فتح تنفي طلب أي من الدول رعاية المصالحة الفلسطينية

تاريخ النشر: 19 أبريل 2011 - 10:47 GMT
القياديين في حركتي فتح وحماس عزام الاحمد وخالد مشعل/ أرشيفية
القياديين في حركتي فتح وحماس عزام الاحمد وخالد مشعل/ أرشيفية

نفت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء تسلمها اي دعوة من اي دولة عربية لرعاية المصالحة الفلسطينية المتعثرة مشددة على انه "لا داعي لذلك الامر اصلا".

واعتبر القيادي في الحركة ورئيس وفدها في الحوار مع (حماس) بشأن المصالحة عزام الاحمد في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الثلاثاء تصريحات احد قادة (حماس) عن الموافقة على طلب من احدى الدول لاستضافة ورعاية الحوار الوطني الشامل والمصالحة بانه "اسلوب الاخيرة للتنصل من الموافقة على مبادرة الرئيس محمود عباس".

وكان القيادي في (حماس) عزت الرشق قد ذكر امس ان حركته وافقت على طلب من احدى الدول(فضل عدم ذكرها) لاستضافة ورعاية الحوار الفلسطيني لكن هذه الدولة لم تحصل حتى الان على موافقة عباس".

وحسب الاحمد "فقد رحبت (حماس) في البداية على مبادرة الرئيس عباس ثم بدؤوا يتهربوا منها" مشيرا الى ان القيادة المصرية اكدت للرئيس خلال زيارته الاخيرة للقاهرة ان مبادرته مكملة لورقة المصالحة المصرية ولا تتعارض معها وليس بديلة عنها.

وشدد عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) في رده على سؤال حول ان كانت القيادة المصرية الجديدة ستضغط على (حماس) لانجاز المصالحة الداخلية على ان " القضية ليست قضية ضغط وانما توفر ارادة ل(حماس) والتي قال انه لا يوجد لديها ارادة لانهاء الانقسام".

واعرب رئيس السلطة الفلسطينية في منتصف مارس الماضي عن استعداده للذهاب غدا الى غزة للقاء قادة حركة (حماس) والفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة من المستقلين تعد لانتخابات تشريعية ورئاسية.

وجاء الاعلام في ذلك الوقت في خطوة بدت انها استجابة من الرئيس عباس لتظاهرات نظمها عشرات الاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة مطالبين بانهاء الانقسام بين (فتح) و(حماس).

وبينما رحبت (حماس) في البداية بمبادرة عباس الا انها وضعت العديد من الشروط عليها التي قالت انها ضرورية لانجاحها.

واخيرا ربطت الحركة بين الزيارة والاتفاق بين حركتي (فتح) و(حماس) في حوار وطني شامل على عدد من الملفات العالقة في مقدمتها الشراكة في منظمة التحرير الفلسطينية واثارت شروط حماس غضب عباس الذي اعتبرها"وضعا للعصي في الدواليب".

وبعد الاطاحة بحكم الرئيس المصري حسني مبارك وتشكيل المجلس العسكري الاعلى حكومة انتقالية اعادت مصر تحركاتها في ملف المصالحة الفلسطينية والتقت ممثلين عن عدد من الفصائل لبحث انهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني.

واوضح الاحمد ان مبادرة الرئيس عباس واضحة وهي تشكيل حكومة وتحديد موعد انتخابات وبعد ذلك يجري الحديث عن حوار.

ومنذ اسابيع تتبادل كل من حركتي (فتح) و(حماس) الاتهامات فيما بينهما بالمسؤولية عن عرقلة المصالحة الفلسطينية بتأثيرات خارجية.

وارجع الرئيس عباس قبل ايام سبب عدم توجهه الى غزة لتحقيق المصالحة الى "التأثير الذي تمارسه ايران" على قادة هذه حركة (حماس) معتبرا ان طهران تمنع تحقيق المصالحة الفلسطينية.

واوضح عباس ان حماس ترفض حتى الان الرد "بنعم او لا" على مبادرته التي اعلن فيها استعداده للذهاب الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة لوضع حد للانقسام الفلسطيني وتشكيل حكومة تضم شخصيات مستقلة للتحضير لانتخابات في غضون ستة اشهر.

وامس اعلن الرئيس عباس انه سيشكل حكومة جديدة خلال اسبوع او عشرة ايام بعد تعثر جهود تحقيق المصالحة مع (حماس) موضحا ان تأخير تشكيلها كان بقرار منه لاتاحة المجال لجهود انهاء الانقسام وتشكيل حكومة بالتوافق.

وذكر عباس انه "طالما لم تستجب (حماس) للدعوات بانهاء الانقسام فاننا لن نستطع الانتظار اكثر من ذلك".

وكان عباس كلف رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض في 14 فبراير الماضي بتشكيل حكومة جديدة بعد تقديم حكومته استقالتها في ذات اليوم الا انه تم تجميد ذلك اثر المبادرة التي اطلقها باستعداده للتوجه الفوري لغزة وتشكيل حكومة وحدة وطنية لتحقيق المصالحة.

وترى (حماس) ان "هناك العديد من القضايا التي بحاجة الى ان تنجز حتى تتحقق المصالحة منها الاتفاق على هيكلية منظمة التحرير والمرجعية السياسية الفلسطينية المقبلة والجانب الامني".

واول امس اشار القيادي في (حماس) خليل الحية في تصريحات الى ان حركته لا تمانع ان تبني على ما تم انجازه في السابق بخصوص المصالحة على ان يتم انجاز الملفات الاخرى العالقة حتى هذه اللحظة مبينا ان " مصر غير مهيأة حاليا لرعاية المصالحة الفلسطينية".

وبدأ الانقسام الفلسطيني الداخلي منتصف يونيو 2007 اثر سيطرة حركة (حماس) بالقوة على القطاع باستيلائها على مؤسسات السلطة الفلسطينية بعد جولات من الاقتتال مع غريمتها حركة (فتح) التي يتزعمها عباس