نتانياهو: المفاوضات المباشرة ستبدأ قريبا جدا

تاريخ النشر: 08 يوليو 2010 - 06:27 GMT
نتاناياهو خلال لقائه امين عام الامم المتحدة بان كي مون في نيويورك
نتاناياهو خلال لقائه امين عام الامم المتحدة بان كي مون في نيويورك

ابلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قادة اليهود الاميركيين الاربعاء، ان المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية المباشرة ستبدأ "قريبا جدا"، لكنه حذر من انها ستكون "صعبة جدا جدا".

وكان نتانياهو ابلغ مجلس وزرائه قبيل توجهه الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما، ان الوقت قد حان للرئيس الفلسطيني محمود عباس لكي يستعد للقاء الاسرائيليين مباشرة، باعتبار ذلك الطريق الوحيدة لتحقيق تقدم نحو السلام.

ويجري الاسرائيليون والفلسطينيون محادثات غير مباشرة يتوسط فيها مبعوث اوباما للشرق الاوسط جورج ميتشل. وابدى مساعدو اوباما تفاؤلا حيالا هذه المحادثات الاسبوع الماضي، وابلغوا الصحفيين ان الجهود المكوكية التي يقوم بها ميتشل بين الجانبين قد اثمرت وان الفجوة بينهما تضيق.

وخلال لقائه مع ممثلي المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الاربعاء، قال نتانياهو "ستكون هذه مفاوضات صعبة جدا جدا" مضيفا انه كلما اسرعنا باتجاهها كان ذلك افضل.

وقال ان "المفاوضات المباشرة يجب ان تبدأ فورا، ونعتقد انها ستبدأ قريبا جدا".

وكان اوباما اشاد بنتانياهو عقب محادثاتهما الثلاثاء، واكد على العلاقات التي لا تنفصم بين اسرائيل والولايات المتحدة، وذلك بعكس اللقاء الذي جمع الرجلين في وقت سابق من العام والذي وصف بانه كان متوترا بسبب اعلان اسرائيل عن خطة بناء في القدس الشرقية رغم قرارها تجميد البناء في المستوطنات.

ووصف نتانياهو الاربعاء لقاءه مع اوباما بانه ايجابي، مضيفا ان اميركا ليس لديها صديق وحليف افضل من دولة اسرائيل.

وفي مقابلة مع محطة سي بي اس الاربعاء، سئل نتانياهو عن سبب نظرته الايجابية لمحادثاته مع اوباما واذا ما كانت هناك نقاط مخيبة للامال في هذه المحادثات.

فاجاب "انتم تذكرونني بالصحافة الاسرائيلية. هي تسأل: كيف حصل ان اجريت محادثات جيدة مع اوباما؟ حسنا، لان هذا ما حصل".

واضاف "بسبب اننا ننظر بنفس العين الى بعض القضايا المركزية. السعي الى السلام، خطر ايران. الحاجة لتعزيز الامن بالنسبة لاسرائيل والمنطقة. هذه هي الحقيقة. ونحن نراها. هل كانت بيننا اختلافات؟ بالطبع".

وفي مقابلة في برنامج "لاري كينغ لايف" لشبكة تلفزيون (سي.ان.ان) سئل نتانياهو هل سيمدد وقفا مدته عشرة أشهر لعمليات البناء الجديدة في المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة الى ما بعد سبتمبر ايلول فأجاب قائلا انه حان الوقت لان يتخلى الفلسطينيون عن الشروط المسبقة للمحادثات المباشرة.

واضاف قائلا "فلنشرع في المحادثات وأحد الاشياء التي سنناقشها على الفور هو مسألة المستوطنات هذه وذلك هو ما اقترح ان نفعله."

وقال نتنياهو يوم الاربعاء في برنامج "صباح الخير يا أميركا" الذي تذيعه شبكة تلفزيون (ايه.بي.سي) ان اسرائيل مستعدة لاتخاذ خطوات اضافية لتسهيل حركة الفلسطينيين بالضفة الغربية لاستمالة عباس الي محادثات سلام مباشرة.

واضاف قائلا "الفكرة هي اننا مستعدون للقيام بذلك. لكن ما نريد ان نراه في النهاية هو شيء واحد.. نريد من الرئيس عباس ان يضع يده في يدي.. ان يصافحني.. ان يجلس ويتفاوض على تسوية سلام نهائية بين اسرائيل والفلسطينيين"

حذر فلسطيني وخشية من الوقوع في فخ

وكان تأييد أوباما لهذا الهدف خلال اجتماعهما في البيت الابيض الثلاثاء علامة على أن الانتقال بسرعة الى المفاوضات المباشرة قبل ايلول/سبتمبر بفترة كبيرة ضروري لاستمرار العملية.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "مفتاح المحادثات المباشرة في يد رئيس الوزراء نتنياهو... في اللحظة التي يعلن فيها التجميد (التام) للاستيطان في اللحظة التي يعلن فيها استئناف (محادثات) الوضع النهائي من حيث تركناها في ديسمبر 2008 سنجري محادثات مباشرة."

