يبدو أن البئر الشبابية في برشلونة الإسباني لا تنضب، إذ حافظ النادي الكاتالوني الذي توج الموسم الماضي بطلاً للدوري المحلي ومسابقة دوري أبطال أوروبا، على تقليده بتقديم لاعبين واعدين جدد وآخرهم آيزك كوينكا الذي فرض نفسه بقوة في حفنة المباريات التي خاضها مع الفريق الاول هذا الموسم.
واستفاد كوينكا الذي لم يتجاوز العشرين من العمر، على أكمل وجه من الفرصة التي منحه إياه المدرب خوسيب غوارديولا بترفيعه من الفريق الرديف إلى الأول، واستغل غياب بيدرو رودريغيز بسبب الإصابة ليشغل مركز الجناح الأيمن بامتياز، وأبرز دليل على ذلك تمريره كرة الهدف الرابع في مباراة أمس الأول أمام سرقسطة (4-0) والذي سجله ديفيد فيا برأسه، وتسجيله هدفاً في مباراة مايوركا (5-0).
"إنه أمر مشجع جداً عندما ينشدون اسمي، هذا الأمر يدفعني للعمل بجهد أكبر وللقتال"، هذا ما قاله كوينكا بعد مباراة أول أمس التي كانت الرابعة فقط له مع الفريق الأول، مضيفاً: "السيد (غوارديولا) أظهر بأنه يثق بي، وإذا جرت الأمور على ما يرام فالوضع سيكون أفضل."
وسجل كوينكا بدايته مع الفريق الأول في الثواني الأخيرة من مباراة النادي الكاتالوني مع فيكتوريا بلزن التشيكي (2-0) في دوري أبطال أوروبا عندما دخل بدلاً من فيا، وفي 25 الشهر الماضي سجل بدايته في الدوري الإسباني حيث خاض الدقائق التسعين أمام غرناطة (1-0)، قبل أن يفتتح بعد أربعة أيام سجله التهديفي في الليغا أمام مايوركا.
والتزم غوارديولا بالفلسفة الشبابية التي اعتمدها منذ استلامه تدريب الفريق إذ أن كوينسا هو اللاعب الثامن عشر الذي يتم ترفيعه من أكاديمية النادي الكاتالوني إلى الفريق الأول منذ وصوله إلى هذا المنصب عام 2008 قادماً بدوره من تدريب الفريق الرديف في طريقه لإنجازاتٍ رائعة (ثلاثة ألقاب في الدوري المحلي خلال ثلاثة مواسم كمدربٍ للفريق، إضافة إلى لقبين في مسابقة دوري أبطال أوروبا والكأس المحلية وكأس العالم للأندية والكأس السوبر الأوروبية وثلاثة ألقاب في كأس السوبر المحلية).
وكان سيرجيو بوسكيتس أول الاكتشافات الكبيرة لغوارديولا الذي راهن على لاعب الوسط اليافع رغم وجود العاجي يايا توريه الذي اضطر في الكثير من الأحيان للجلوس على مقاعد الاحتياط لمصلحة نجل الحارس السابق للنادي الكاتالوني كارليس بوسكيتس.
ثم جاء دور بيدرو رودريغيز ليكون الاكتشاف الكبير الثاني لغوارديولا في الموسم الثاني للأخير كمدرب للفريق، علماً بأن بويان كيركيتش كان من اكتشافات بيبي، لكن بروز نجم بيدرو دفع به ليلعب دوراً هامشياً كما دفع بالنجم الفرنسي تييري هنري للبقاء على مقاعد الاحتياط معظم الوقت ومن ثم الرحيل عن النادي.
كما قدم غوارديولا إلى الساحة ثياغو ألكانترا الذي سجل بدايته عام 2009 ثم أصبح من الركائز الهامة في 2010، والمدافع أندرو فوينتاس ولاعب الوسط المكسيكي جوناثان دوس سانتوس وجيفرين سواريز الذي انتقل هذا الموسم إلى سبورتينغ لشبونة البرتغالي، إضافةً الى عددٍ آخر من اللاعبين الذين تم ترفيعهم إلى الفريق الأول عند الحاجة.
ومن المؤكد أن أحداً لم يكن يتوقع بأن ينجح غوارديولا خلال فترة زمنية قصيرة في أن يصبح "كرويف الألفية الجديدة" بالنسبة لناديه برشلونة الذي رفع في بداية الموسم الحالي كأسه الحادية عشرة منذ أن استلم "بيبي" الإشراف عليه، ومن المؤكد أن هذا المدرب الشاب يملك رؤية تكتيكية مميزة تخوله الاستفادة من ترسانة اللاعبين الكبار الموجودين في الفريق على غرار الارجنتيني ليونيل ميسي، لكن ما يميزه تماماً عن غيره من المدربين هو اندفاعه نحو عنصر الشباب وحسن اختياره للاعبين الذين يشكلون مستقبل البلاوغرانا.
لمتابعة أحدث أخبارنا عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.