ربما يكون المنتخب الأنغولي من الفرق الإفريقية التي لا تمتلك تاريخاً كبيراً في بطولات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، حيث شارك في النهائيات خمس مرات سابقة فقط، ولكنه عندما يشارك للمرة السادسة من خلال البطولة الثامنة والعشرين التي تستضيفها غينيا الاستوائية والغابون على مدار الأسابيع الثلاثة المقبلة سيكون أحد الفرق المرشحة لترك بصمة.
وعلى مدار المشاركات الثلاث الأولى في البطولات أعوام 1996 و1998 و2006 فشل المنتخب الأنغولي في عبور الدور الأول بل وخسر جميع مبارياته باستثناء مباراة واحدة عام 2006 بمصر.
ولكن البطولتين التاليتين شهدتا تغيراً في مصير الفريق حيث نجح المنتخب الأنغولي في اجتياز الدور الأول في كلتاهما، ولكنه اصطدم في دور الثمانية لكلٍ منهما بأحد المنتخبات العملاقة ليخرج في عام 2008 على يد المنتخب المصري حامل اللقب والذي توج فيما بعد باللقب مجدداً، بينما خرج من البطولة الماضية التي استضافتها بلاده بالهزيمة في دور الثمانية أيضاً أمام المنتخب الغاني الذي أكمل طريقه بعد ذلك للمباراة النهائية.
وشهد مستوى الكرة الأنغولية طفرة حقيقية مطلع القرن الحالي مع إنفاق أندية البترول في أنغولا وفي مقدمتها بترو أتلتيكو ببذخ على تدعيم صفوفها بأبرز اللاعبين وتطوير مستوى الأداء.
ومع ظهور المنتخب الأنغولي (الفهود السمر) بشكلٍ جيد في أولى مشاركاته بكأس العالم وتحقيق الفريق للفوز في إحدى مبارياته بالدور الأول لكأس الأمم الإفريقية 2006 بمصر ووصوله لدور الثمانية في بطولتي 2008 و2010؛ أصبح الهدف الجديد للفريق هو عبور دور الثمانية في البطولة القادمة والعبور للمربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخه.
وما يزيد من طموحات وآمال الفريق في الفترة الحالية أن لاعبيه الحاليين وهم الأفضل في تاريخ كرة القدم الأنغولية اكتسبوا الخبرة اللازمة للمنافسة في مثل هذه البطولات.
وجاءت بداية مسيرة المنتخب الأنغولي في تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2012 سيئة للغاية حيث استهلها الفريق بالهزيمة 0-3 أمام مستضيفه الأوغندي.
ولكن الفهود السمراء نجحت في استعادة توازنها سريعاً لتتصدر المجموعة في نهاية مسيرتها بالتصفيات برصيد 12 نقطة وتتأهل للنهائيات بعد الفوز على غينيا بيساو 1-0 و2-0 والهزيمة من كينيا 1-2 والفوز عليها 1-0 والفوز على أوغندا 2-0.
ورغم نجاحه في التصفيات، تبدو مهمة الفريق في غاية الصعوبة في النهائيات حيث أوقعته القرعة في المجموعة الثانية مع منتخبات كوت ديفوار والسودان وبوركينا فاسو مما يعني أنه قد يتنافس مع نظيريه البوركيني والسوداني على بطاقة واحدة إذا سارت الأمور بلا مفاجآت وحجز المنتخب الإيفواري بطاقة التأهل الأولى من هذه المجموعة إلى دور الثمانية كما هو متوقع.
وقد يكون الدافع المعنوي لدى الفريق السلاح الأقوى له في النهائيات حيث تمثل هذه البطولة فرصة أخيرة لبعض اللاعبين الذين اقتربوا من مرحلة الاعتزال مثل المهاجم فلافيو.
ويمتلك المدرب الوطني ليتو فيديغال (41 عاماً) خبرة أوروبية كبيرة حيث قضى معظم حياته الكروية كلاعب ومدرب في البرتغال وأصبح أول مدرب إفريقي يتولى مسؤولية فريق أوروبي، حيث سبق له تدريب فريق يونياو ليريا البرتغالي.
ونجح فيديغال في العبور بالفريق إلى النهائيات، رغم الصدمة التي نالها الفريق في بداية مسيرته بالتصفيات وأصبح أمله هو قيادة الفهود إلى المربع الذهبي على الأقل في البطولة القادمة التي تقام من 21 يناير الحالي إلى 12 فبراير المقبل.
ويمتلك فيديغال العديد من اللاعبين المتميزين يأتي في مقدمتهم النجم الشهير مانوتشو لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي سابقا ونجم بلد الوليد الإسباني حالياً.
وسجل مانوتشو أربعة من الأهداف السبعة للمنتخب الأنغولي في التصفيات المؤهلة.
كما تضم صفوف الفريق العديد من النجوم البارزين ومنهم الثنائي المتفاهم فلافيو وجيلبرتو اللذين تألقا مع الأهلي المصري قبل سنوات ويلعبان حالياً في صفوف ليرس البلجيكي.
لمتابعة أحدث أخبارنا عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.