يدعو مراقبون وحقوقيون الى ضرورة اعتماد الناتو للمرجعية الاممية خلال خطوات تطبيق القرار 1973 الخاص بليبيا سيما بعد التأكيدات التي تحدثت عنها موسكو والتي تفيد بوجود مئات الضحايا من المدنيين العزل.
وتوقف المحللون كثيرا عند التقارير التي توردها بعض المحطات الفضائية التي بدورها تقاطعت مع تصريحات لمسؤولين غربيين، دائما يعملون ضد نظام معمر القذافي الا انهم يظهرون حرصهم على ضرورة التطور الطبيعي للحياة في ليبيا.
والسر في التأكيد على ضرورة العودة الى الامم المتحدة كمرجعية نهائية في العمليات الاطلسية على ليبيا تكمن فيما وصل اليه العراق وافغانستان من دمار وخراب وارهاب وانتشار العصابات المسلحة التي تقتل وتروع المدنيين وتهتك العروض وتفتك قنابلها بالاطفال والنساء والشيوخ.
في افغانستان استخلصت اميركا قرارا بضرب القاعدة والارهاب في ظروف عالمية عصيبة اعقبت هجمات ايلول سبتمبر الارهابية، وفي العراق لم يكن السطو المسلح الذي قامت به عصابات بوش وبلير الا مقدمة لدمار اغنى بلد في العالم،فتحول سكانه الى جوعى وانتشرت الامراض نتيجة نقص الخدمات، وعم الفساد الى جانب الرشى والمحسوبية والطائفية ، التي ساهمت بدورها بارتفاع منسوب الدماء البريئة في شوارع بغداد والبصرة وكركوك وباقي المدن.
لا يكفي ان يأخذ الناتو القرار الدولي او ان ينتزعه ليوجه طائراته للقتل والدمار والخراب في ليبيا، فلهذا البلد خصوصية ومساحته الشاسعة وعدد سكانه القليل والمتمركزين في مناطق محدودة يعطي الطامعين والعصابات المتطرفة والمنتشرة بكثرة في الدول الشمال افريقي وتحديدا القاعدة في بلاد المغرب العربي لعبور الحدود الشاسعة بكل حرية وتهريب السلاح والعتاد بحجة البحث عن الجهاد ومحاربة قوات الناتو لتصنع سيناريو اخر عراقي في ليبيا .
لم يسمع احد التحذيرات التي اطلقتها بكين وموسكو قبيل غزو العراق حيث توقعتا السيناريو الحاصل الان، فارتفعت اسعار النفط وباقي المواد والسلع المرتبطة وغير المرتبطة بالمشتقات النفطية ، ودخل العالم في غيبوبة اقتصادية ادت الى انهيارات دول وحكومات وتعرض شعوب وقارة ربما للجوع فقد كان العراق مصدرا رئيسيا للنفط وهو بالطبع ما فتح شهوات شركات بوش وتشيني النفطية، والحصيلة انه يستورد احيانا النفط لعجزة عن استخراجه ، والان ذات التحذيرات تنطلق بالنسبة لليبيا، فالناتو سينسحب في النهاية تاركا الدمار والخراب والترويع واللا امن او امان ، كما يجر حاليا في العراق، الذي وضعوا فيه حكومة كرتونية متحصنة في المنطقة الخضراء مع التهليل للديمقراطية الجديدة التي يزعم اوباما ان العراق يتمتع بها والدليل حذاء في وجه بوش في رحلته الرئاسية الاخيرة .
في محاولة لمنع الكارثة فان الحل في ليبيا الان بنظر المراقبين حاليا يكمن في التفاوض بين الاطراف المتصارعه، ووضع دستور للبلاد بديلا للكتاب الاخضر القذافي ، واجراء انتخابات بلدية وبرلمانية ورئاسية مثل أي دولة لها اسم محترم على خارطة العالم.