ويشير الفلسطينيون الى أن "عملية السلام" ظلت قائمة بشكل أو باخر طوال معظم الفترات على مدى 17 عاما ومع ذلك فلا يزالون تحت الاحتلال الاسرائيلي.

ويقولون انهم تعاونوا مع ثلاثة رؤساء للولايات المتحدة أبدوا مستويات مختلفة من الالتزام بالعملية ولم تختلف النتيجة. ومن ثم فهم يحذرون دفعهم الى مفاوضات ينظر اليهم فيها وكأنهم الطرف الرافض.

وانهارت المحادثات المباشرة مع حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت حين قصفت اسرائيل قطاع غزة قبل 18 شهرا لوقف اطلاق صواريخ النشطاء.

وفي خطابه في القاهرة قبل 13 شهرا قال اوباما "الولايات المتحدة لا تقبل شرعية استمرار (بناء)المستوطنات الاسرائيلية. هذا البناء ينتهك الاتفاقات السابقة ويقوض جهود تحقيق السلام. حان الوقت لوقف هذه المستوطنات."

ونتيجة لضغوط أميركية استؤنفت العملية عام 2009. لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعرض لاحراج سياسي حين تراجع أوباما فيما بعد عن دعوته للتجميد الكامل للمستوطنات.

ويقول تقرير أصدرته هذا الاسبوع جماعة بتسيلم الاسرائيلية لحقوق الانسان ان اكثر من 300 الف اسرائيلي يعيشون الان على 42 في المئة من أراضي الضفة الغربية.

وقال نبيل ابو ردينة مساعد عباس ان أوباما ربما يكون حمل نتنياهو العام الماضي على الالتزام علنا بحل الدولتين. لكن ما الذي يعنيه نتنياهو بهذا..

وقال لرويترز انه اذا دخل الفلسطينيون في محادثات مباشرة دون مباديء واضحة فيما يتعلق بطبيعة الدولة الفلسطينية في المستقبل "سيقول انه عرضنا عليك دولة ولم تقبل".

وأضاف "حتى لا نلام في المرحلة القادمة على سبيل المثال أن يقول ان عرضت عليهم دولة على 60 في المئة (من الضفة الغربية) ورفضوا."

ومضى يقول ان الفلسطينيين يريدون الدخول في مفاوضات مباشرة هدفها قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 مع مبادلة مساحات محدودة من الارض وانهم يريدون ان يعلموا ما الذي يتفاوضون عليه لكن نتنياهو لا يريد ان يفصح عن ذلك.

وقال أبوردينة انه خلال مفاوضات توسطت فيها وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس أقر الاسرائيليون بأن "الارض المحتلة تعني غزة والضفة الغربية والضفة الغربية تعني القدس العربية والبحر الميت."

لكن بعض الاعضاء اليمينيين في ائتلاف نتنياهو يقولون انه لا معنى للحديث عن هذا مع عباس لانه ليست له سيطرة على قطاع غزة ولا يستطيع تقديم اي ضمانات أمنية لاسرائيل.

وقال ابو ردينة انه الى جانب الافصاح عن الاطار الجغرافي التقريبي للدولة التي يمكن ان تقبلها اسرائيل فان القضية الرئيسية الاخرى هي الامن.

ومضى يقول انه بمجرد قيام الدولة الفلسطينية "احنا عارضين وجود طرف ثالث. نحن لا نقبل وجود اسرائيل على حدود نهر الاردن قلنا نقبل قوة ثالثة مثل سيناء يعني قوات دولية من النيتو (حلف شمال الاطلسي) او غير النيتو اسرائيل تريد تواجد في غور الاردن وهذا مرفوض ان تتواجد على الحدود بينا وبين الاردن... الحدود والامن. هذا هو مفهومنا عند الجلوس على الطاولة."

وينتظر الفلسطينيون الان أن يسمعوا من ميتشل الاسبوع القادم ما حدث خلال محادثات أوباما مع نتنياهو و"الخطوات الملموسة" التي يحري اعدادها لبناء ثقة كافية لبدء المحادثات المباشرة.

وقال نتنياهو للتلفزيون الاميركي الاربعاء انه مستعد لاعطاء الامر "باتخاذ اجراءات اضافية لتخفيف قيود الانتقالات" للفلسطينيين في الضفة الغربية لكنه تفادى الاجابة عن سؤال بشأن ما ان كان سيمدد تجميد البناء في المستوطنات.

وقال ابو ردينة "الخطوات التي يتحدثون عنها هل تعني رفع حاجز هنا او هناك هذا لا قيمة له. الخطوات الملموسة يجب أن نعرف ما هي اولا حتى نعرف ما يجري الحديث حوله".