مدارس إدارة الأعمال العالمية تتطلع إلى منطقة الخليج للبحث عن قادة المستقبل

من أجل ضمان تحقيق نمو مستدام للمنطقة خلال الدورة الاقتصادية في السنوات العشر القادمة، وبعد فترة من النمو والازدهار الاقتصادي الذي شهدته منطقة الخليج خلال العقد الماضي، والتي وصلت مساهمة القطاعات الغير نفطية في بعض الدول الخليجية مثل دولة الامارات العربية المتحدة الى نسبة 70 بالمائة من إجمالي الناتج القومي، فقد بات مهما في تعليم قادة أعمال المستقبل بالدور الكبير الذي ينتظرهم من اجل ديمومة وخدمة النمو الأقتصادي بكفاءة وحرفية، فيما سيلعب التواصل مع كبريات الجامعات وكلّيات إدارة الأعمال في العالم دورا مصيريا في ضمان تزويد الطلبة الخريجين بآخر المهارات والدروس المستفادة من القطاع التجاري التي يتزايد اندماجها مع العولمة يوما بعد يوم. 

وفي خطوة هامة نحو تعزيز هذا التواصل، قامت كلِّية "جادج" للأعمال في جامعة كامبردج، والتي تضُم أكثر من 5000 عضوا في أكثر من 85 بلدا حول العالم، بانتخاب بدر جعفر، المدير التنفيذي لمجموعة شركات نفط الهلال، والرئيس التنفيذي للهلال للاستثمار، رئيسا لمجلس الخريجين. وجاء الإعلان عن نتائج التصويت خلال الاجتماع العام السنوي الذي انعقد مؤخرا في المملكة المتحدة. 

وتم تعيين السيد/ جعفر أيضا عضوا في الهيئة الاستشارية الدولية لكلّية "جادج" للأعمال، لينضم إلى نخبة من صفوة قادة القطاعات الاقتصادية في العالم، من قبيل جلين يارل، الرئيس التنفيذي لـ"غولدمان ساكس"، وروبرت دايموند، رئيس "باركليز"، وتوماس جلوسير، الرئيس التنفيذي لـ"تومسون رويترز"، وجون جريفيث جونز، رئيس مجلس الإدارة والشريك في "كي بي إم جي يوروب"، وشيلي لازاروس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ"أوغلفي أند ماذر"، والسير ديفيد لي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك شرق آسيا، والدكتور مايكل فان سوايج، رئيس مجلس إدارة "سكايب". ومن المتوقع أن يُسهم تعيين السيد/ جعفر في دعم جهود توسعة شبكة كُلِّية "جادج" للأعمال، كما تعكس هذه الخطوة حرص الجامعة على تعزيز حضورها في الشرق الأوسط. 

وجاء الإعلان في أعقاب التوقيع على مذكرة تفاهم بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني (47 مليون دولار) لإقامة شراكة لمدة 10 سنوات بين جامعة الإمارات العربية المتحدة وكلّية "جادج" للأعمال بجامعة كامبريدج. وتقضي الاتفاقية التي تم إبرامها الشهر الماضي بين الأمير فيليب، دوق أدنبرة ورئيس جامعة كامبريدج، ومعالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، العمل على وضع الأسس لتعاون أكاديمي استراتيجي لمدة عشر سنوات، يهدف إلى تطوير وتعزيز البحوث وأسس التعليم في أبوظبي. وبرهنت الاتفاقية، التي تم التوصل إليها خلال زيارة الملكة إليزابيث إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، على مدى نمو العلاقات بين مجلس الخريجين في المنطقة والمملكة المتحدة. 

وفي تعليق له بمناسبة انتخابه لرئاسة المجلس، قال السيد/ جعفر: "أشعر بالفخر والاعتزاز لانتخابي لهذا المنصب، ولمواصلة عملي الفعال مع كلِّية "جادج" للأعمال، التي تُعتبر إحدى أسرع كلِّيات الأعمال نموا في العالم. ويملك مجلس خريجي "جادج" نفوذا قويا في عالم الشركات والمؤسسات في كافة أنحاء العالم، وأتطلع إلى العمل من موقعي هذا على ضمان مواصلة صياغة أفضل الممارسات العملية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنطقة الخليج وإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالكامل". 

وأضاف: "شبابنا هم نواة مستقبلنا، وتبرز أهمية الاستثمار في تعليم جيل الشباب اليوم أكثر من أي وقت مضى، مع ظهور التحديات العالمية. فمن خلالهم نتمكن من مواجهة التحديات بالوعي والتعاون، كما نضمن إيجاد الحلول الملائمة لكافة الصعوبات". 

وأعرب السيد/ جعفر عن أمله بأن يتم التوصل إلى هذه الحلول وفقا لمعايير المسائلة والشفافية. ويعمل السيد/ جعفر كونه أحد مؤسسي "مبادرة بيرل"، المشروع المشترك مع الأمم المتحدة والهادف إلى تشجيع انتهاج أفضل الممارسات العملية في الشرق الأوسط، على الاستفادة من الشراكات بين المؤسسات العالمية والقطاع الخاص في منطقة الخليج لضمان مواصلة الجيل القادم من قادة الأعمال تبني هذا التوجه الإيجابي.