع ترتيبات امنية تسمح لها بحماية الحدود الشرقية لها من خلال ايجاد موطىء قدم لها في غور الاردن ومنع الفلسطينيين من السيطرة التامة على المعابر .
واعاد عبدربه التأكيد على " تمسك الفلسطينيين بموقفهم المطالب لاسرائيل بوقف كافة اشكال الاستيطان والاقرار مع الولايات المتحدة ان حدود الرابع من يونيو لعام 1967 كخط فاصل لحل الدولتين ".
وقال " ان الدولة الفلسطينية يجب ان تكون كاملة السيادة ولا وجود اسرائيليا على اراضي هذه الدولة " مشددا على " ان هذا الموقف تم التأكيد عليه ويعرفه جميع الاطراف وخاصة الجانب الامريكي".
واضاف " استطيع القول ان هذا الموقف تم التوافق عليه سواء مع الحكومة الاسرائيلية السابقة وكذلك مع الادارة الامريكية السابقة " مشيرا الى انه " في ظل حكومة بنيامين نتنياهو الحالية تبذل محاولات للارتداد عن أي تفاهمات او أي اسس سبق الاتفاق عليها .
واتهم عبدربه رئيس الحكومة الاسرائيلية " بأنه يحاول الان اعادتنا الى ما قبل انطلاق عملية السلام حتى قبل عشرين عاما وهو الوضع الذي يتحمل نتيجته في النهاية الجانب الاسرائيلي " معتبرا ان على الولايات المتحدة دورا يجب ان تضطلع به لتصحيح الوضع القائم.
وبشأن موعد التوجه للامم المتحدة للبحث في موضوع الاستيطان قال عبدربه " ان البحث يدور الان في هذا الموضوع بين الوفد الفلسطيني لدى المنظمة الدولية والمجموعة العربية هناك وكل المجموعات الصديقة".
واعرب عن اعتقاده ان يكون الامر مفتوحا في مجلس الامن الدولي بعد انتهاء الاعياد ومنها راس السنة الميلادية.
وعلق عبدربه على تحذير الولايات المتحدة للفلسطينيين من التوجه الى مجلس الامن لبحث قضية الاستيطان بالقول " نحن نلجأ الى الشرعية الدولية والتي عليها ان تقرر ما الذي يتوجب فعله امام نهب ارضنا والسطو على ممتلكاتنا ومحاولة تقرير مستقبلنا من قبل الاحتلال".
وشدد على "ان الولايات المتحدة لا تعمل ما يكفي من اجل لجم العدوانية الاسرائيلية واخر تجربة للفشل عدم قدرتها على الزام اسرائيل بوقف الاستيطان والذي يستشري الان بشكل غير مسبوق على ارضنا الفلسطينية".
البوابة