قطاع الإسمنت السعودي على موعد مع مستقبل مشرق

الأهلي كابيتال، أكبر البنوك الاستثمارية في المملكة، والشركة الرائدة في إدارة الثروات على مستوى منطقة الخليج، نشرت اليوم تقريراً جديداً يسلط الضوء على قطاع الإسمنت في المملكة، ويقدم تحليلاً مفصلاً لأداء أسهم شركات الإسمنت الستة الرائدة في القطاع وذلك بناءً على أخر البيانات الشهرية والنتائج المالية لتلك الشركات. وتعتقد الأهلي كابيتال أن التوزيعات النقدية تبقى أحد أهم العوامل الإيجابية الداعمة للقطاع، حيث من المتوقع أن تتراوح العوائد النقدية في العام 2011 ما بين 6-7%.
ومع أن النظرة المستقبلية لقطاع الإسمنت تبقى عند أعلى مستوياتها منذ العام 2007، إلا أن الأهلي كابيتال تشير هنا إلى أن الأسعار الحالية تعكس في مجملها قوة القطاع حيث تمكن قطاع الإسمنت من التغلب على المؤشر بنسبة 26% منذ بداية العام. ومن المتوقع أن تبقى الأسعار في مستوياتها الحالية بالرغم من اعتقاد الأهلي كابيتال أن الصعود الأخير هو مؤقت ومتركز في المنطقة الغربية. ومع أن النمو في الطلب ما يزال قوياً، إلا أن حجم المعروض قادر على تلبية احتياجات السوق على المدى القصير والمتوسط.
من جهته صرح السيد فاروق مياه، الرئيس المكلف لقسم أبحاث الأسهم في الأهلي كابيتال، أن "نظرتنا المستقبلية للشركات المدرجة في السوق تشير إلى مزيد من الازدهار مقارنة بتقديراتنا السابقة في مارس 2011، وذلك بشكل كبير بسبب النهضة العمرانية الواسعة وأعمال التشييد المتزايدة التي دفعت بالطلب على الإسمنت والأسعار إلى مزيد من الارتفاع."
وأضاف "إلا أننا نتوقع لتلك القفزة في الأسعار والطلب المتزايد الذي شهده القطاع في شهري أبريل ومايو من عام 2011 أن لا تستمر حتى نهاية العام. إضافة إلى ذلك، نرى أن الأداء المتفوق الذي حققته أسهم معظم الشركات المدرجة كان بسبب النظرة المستقبلية الإيجابية التي انعكست على أسعار تلك الأسهم."
هذا وقد أبقت الأهلي كابيتال على توصيتها بشراء سهم شركة اسمنت اليمامة فقط. وأكد السيد مياه "أننا لا زلنا نتطلع بإيجابية لإسمنت السعودية واسمنت الجنوب، ولكننا نعتقد أن سعر السهم الحالي قد استفاد من النظرة الإيجابية للقطاع. أما اسمنت القصيم واسمنت الشرقية فالعوامل المحركة لهم لا تزال غير واضحة، لذلك فموقفنا نحو أسهمهم حيادي. إلا أننا أوصينا بالبيع بالنسبة لأسهم اسمنت ينبع نظراً لارتفاع سعر تقييم السهم غير المبرر مقارنة بالشركات الأخرى العاملة في القطاع."
الأسعار المستهدفة لأغلب الشركات ارتفعت بنسبة 5-15% على خلفية الطلب المتزايد إضافة إلى القدرات الإنتاجية الفائضة القادرة على تلبية أي ارتفاع محتمل في الطلب بسهولة، مدعوماً بأسعار تكلفة منخفضة لأغلب شركات الإسمنت.
وهذا وقد شهد قطاع الأسمنت أداءً قوياً خلال الربع الأول من 2011 بفضل ارتفاع حجم المبيعات بشكل رئيسي وكذلك لاستقرار الأسعار، حيث ارتفع صافي الدخل للشركات التسعة المدرجة بحوالي 13% على أساس سنوي ليصل إلى 1.133 مليون ريال بتصدر اسمنت العربية بنمو وصل إلى 42%، بينما سجلت اسمنت ينبع أضعف أداء بانخفاض نسبته 18%. هذا وتوسعت هوامش الدخل الصافي لمجمل القطاع بنسبة 1.3% على أساس سنوي لتصل إلى 48.7% في الربع الأول من 2011.
هذا وارتفع حجم مبيعات قطاع الإسمنت في المملكة بنسبة 8% على أساس سنوي لتصل إلى 12.596 مليون طن في الربع الأول من 2011. وبالنسبة لأسهم الشركات التسعة المدرجة في السوق السعودية، ارتفع حجم مبيعاتها بنسبة 9% لتصل إلى 9.967 مليون طن. بينما ارتفع حجم مبيعات شركات الإسمنت الخاصة الأربعة بنسبة 6% لتصل إلى 2.629 مليون طن. ومن الشركات المدرجة، حققت اسمنت الجنوب أعلى نسبة نمو بلغت 27%، بينما سجلت اسمنت القصيم أدنى نسبة نمو بانخفاض بلغ 6%.
