تتويج اليمني عبدالعزيز الزراعي أميراً للشعراء

تاريخ النشر: 26 فبراير 2011 - 08:13 GMT
الفائز الشاعر اليمني عبدالعزيز الزراعي
الفائز الشاعر اليمني عبدالعزيز الزراعي

 

توج سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس مؤسسة أمناء زايد للأعمال الإنسانية والخيرية، الشاعر عبد العزيز الزراعي أميرا لشعراء الموسم الرابع من المسابقة، وذلك في ختام منافسات (أمير الشعراء) التي أقيمت مساء أول من أمس على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، بحضور محمد خلف المزروعي مستشار شؤون الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعدد من كبار الشخصيّات وأعضاء السلك الدبلوماسي، وحشد من الجمهور الذين تابعوا منافسة الشعراء الخمسة الذين حصلوا على مراكز مختلفة وحصل الشاعر المصري هشام الجخ على المركز الثاني، بينما حصل العماني منتظر الموسوي على المركز الثالث، وذهب المركز الرابع للشاعر العراقي نجاح العرسان، والخامس للشاعر الأردني محمد تركي حجازي.

 

عشبة الخلود

 

في بداية الحلقة التي قدمها الفنان باسم ياخور، قرأ الشعراء قصائدهم أمام لجنة التحكيم المؤلفة من علي بن تميم، وصلاح فضل، وعبد الملك مرتاض مستهلة بالشاعر عبدالعزيز الزراعي، الذي قرأ قصيدة (عشبة تحاور الرمل) وذلك بعد أن طلبت لجنة التحكيم من المتأهلين في الأسبوع الماضي كتابة قصيدة يتراوح عدد أبياتها بين 9 و12 بيتا، موضوعها الحوار والتسامح والتواصل ونبذ التعصب وأهمية الوسطية، وبناء على ذلك تمنح اللجنة للمتسابقين النسبة المخصصة لها، وهي 30٪ تضاف إلى النسبة 40٪ التي يحصل عليها كل شاعر من خلال تصويت الجمهور الذي استمر أسبوعا كاملا.

 

عن مدخل قصيدة (عشبة تحاور الرمل) قال فضل: إن الشاعر يعدد عناصر الطبيعة في لحظة شعرية رائقة، ويعرف كيف يثير المواجع، ويبني الأبيات، ويعزف الألحان، وأوضح ابن تميم أن عبدالعزيز في مجمل قصائده التي قدمها خلال الموسم يتحيز للكلاسيكيين الجدد أمثال الجواهري، وإيليا أبو ماضي والبردوني، ومنهم يأخذ الأناقة الشعرية، والحرص على الصنعة، وأشار مرتاض أن العنوان من صميم الموضوع، وهو على الرغم من مباشرته إلا أنه جميل، إذ أجرى الشاعر حوارا بين عشبة ورملها النابتة فيه، فنشأ عن ذلك أنه إذا الجمادات تتحاور، فما القول في الإنسان الذي عليه أن يتحاب ويتعايش ويتحاور من أجل الخير.

 

ومن ثم قرأ محمد تركي حجازي، قصيدة (دعوة للنقاء) عنها قال فضل: هناك نبرة هادئة وجميلة انسابت شعرا صافيا رقراقا، فأخذت فيها صيغة وكأنه يخاطب نفسه ويخاطب القارئ أيضا. وأشار ابن تميم: تتميز مشاركات حجازي بالتذبذب، فتارة تعلو وتارة تهبط في بنيتها. ورأى مرتاض أن العنوان مباشر جدا، مع العلم أن النص كان جميلا، وغير مباشر، وكانت فيه صورة جميلة وبديعة.

 

 

 

سلوك جمالي

 

قرأ منتظر الموسوي قصيدة (من حديث النفس/ زهير بن أبي سلمى في حديث مع نفسه) ، فقال له فضل: أجريت حوارا على لسان زهير تقصده أنت، فلو بعُث زهير كي يحدث نفسه لا يمكن أن يخصص كل قصيدته للفخر ولمدح الذات، ورأى ابن تميم: تأتي قصيدة الموسوي امتدادا لكل قصائده السابقة، حيث أنه اعتمد على الثنائيات، وعلى تقديم النتائج. وأشار مرتاض أن الشاعر يميل إلى استخدام اللغة الدينية، بحيث يوظف اللغة الدينية لشعرية راقية جدا. وبعنوان (نوايا الشمع) قرأ الشاعر نجاح العرسان قصيدته، التي دفعت فضل للقول: ان الشاعر مدهش ابتداء من العنوان، إذ جعل للشمع نوايا. وأشاد ابن تميم بالعنوان، وفيه أدرك الشاعر هذه الثنائية في حياتنا، والتي لو أنها اختفت لتميزنا بالبرودة التامة. ونوه مرتاض أن الشاعر قد جاء في الأسبوع الماضي بعنوان مباشر، وفي هذا الأسبوع جاء بعنوان شعري بديع جميل مكثف. وأخيرا قرأ هشام الجخ قصيدة (رسالة أخيرة) عنها قال فضل: انها تجسد نهر المحبة الذي يفيض في مصر، وتجسد في الحوار الذي حل محل الصمت الثقيل. وأوضح ابن تميم: حين يشارف الإنسان على الموت يكتب وصية، وتلك هي الرسالة الأخيرة، أما الشعر والشاعر فيجب أن يستمر في رسائله، ولا يدَّعي بأن هناك رسالة أخيرة. وقال مرتاض: ربما الموضوع، أي التسامح يقتضي من الشعراء عامة أن يخاطبوا الناس بلغة تبتعد عن الشعرية المكثفة المضببة. وقبل الإعلان عن نتائج الموسم الرابع من برنامج (أمير الشعراء) قدم كل من الشاعر الموريتاني محمد سيدي ولد بمبا حامل لقب أمير الشعراء في الدورة الثانية والشاعر الإماراتي ماجد الخاطري فقرة المجاراة.

 

ثم قدم كل من صابر الرباعي وأصالة نصري وسلطان أبو سعود أوبريتا غنائيا جمع بين العربية الفصحى والشعر المحكي، والأوبريت من كلمات الشاعر الإماراتي كريم معتوق أمير شعراء الدورة الأولى من البرنامج، ومن ألحان الملحن الكويتي عبدالله القعود، وبمرافقة فرقة أورنينا السورية للرقص التعبيري