مبارك يشكل لجنة لتعديل الدستور والمصريون يستعدون للمزيد من التظاهرات

تاريخ النشر: 08 فبراير 2011 - 10:29 GMT
متظاهر في ميدان التحرير
متظاهر في ميدان التحرير

شكل الرئيس المصري حسني لجنة كلفها وضع تعديلات دستورية تخفف من قيود الترشح للانتخابات الرئاسية، في وقت يتوقع ان تشهد البلاد الثلاثاء المزيد من التظاهرات الاحتجاجية مع دخول الانتفاضة اسبوعها الثالث.

واعلن نائب الرئيس المصري عمر سليمان ان الرئيس حسني مبارك اصدر قرارا جمهوريا قضى بـ"تشكيل اللجنة الدستورية المكلفة وضع التعديلات المطلوبة" التي ستمهد للانتخابات الرئاسية الجديدة بشكل خاص مع قرب انتهاء ولاية الرئيس المصري.

وقال سليمان في تصريح صحافي ادلى به في ختام اجتماع مع الرئيس المصري ان الاخير "وقع قرارا جمهوريا بتشكيل اللجنة الدستورية التي ستضع التعديلات المطلوبة للدستور وما تقتضيه من تعديلات تشريعية".

ويجري التداول مع اطراف الحوار الوطني لتعديل بعض المواد الدستورية خصوصا تلك التي تحد من هامش الترشح للانتخابات الرئاسية.

ومن المتوقع ان تنتهي ولاية الرئيس مبارك في الخريف المقبل، الا ان المتظاهرين في ميدان التحرير يطالبون بتنحيه الفوري.

الى ذلك قال عمر سليمان ان مصر لديها خطة وجدول زمني لانتقال سلمي للسلطة مضيفا أن الحكومة لن تلاحق المحتجين الذين يطالبون بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك الان.

وأضاف بعد اجتماع مع مبارك بشأن الحوار الوطني أن الرئيس رحب بالتوافق الوطني مؤكدا أن الحكومة تسير على الطريق الصحيح للخروج من الازمة الراهنة.
وتابع في تصريحات بثها التلفزيون أن خارطة طريق واضحة وضعت بجدول زمني لتحقيق ذلك .

تظاهرات جديدة

الى ذلك، من المتوقع ان تشهد مصر الثلاثاء المزيد من التظاهرات الاحتجاجية مع دخول الانتفاضة المصرية اسبوعها الثالث.

ولليوم الخامس عشر على التوالي لا يزال المعتصمون المناهضون للرئيس حسني مبارك يحتلون ميدان التحرير مطالبين برحيله.

وفي ساعات الصباح الاولى من يوم الثلاثاء كان المعتصمون الذين باتوا ليلتهم في الميدان يخرجون من تحت خيامهم المتواضعة التي لا تقي برد الليل ليلتقوا بالقادمين من الخارج محملين بعض المواد الغذائية.

يقول محمد علي المهندس القادم من الفيوم "انا هنا لليوم الخامس على التوالي سنبقى هنا حتى رحيل مبارك".

كما قال الطيب محمد عماد "لم يقع جرحى خلال اليومين الماضيين، الا اننا نعالج حالات اسهال وانفلونزا مع العلم ان الليل بارد والاوضاع الصحية ليست ممتازة".

والملفت ان عشرات المتطوعين باشروا تنظيف الميدان باكرا وكانوا يضعون تلالا من اكياس القمامة عند اطراف هذه الساحة لتأتي الشاحنات لاحقا لنقلها.

ولا يزال هذا الميدان مقفلا منذ اول تظاهرة حاشدة جرت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.

وخوفا من تقدم الدبابات العسكرية باتجاه داخل الميدان من اطرافه لفتح الطرقات لا يزال عشرات المعتصمين ينامون في العراء امام سلاسل الدبابات لمنعها من التحرك.

استيعاب النقمة

وفي اطار المساعي لاستيعاب النقمة الناتجة عن قمع التظاهرات ووقوع اكثر من 300 قتيل منذ بدء هذه الاحداث، طلب الرئيس مبارك الاثنين تشكيل لجنة تحقيق في اعمال العنف التي وقعت الاربعاء الماضي في ميدان التحرير.

واوضحت وكالة انباء الشرق الاوسط ان مبارك "اصدر تعليماته لانشاء لجنة لتقصي الحقائق نزيهة ومستقلة ومحايدة من شخصيات مصرية مشهود لها بالنزاهة والمصداقية".

واضافت ان هذه اللجنة "ستتولى تقصي الحقائق حول احداث الاربعاء الماضي والتجاوزات المشينة والمرفوضة في حق المتظاهرين وما اوقعته من ضحايا ابرياء بين ابناء الوطن".

وفي الاطار نفسه اعلن وزير المالية سمير رضوان زيادة مرتبات العاملين في اجهزة الدولة بنسبة 15% على ان تسري الزيادة ابتداء من الاول من نيسان/ابريل المقبل، موضحا ان هذه الزيادات "ستكلف الخزانة العامة نحو 6,5 مليار جنيه" (1,1 مليار دولار).

واضاف الوزير المصري انه تمت الموافقة ايضا على "انشاء صندوق بقيمة خمسة مليارات جنيه (850 مليون دولار) لصرف تعويضات لكافة المتضررين من أحداث السلب والنهب والتخريب التي تعرضت لها المنشآت التجارية والصناعية والسيارات مؤخرا".

كما خفف حظر التجول لمدة ساعة ليسري من الساعة 20,00 الى الساعة 6,00 (من الساعة 18,00 الى الساعة 4,00 ت غ).

الا ان هذه الاعلانات لم تخفف حماس المعترضين على نظام الرئيس مبارك. فقد دعت مجموعات عبر الانترنت الى تظاهرات جديدة الثلاثاء في المدن المصرية الكبرى مع دخول التحركات اسبوعها الثالث.

وتمكن المصريون مساء الاثنين من التعرف اخيرا على وائل غنيم او وائل غوغل الذي كان احد اهم مطلقي سلسلة التظاهرات الاخيرة بعد ان افرجت السلطات عنه اثر اعتقال دام نحو عشرة ايام.

وخرج على التلفزيون يروي قصته، فكان نموذجا عن شبان الانتفاضة المصرية العفويين غير الايديولوجيين.