وتتوقع الأهلي كابيتال أن يشهد الربع الثاني من العام 2011 أداءً قوياً آخر بالنسبة لقطاع الإسمنت السعودي. وبالنسبة للأسهم الستة التي تغطيها الأهلي كابيتال، فإنه من المتوقع أن تصل العوائد إلى 2.095 مليون ريال، أي بارتفاع 12.9% على أساس سنوي، بإجمالي أرباح تصل إلى 1.165 مليون ريال، مرتفعة بنسبة 17.7% على أساس سنوي.، أما بالنسبة لصافي الأرباح فمن المتوقع أن يصل إلى 1.057 مليون ريال بارتفاع قدره 14.8% على أساس سنوي. بينما تميل الأسعار إلى الثبات على أساس سنوي بقيمة 240 ريال للطن الواحد، ولكن بارتفاع 4% على أساس ربع سنوي.
وتعزو الأهلي كابيتال السبب في النمو البطيء لصافي الأرباح إلى تقلب العوائد الأخرى، وبالتالي علينا الأخذ بعين الاعتبار إجمالي العوائد وإيرادات التشغيل، للوصول إلى فهم أشمل للأرباح الحقيقية.
ويقول السيد مياه، "على خلفية تزايد عمليات البناء، نتوقع أن يرتفع حجم مبيعات قطاع الإسمنت بحوالي 16% على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2010، و13% للعام 2011. ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي المبيعات (الداخلية والمصدرة من الإسمنت و الكلينكر) بنسبة 8% في الربع الثاني من 2011 و 7% في عام 2011. وبالنظر إلى النصف الثاني من 2011، فمن المتوقع تراجع المبيعات في فترتي الصيف ورمضان، حيث تتراجع أعمال البناء في المملكة. إضافة إلى ذلك، ستشهد بدايات شهر نوفمبر انخفاضاً آخر بسبب موسم الحج. لذا، فمن المتوقع أن الأحجام الكبيرة للمبيعات التي حققها القطاع في شهري أبريل ومايو لن تتكرر في الأشهر القليلة المقبلة."
هذا وقد تفاوت بشكل كبير حجم التغير في توقعات الأهلي كابيتال فيما يخص حجم مبيعات الشركات في العام 2011، فبينما رفعت الأهلي كابيتال من توقعاتها لحجم مبيعات إسمنت اليمامة، وإسمنت الجنوب، وإسمنت القصيم بنسبة تتراوح ما بين 1-11%، تتراجع تلك التوقعات لمبيعات اسمنت ينبع، والشرقية، والسعودية بنسبة تتراوح ما بين 1-13%. وهذا التفاوت يعود لاختلاف أداء الشركات في عام 2010، ومواقع المصانع، وبالنسبة لإسمنت الشرقية على وجه الخصوص، فبسبب انخفاض مبيعات الشركة المحلية من الـ (كلينكر) في عام 2011، على خلاف العام 2010.
وتؤكد الأهلي كابيتال أن طفرة الأسعار التي شهدها القطاع مؤقتة وانعكست بشكل رئيسي على مبيعات أكياس الاسمنت في المنطقة الغربية. وهنا يقول فاروق مياه، "أن طفرة الأسعار الحالية في المنطقة الغربية تعود للإغلاق المؤقت لشركة إسمنت ينبع بسبب قضايا متعلقة بالوقود. أما في المناطق الأخرى، فنعتقد في الأهلي كابيتال أن الارتفاع في الأسعار كان أكثر اعتدالاً منه في المنطقة الغربية (بنسبة ارتفاع 1-2% على أساس ربع سنوي)، وذلك بسبب ضبط تجار الإسمنت لنسب الخصومات التي يمنحونها. أما على المدى البعيد، فمع احتمالية ارتفاع الطلب وانخفاض نسب الفائض في المخزون، فإننا نتوقع أن يرتفع سعر الطن حوالي 1 إلى 3 ريالات."
وتشير الأهلي كابيتال إلى وجود بعض القلق حول الارتباك الذي تسببه إمدادات النفط الخام لقطاع الاسمنت، ويبقى الهاجس الرئيسي يتركز حول إمداد النفط الخام لخطوط الإنتاج الجديدة والشركات الجديدة، بينما تطالب الشركات الحالية برفع الإمدادات في فترات تزايد الطلب. ولكن، على المدى البعيد، تتوقع الأهلي كابيتال أن تتلاشى هذه المشكلة.
