طالب الرئيس المصري حسني مبارك الاحد رئيس الوزراء المكلف احمد شفيق بان تكون اولوية حكومته "استعادة الهدوء والاستقرار" في البلاد، بينما تحدى المحتجون حظر التجول في القاهرة وبعض المدن الاخرى.
وفي اجتماع استغرق ساعة ونصف ساعة مع رئيس الوزراء الجديد حضره ايضا نائب الرئيس المعين الفريق عمر سليمان حدد مبارك اولويات الحكومة الجديدة وعلى راسها "ضرورة استعادة الهدوء والاستقرار" كما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط.
ومن الاولويات الاخرى "محاصرة البطالة واتاحة فرص العمل والتصدي بكل حسم للفساد بكافة مظاهره" وفقا للمصدر نفسه. واوضحت الوكالة ان الرئيس دعا ايضا الى "المزيد من الاصلاح السياسي".
وكان الرئيس مبارك اقال ليلة الجمعة السبت الحكومة وكلف شفيق تشكيل حكومة جديدة في محاولة لتهدئة الوضع وامتصاص غضب مئات الالاف من المتظاهرين الذي نزلوا الى الشارع في جميع انحاء البلاد للمطالبة بالديموقراطية وبسقوط النظام.
كما تعيش مصر حالة فلتان امني واسعة منذ الجمعة بعد انسحاب قوات الامن كليا من الشارع تاركة المجال لوقوع اعمال نهب وتخريب ضخمة.
والتقى مبارك الاحد قادة الجيش الذي ينظر الى دوره على أنه حاسم.
وقال محللون سياسيون في اليوم السادس للاحتجاجات ان زلزالا يهز قبضة مبارك على مصر وأن دعم قادة الجيش محوري مع انهيار ركائز أخرى لحكمه.
وبينما تجمع الاف المحتجين في الشوارع دون تصد من الجنود الذين انتشروا مع دباباتهم ابدت المعارضة المفتتة بادرة توحد. وقال محمد البرادعي الدبلوماسي الدولي المتقاعد الحاصل على جائزة نوبل للسلام انه حصل على تفويض من المعارضة للاتصال بالجيش وتشكيل حكومة جديدة.
واضاف لقناة سي.ان.ان قبل أن ينضم للمحتجين في ميدان التحرير بوسط القاهرة "مبارك يجب ان يرحل اليوم."
وهتاف المحتجون "الشعب يريد اسقاط النظام".
وتجمع زهاء عشرة الاف محتج في ميدان التحرير في وسط القاهرة متجاهلين حظر التجول. ومع بدء سريان الحظر في الرابعة عصرا حلقت مقاتلات وطائرات هليكوبتر عسكرية فوق الميدان. ومع تقدم المساء ظهرت مزيد من شاحنات الجيش لكن لم يتحرك أحد من المتظاهرين.
وردد المحتجون هتافات مناهضة لمدير المخابرات عمر سليمان الذي عينه مبارك يوم السبت في منصب نائب الرئيس وهو المنصب الذي شغله مبارك قبل ان يصبح رئيسا. ويرى كثيرون أن تعيين سليمان يضع نهاية للتكهنات بشأن طموح جمال ابن مبارك لخلافته كما يرونه محاولة لاعادة تشكيل الادارة ارضاء للمطالبين بالاصلاح.
وعقد مبارك اجتماعا يوم الاحد ضم وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي ورئيس الاركان سامي العنان واخرين.
وكان واضحا أن الموجودين في ميدان التحرير لا يريدون ان يحل محل الهيكل الحاكم هيكل عسكري يضم أبرز معاوني مبارك. وهتف محتجون "يامبارك يامبارك الطيارة في انتظارك." وشهدت الاسكندرية مظاهرة كبيرة ايضا.
وقال قيادي في جماعة الاخوان المسلمين ان الجماعة تؤيد البرادعي مفاوضا. وبقيت الجماعة في الخلفية برغم القبض على عدد من أعضائها. وتتهمها الحكومة بالتخطيط لاستغلال الاحتجاجات.
وخلال الليل شكل سكان القاهرة الذين تسلحوا بالهراوات والسلاسل والسكاكين مجموعات لحراسة مناطقهم من اللصوص بعد انسحاب الشرطة في اعقاب اشتباكات مع محتجين خلفت اكثر من 100 قتيل.
وبحلول الصباح كانت شوارع العاصمة خالية الى حد بعيد. ووضع المصريون ثقتهم في الجيش املا في أن تعيد قواته النظام وألا تفتح النار على المتظاهرين.
ووقفت دبابات ومجنزرات الجيش في جنبات الشوارع في القاهرة لحراسة البنوك والمباني الحكومية ومقر وزارة الداخلية. واشتبكت قوات الامن مع المحتجين الذين حاولوا مهاجمة المبنى ليلة السبت.
وفي تطور منفصل قالت مصر انها اوقفت البث عبر القمر الصناعي نايل سات لارسال قناة الجزيرة الفضائية التي تعرض في انحاء العالم العربي صورا للمظاهرات في القاهرة والسويس والاسكندرية وكذلك اساليب الشرطة القاسية في التعامل مع المتظاهرين.
وعطلت الحكومة خدمات الانترنت والهاتف المحمول لمحاولة عرقلة خطط المتظاهرين. وحثت رسائل عبر موقع تويتر يوم الاحد المصريين على التجمع في ميدان التحرير لمواصلة رسالتهم المناهضة لمبارك.