ليبيا تقف على أطلال "سياحتها المزدهرة"

تاريخ النشر: 17 نوفمبر 2011 - 10:00 GMT
يقول فاكرون أن القضايا الرئيسة لمستقبل القطاع السياحي تكمن أولاً في تحسين البنية التحتية، ونشر الأمن بشكل فوري في أعقاب حرب استمرت تسعة أشهر
يقول فاكرون أن القضايا الرئيسة لمستقبل القطاع السياحي تكمن أولاً في تحسين البنية التحتية، ونشر الأمن بشكل فوري في أعقاب حرب استمرت تسعة أشهر

يقول دليل سياحي عن ليبيا إنها مفترق طرق التاريخ والقارات والإمبراطوريات القديمة، والمكان الذي يبعث التاريخ فيه للحياة عبر آثاره المبهرة على الشواطئ. ذلك كله لا يزال موجودا... بالطبع... باستثناء السياح!

فقد عادت الحياة في طرابلس إلى طبيعتها "بعض الشيء". وعادت مطاعم الشارع تمتلئ بالرواد كما كانت من قبل، وكذلك محلات الحلاقة والمخابز، لكن أجواء الازدهار هذه تختلف تماماً على بعد أمتار قليلة. ويقول محمد بارياني (45 عاماً) "أترك محلي مفتوحاً حتى يتمكن الصحافيون من شراء هذه البطاقات البريدية... الآن ... بعدما وضعت الحرب أوزارها، أشك في أن يدخل أي عميل آخر متجري حتى نهاية الأسبوع". ويضيف بارياني أنه فكر في إغلاق متجره، الذي يقع قبالة نصب الامبراطور الروماني ماركوس أوريليوس.

وبجوار هذا النصب، يوجد فندق زوميت الذي يعود للقرن التاسع عشر، والذي يحتوي عشر غرف تتباهى بتوفير القنوات الفضائية والاتصال المجاني بشبكة الانترنت اللاسلكية. ويشرح حبيب دويك من مكتب الاستقبال "نحن نعيش من عائدات المطعم، وإلا فإن الفندق سيكون مغلقاً الآن... كان هذا الفندق ممتلئاً دائماً... كل أسبوع كانت تأتي مجموعة جديدة من السياح، يمتعون أنظارهم بآثارنا الرومانية الجميلة. هل تعلم أنه لا يوجد مكان آخر تم الحفاظ فيه على هذه الآثار مثل ليبيا... كان علينا أن نقدم تقريرا عن كل مجموعة من السياح للشرطة، وكانت الشرطة غالباً ما تأتي أثناء وقت الغداء أو العشاء للتأكد من كوننا لا نخدعهم".

أما إسماعيل ألونسي، الذي كان يدير وكالة "صدى" السياحية في ليبيا لسنوات طويلة، فيتذكر "كان لا بد أن ترافقك الشرطة السياحية من اللحظة التي تطأ أقدامك فيها ليبيا حتى يوم مغادرتك... وإذا ترك أي سائح مجموعته في أي مكان، تقع الوكالة في ورطة كبيرة، وفي الواقع اضطر العديد من الزملاء إلى الإغلاق بسبب ذلك".

ويقول مدير التعاون الدولي حمد فاكرون "تفتخر ليبيا بما لديها من الصحارى والجبال والمواقع الخمسة التي حددتها منظمة اليونسكو كمواقع محمية، وكلها على مرمى حجر من أوروبا. ولكن القذافي أغلق ليبيا أمام السياح حتى عام 1990". ويضيف أن القضايا الرئيسة لمستقبل هذا القطاع تكمن أولاً في تحسين البنية التحتية، ونشر الأمن بشكل فوري في أعقاب حرب استمرت تسعة اشهر. وأردف قائلا "أعتقد اننا سنكون قادرين على ضمان الأمن في جميع أنحاء البلاد بحلول بداية عام 2012 ".

أما هشام عدولي (39 عاماً) الذي عمل لمدة 20 عاما تقريبا كدليل سياحي فقال إن "المشكلة هي أن السياحة قطاع حساس جداً، وأنا متأكد من أن المسألة سوف تستغرق خمس سنوات على الأقل، لإقناع السياح بأن ليبيا هي بلد آمن".