صدور كتاب "الاتصال الإلكتروني في المجتمعات العربية"

تاريخ النشر: 05 مارس 2011 - 05:48 GMT
"الاتصال الإلكتروني في المجتمعات العربية"
"الاتصال الإلكتروني في المجتمعات العربية"

كشف كتاب جديد أن عصر الثورة الرقمية، خلق قلقا عالميا على ملامح وسمات المجتمع الرقمي الجديد، بعد أن قلب سلم المعرفة رأسا على عقب، ففي الماضي كانت المشكلة في نقص المعلومات، اليوم أصبحت المشكلة هي كثرة المعلومات، وأما المشكلة الأكثر تعقيدا فهي كيف يمكن الاستفادة من هذه المعلومات لتحقيق المعرفة؟!

 

وأكد الكتاب الذي صدر مؤخرا عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بعنوان “الاتصال الإلكتروني في المجتمعات العربية” للباحث الدكتور محمد يونس الصحفي بصحيفة “الاتحاد” تزايد تأثير شبكة المعلومات الدولية الإنترنت في حياة الناس ليس فقط باعتبارها أحد أبرز التطبيقات الإنسانية للثورة الرقمية، وإنما أيضا باعتبارها أحد أبرز أوجه العولمة وآلياتها، فلم تستثني هذه الثورة الرقمية عبر وجهها الشبكي، عالمنا العربي والإسلامي، وإن كانت مشاركتنا لا تزال ضعيفة كما أن الاستفادة منها لا تزال في معدلاتها الأدنى، لافتا الى أن العرب والمسلمين يشكلون الطرف الأضعف في معادلة الثورة الرقمية، حيث ينتمون إلى “الفجوة الرقمية” أكثر من انتمائهم للثورة الرقمية.

 

يتناول الكتاب موقع العرب والمسلمين على خريطة العصر الرقمي، والفرص والتحديات التي تواجه المجتمعات العربية، وذلك من خلال عدة دراسات علمية أجراها المؤلف حول المواقع الإلكترونية العربية وطريقة التعامل معها بخاصة من جانب الشباب بالتطبيق على دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

ويرى المؤلف أن العرب والمسلمين بشكل عام كان من المفترض أن يكونوا أكثر الشعوب استفادة من العصر الرقمي ليس فقط لأنه يشكل جوهر اقتصاد المعرفة الذي يقوم عليه عالم اليوم، وإنما لأن لهم بهذا العصر صلة ونسب، حيث ان الجهود العلمية لأبو عبد الله بن موسى الخوارزمي، وهو من أوائل علماء الرياضيات المسلمين، مهدت للثورة الرقمية التي نشهد تجلياتها اليوم في كل شيء حولنا.

 

ويلفت الدكتور محمد يونس في أولى صفحات الكتاب إلي المفارقة بين الذهنية العلمية للعرب والمسلمين في الماضي والذهنية الاستهلاكية التي تسيطر عليهم في هذا العصر قائلا: “يجول بخاطري كلما اقتربت من حاسبي الآلي أو أمسكت بـ”الريموت كونترول” للتنقل بين الفضائيات، أن اعتذر لهذا العالم المسلم الملقب بأبي الكمبيوتر الذي ينسب إليه ابتكار “الصفر” فقد قامت الثورة الرقمية على المزاوجة بين (الصفر) والرقم “1”، وأجدني أقارن بين حال الجد المبتكر الخوارزمي (توفي سنة 236هـ/ 850م) وحال أحفاده من المسلمين اليوم الذين اكتفى غالبيتهم من هذا الإنجاز الرقمي بالفرجة والثرثرة إما عبر المحمول أو داخل “غرف الدردشة” على شبكة الأنترنت، وظل إسهامهم الرئيسي في الثورة الرقمية يكاد ينحصر في (الصفر) الذي ابتكره واحد من علمائهم الأوائل!”.

 

ويلفت الى تزايد استخدامات الإنترنت في المجتمعات العربية والإسلامية اليوم، حيث تقدم الإنترنت إطلالة إعلامية جديدة تتنوع محتوياتها وأشكالها الاتصالية، والوظائف التي تقدمها، كما توفر فرصة للحوار والتلاقي ونوعا من التعارف بين العرب المسلمين، ولنشر الثقافة العربية والإسلامية، ولكن الوجه الآخر لاستخدام شبكة المعلومات الدولية ينطوي على تحديات تمس جوهر قيمنا وثقافتنا العربية والإسلامية، فأين نحن من كل ذلك؟ وما موقع العرب والمسلمين على خريطة الاتصال الرقمي، وما مكانتهم في مجتمع المعلومات؟ وكيف يتعاملون مع التحديات التي تواجههم، وما الفرص المتاحة لهم؟.. تساؤلات عديدة يطرحها العصر الرقمي علينا، ولا تفيد في الإجابة عليها تلك الوصفات الإنشائية، والبلاغة اللفظية، وإنما الإجابة ينبغي أن تكون رقمية أيضا ولا مجال لأن يكون حجمنا في هذه الإجابة الرقمية هو الصفر! ...