الحريري لن يشارك في الحكومة اذا فاز مرشح المعارضة

تاريخ النشر: 24 يناير 2011 - 10:50 GMT
الحريري (يمين) ونصرالله
الحريري (يمين) ونصرالله

قال رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية سعد الحريري الاثنين انه يرفض المشاركة في اي حكومة لبنانية يترأسها مرشح المعارضة التي يتزعمها حزب الله.

وجاء في بيان صادر عن مكتب الحريري "تيار المستقبل يعلن من الان رفض المشاركة في اي حكومة يترأسها مرشح الثامن من اذار."

ويأتي تصريح الحريري في الوقت الذي بدأت فيه الاستشارات النيابية في القصر الرئاسي في بعبدا لاختيار رئيس جديد للحكومة حيث قالت مصادر المعارضة انها رشحت رئيس الوزراء الاسبق نجيب ميقاتي لتولي هذا المنصب.

فقد اكد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الاحد ان الحزب وحلفاءه يسعون الى تشكيل "حكومة شراكة وطنية" في حال تكليف مرشحهم تشكيل حكومة جديدة، من دون ان يحدد اسم مرشح المعارضة في مواجهة الحريري.

واكدت قوى 14 آذار (الحريري وحلفاؤه) انها سترشح سعد الحريري.

وكانت تقارير رجحت تسمية رئيس الحكومة السابق عمر كرامي عن قوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه). الا ان نصرالله اعلن الاحد ان هذا الاخير رفض "لظروف صحية"، ولو انه يبقى خيارا واردا، مشيرا الى ان قوى 8 آذار ستحدد اسم مرشحها "خلال الساعات القليلة القادمة".

وفي حال لم يتم تأجيل الاستشارات او التوصل الى تسوية، ستكون معركة تسمية رئيس حكومة قاسية يصعب التكهن بنتائجها في ضوء التقارب الشديد في عدد الاصوات التي يتوقع ان ينالها مرشحا الفريقين.

وقال نصرالله في كلمة عبر "تلفزيون المنار" التابع لحزبه مساء الاحد "قطعا لاي التباس او اي وهم، (...) سنطالب الرئيس المكلف - اذا كان من دعمته المعارضة - بحكومة شراكة وطنية يشارك فيها الجميع".

واضاف "لا ندعو الى حكومة لون واحد، ولا ندعو الى الاستئثار ولا الغاء اي فريق سياسي في البلد".

واكد ان "الحكومة الجديدة ستكون حكومة متعاونة لا تعمل على الغاء احد ولا تتصرف بكيدية".

ورفض نصرالله الاتهامات الموجهة الى حزبه بتهميش الطائفة السنية، وبتنفيذ مشروع ايراني في لبنان.

وقال ان "المعارضة سترشح احدى الشخصيات السنية الاساسية في البلد"، مضيفا ان ما يقال حول ان "هذا سيمس بمواقع وصلاحيات ومكاسب وامتيازات الطائفة السنية الكريمة ضمن تركيبة الحكومة او تركيبة الدولة، افتراء وليس صحيحا".

واضاف "بدأنا نسمع لغة جديدة بدأت من اسرائيل لكن ستسمعونها في عواصم غربية وعربية: الحديث عن المشروع الايراني والفارسي والشيعي والحكومة التي يقودها حزب الله والمزيد من لغة التحريض المذهبي الفاقع اللون".

واكد ان "كل هذه الادعاءات (...) تزوير وتضليل وتحريف".

وكان نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم اعتبر الاحد ان تشكيل حكومة لبنانية يقودها حزب الله سيكون "تطورا خطيرا جدا جدا، لانه سيكون لدينا في الواقع حكومة ايرانية على الحدود الشمالية لاسرائيل".

وسعد الحريري هو الشخصية السنية الاكثر شعبية في لبنان.

وعقد مجلس المفتين (سنة) جلسة استثنائية الاحد، وحذر في بيان اصدره من "تجاهل الاكثرية السنية والاكثرية النيابية (...) ومن مغبة الانزلاق الى مخاطر اللجوء الى حكومة مفروضة بوسائل الاستقواء".

واعلن الزعيم المسيحي ميشال عون، حليف نصرالله، في مقابلة تلفزيونية في وقت سابق انه وحلفاءه لم يحسموا بعد اسم مرشحهم الى رئاسة الحكومة من بين ثلاثة مرشحين اثنان منهما وصلا الى المجلس النيابي بالتحالف مع الحريري.

وقال عون في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" البريطانية الناطقة باللغة العربية ان الاسماء الثلاثة هي "عمر كرامي ومحمد الصفدي ونجيب ميقاتي".

واكد مصدر قريب من رئيس الحكومة الاسبق والنائب الحالي نجيب ميقاتي ان الاخير "سيكون مرشحا الى رئاسة الحكومة في الاستشارات النيابية غدا"، مشيرا الى ان "الاتصالات مستمرة داخليا وخارجيا لضمان حصوله على اكبر عدد ممكن من الاصوات".

وبدأت الازمة الحالية في لبنان في الصيف الماضي بعد كشف الامين العام لحزب الله ان المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، ستوجه اليه الاتهام في الجريمة.

ومارس الحزب ضغوطا كبيرة على سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، للقبول بالتنصل من المحكمة، الامر الذي لم يحصل. وسقطت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري في 12 كانون الثاني/يناير نتيجة استقالة احد عشر وزيرا منها بينهم عشرة يمثلون قوى 8 آذار.

واعلن نصرالله ان الاستقالة من الحكومة كانت "بداية الرد على القرار الظني الذي نعرف مضمونه وان لم يعلن عنه. الرد الاول كان اسقاط الحكومة العاجزة عن حماية لبنان وعن مواجهة تداعيات القرار".

واضاف انه يؤجل "بقية الكلام" عن هذا الموضوع "الى حين الاعلان عن مضمون القرار الظني" الذي تسلمه قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال فرانسين الاثنين ويبقى سريا حتى يقرر فرانسين الكشف عنه بعد المصادقة عليه.