أما بالنسبة للتكلفة، فإن التغير الأساسي هو انخفاض تكلفة الطن الواحد من الإسمنت لدى اليمامة وإسمنت السعودية. وهذا على خلفية الكفاءة التي حققتها إسمنت السعودية عبر إنتاجها من خطوط إنتاج جديدة، والذي قاد انخفاض تكلفة إنتاج الطن الواحد في الربع الأول من 2011 إلى 11 ريالاً عن المتوقع. وتعتقد الأهلي كابيتال أن إسمنت اليمامة استفادت من ارتقاء كفاءة إنتاجها مما قاد إلى انخفاض تكلفة إنتاج الطن الواحد بأربعة ريالات عن المتوقع.
ويشتمل ملخص أداء الشركات الذي تصدره الأهلي كابيتال على:
إسمنت السعودية
أبقت الأهلي كابيتال على توصيتها بالحياد من إسمنت السعودية مع ارتفاع السعر المستهدف إلى 62 ريالاً. ومع المؤشرات التي تدل على ارتفاع الطلب إلى مستويات أعلى من قبل، فعلى إسمنت السعودية أن تستفيد من تلك الفرصة السانحة بما تتمتع به من مستويات عالية من حيث الابتكار والقدرة. ومع استمرار إنتاجها عبر الخطوط الإنتاجية الجديدة ستتمكن من تخفيض سعر التكلفة، وهذا سيسهم بتقوية سهمها.
إسمنت الجنوب
كذلك أبقت الأهلي كابيتال توصيتها بالحياد على سهم اسمنت الجنوب مع ارتفاع السعر المستهدف إلى 73.6 ريال. ومع توقع ارتفاع الطلب، من المتوقع أن تستفيد إسمنت الجنوب من إمكانياتها المرتفعة ومستويات مخزونها عبر تلبية الحاجة الداخلية المتزايدة. إلا أن الأهلي كابيتال تعتقد أن سعر السهم الحالي يعكس النظرة الإيجابية المتوقعة.
إسمنت القصيم
أبقت الأهلي كابيتال على توصيتها بالحياد فيما يتعلق بسهم اسمنت القصيم مع ارتفاع السعر المستهدف إلى 71.7 ريال. فمعدلات التشغيل المرتفعة تقود إلى قدرة محدودة لتلبية الطلب المتزايد في المملكة. وتتوقع الأهلي كابيتال نمواً في حجم المبيعات يصل إلى 1% على أساس سنوي، في مقابل 13% تحققها شركات أخرى في القطاع. بينما تظل ميزة التكلفة المنخفضة والتوزيعات النقدية المرتفعة نقاط قوة هذا السهم.
إسمنت الشرقية
أبقت الأهلي كابيتال توصيتها بالحياد من سهم إسمنت الشرقية مع ارتفاع السعر المستهدف إلى 49.4 ريال. فمع طاقاتها المحدودة ومستويات المخزون المنخفضة، تبقى قدرة الشركة محدودة على تلبية حاجة الطلب المتزايدة. إضافة إلى ذلك، سيتأثر نموها على أساس سنوي بشدة في عام 2011 بسبب انخفاض مبيعات الـ (كلينكر) محلياً مقارنة بمبيعات 2010 المرتفعة. ولكن قدرة الشركة على التصدير بحرية هي عامل أساسي في قوة السهم.
إسمنت اليمامة
أبقت الأهلي كابيتال على توصيتها بالشراء لسهم اسمنت اليمامة مع سعر مستهدف يبلغ 75.6 ريال. وبفضل موقعها في الرياض، فهي الأقدر على الاستفادة من 40% من حاجة السوق المتوقعة والمتمركزة في المنطقة الوسطى. طاقاتها الاستيعابية المرتفعة ومخزونها الكبير تمكنها من تلبية الطلب مهما ارتفع بتكلفة منخفضة مما يزيد من ميزات الشركة التنافسية.
إسمنت ينبع
خفضت الأهلي كابيتال تقييمها لاسمنت ينبع وأوصت ببيع السهم عند سعر مستهدف يبلغ 50 ريالاً. إلا أن الطلب المتزايد في المملكة، وخط إنتاجها الجديد يعد بمستقبل أفضل لإسمنت ينبع. ومع ذلك، تبقى مشكلة توصيل الوقود الحالية، والحريق الذي نشب في خط إنتاجها الجديد هي مصادر قلق، وقد تسبب ضغطاً متزايداً على سهمها على المدى القصير.
خلفية عامة
الأهلي كابيتال
تم تأسيس الأهلي كابيتال في عام 2007م لتكون الذراع الاستثمارية ومدير الأصول للبنك الأهلي التجاري (يملك أكثر من 90% من الشركة) والتي تقدم لعملائها حلول رائدة ومتكاملة في الخدمات الاستثمارية. تعد الأهلي كابيتال اليوم أكبر مدير أصول في المملكة العربية السعودية وإحدى أكبر مدير للأصول المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية في العالم بأكثر من 140 مليار ريال سعودي أصول تحت الإدارة.