يتضح من تقرير سري اعده قسم الابحاث في وزارة الخارجية الاسرائيلية ان الوفاق بين فتح وحماس قد يؤدي الى انهيار السياسة الاميركية في المنطقة والى فشل المجهودات الاميركية الخاصة باستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين.
وقالت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية امس ان الخطر الرئيسي، وفقا للتقرير يكمن برغبة دول رئيسة في اوروبا باعطاء فرصة لحماس اذ ستعترف باتفاقية الوفاق وبحكومة الوحدة الوطنية وسترى بالاتفاق فرصة لاستئناف الاتصالات مع «حماس» وستقود هذه الاتصالات بالتدريج وبصورة حتمية الى اضفاء شرعية دولية على حماس، رغم انه مازالت تعرف في اوروبا كمنظمة «ارهابية».
ووفقا للتقرير فانه من جهة الرئيس الفلسطيني ابومازن فان الاتفاق يدعم خطواته الخاصة باعتراف الامم المتحدة ومن طرف واحد بالدولة الفلسطينية في ايلول القادم. وذلك لانه سيستطيع القول بانه يمثل جميع الشعب الفلسطيني، الامر الذي سيقود الى اعتراف دولي شبه حتمي بالدولة الفلسطينية في الامم المتحدة بايلول القادم، يشمل ليس فقط الضفة الغربية بل وايضا قطاع غزة. وقال مصدر سياسي كبير يوم امس الاول حول هذا الموضوع: «لقد اتقنت حماس اللعبة اذ حطمت العزلة الدولية المفروضة عليها، ووضعت اسرائيل وحليفاتها في حالة سياسية صعبة جدا».
ووفقا للتقرير فان السبب الرئيس لموافقة حماس المفاجئة بعد عامين من الرفض على التوقيع على اتفاقية الوفاق يعود الى تخوفها من فقدان التأييد السوري.
ومنذ بدء الاحداث في سوريا لا يدعم المكتب السياسي لحماس في دمشق الرئيس السوري بشار الاسد، او على الاقل لا يدعمه بالصورة التي يرغب بها وتدرك حماس تأرجح نظام الاسد ولا تريد الظهور كمن يؤيد ديكتاتورا يذبح شعبه ولهذا سعت حماس للحصول على دعم اخر، ووجدت ذلك بالنظام المصري وتأمل من خلاله بالحصول على دعم المجتمع الدولي.
واعرب الباحثون في قسم الابحاث بوزارة الخارجية الاسرائيلية عن تقديرهم بان حماس نجحت بالحصول على امتيازات من النظام المصري مقابل توقيعها على اتفاق الصلح، اذ حصلت اولا على تصريح بفتح مكتب مصالح لها في القاهرة، ومن المحتمل انتقال المكتب السياسي لحماس الى القاهرة في اعقاب الازمة في دمشق. وثانيا اعلنت مصر يوم امس الاول عن فتح معبر رفح بصورة كاملة امام البضائع والناس. الامر الذي يؤدي الى وجود ثغرة بالحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع.
واعرب الباحثون عن تقديرهم انه بالامكان ومنذ الان ملاحظة اغماض السلطات المصرية عيونها عن تهريب الاسلحة والاموال الى قطاع غزة وتجدر الاشارة الى توقف مصر عن اقامة الجدار الفولاذي على الحدود مع قطاع غزة خصوصا في القطاع المقابل لمدينة رفح الذي تركز فيه الاتفاق.
وقال بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية في اجتماع اللجنة السباعية المنعقد يوم امس الاول بانه سيطالب الادارة الاميركية بممارسة ضغوط على الدول الاوروبية من اجل ان لا تضفي شرعية على حماس طالما لا تعترف بشروط اللجنة الرباعية: التخلي عن العنف، الاعتراف باسرائيل والاعتراف بالاتفاقات الموقعة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وذكرت مصادر سياسية في اسرائيل البيان الذي ادلت به هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الاميركية عام ٢٠٠٩ والذي قالت فيه بان الولايات المتحدة لن تجري اتصالات مع حماس قبل تنفيذها هذه الشروط.
وسيعرض نتانياهو هذه القضايا على زعماء بريطانيا وفرنسا خلال زيارته للدولتين الاسبوع القادم.
كما بحثت اللجنة السباعية ايضا امكانية فرض عقوبات على السلطة الفلسطينية، اذا شكلت حكومة وحدة وطنية مع حماس.