اعلن نائب الرئيس المصري عمر سليمان ان الرئيس حسني مبارك كلفه بفتح حوار فوري مع المعارضة حول الاصلاح الدستوري والتشريعي، فيما اكد الجيش انه لن يستخدم القوة ضد الشعب، وذلك عشية تظاهرات مليونية دعت اليها المعارضة.
وقال سليمان في بيان تلاه عبر التلفزيون المصري "كلفني الرئيس اليوم باجراء الاتصالات على الفور بجميع القوى السياسية لبدء حوار حول كافة القضايا المثارة المتصلة بالاصلاح الدستوري والتشريعي على نحو يخلص بتحديد واضح للتعديلات الدستورية والتشريعية والتوقيتات المحددة" لهذه التعديلات.
واضاف ان الرئيس "شدد" على ان "قرارات محكمة النقض في الطعون الانتخابية لا بد ان تحظى بالتنفيذ الامين على نحو عاجل ودون ابطاء بما يكفل اعادة الانتخابات في الدوائر التي تم قبول الطعن فيها في الاسابيع المقبلة".
وقال سليمان وهو أول نائب للرئيس يعينه مبارك الذي يحكم مصر منذ 30 عاما "اعطى توجيهات بالاعلان في غضون الايام القليلة المقبلة عن بيان الحكومة متضمنا سياسات واضحة ومحددة في اطار زمني عاجل على نحو يستعيد الثقة في الاقتصاد المصري ويعوض ما لحق به من اضرار وخسائر ويتعامل على وجه السرعة مع اولويات محاصرة البطالة ومكافحة الفقر والفساد وتحقيق التوازن المطلوب بين الاجور والاسعار."
وعين الرئيس المصري الاثنين وزيرا جديدا للداخلية ضمن تشكيل حكومي معدل يهدف لنزع فتيل انتفاضة شعبية مناهضة للحكمه المستمر منذ 30 عاما لكن المحتجين الغاضبين رفضوا التعديل الجديد وقالوا انه ينبغي أن يتخلى عن السلطة.
الجيش والشعب
في غضون ذلك، اعلن الجيش المصري في بيان اصدره الاثنين انه يدرك "مشروعية مطالب الشعب" واكد انه "لن يلجأ لاستخدام القوة" ضده عشية تظاهرتين مليونيتين دعا اليهما المتظاهرون المطالبون باسقاط الرئيس حسني مبارك.
وقال الجيش في بيان بثه التلفزيون المصري ان "حرية التعبير بالطرق السلمية مكفولة للجميع" مؤكدا ان القوات المسلحة "لم ولن تلجأ إلى استخدام القوة ضد الشعب المصري"
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الذي تلا البيان "إلى شعب مصر العظيم، إن قواتكم المسلحة إدراكا منها بمشروعية مطالب الشعب وحرصا منها على القيام بمسئوليتها في حماية الوطن والمواطنين، كما عهدتموها دائما، تؤكد ان حرية التعبير بالطرق السلمية مكفولة للجميع".
وشدد البيان على ان "القوات المسلحة على وعي ودراية بالمطالب المشروعة للمواطنين الشرفاء".
ودعا الجيش المواطنين الى "عدم الإقدام على أي عمل من شأنه الاخلال بأمن وسلامة الوطن وتخريب المصالح العامة والخاصة".
وقال البيان ان "إقدام فئة من الخارجين على القانون بترهيب وترويع المواطنين الآمنين أمر غير مقبول، ولن تسمح القوات المسلحة به أو بالاخلال بأمن وسلامة الوطن".
ووجه نداء الى المصريين بالمحافظة على "مقدرات وممتلكات شعبكم العظيم، وقاوموا أعمال تخريبها سواء كانت عامة أو خاصة".
وتابع البيان ان "تواجد القوات المسلحة في الشارع المصري من أجلكم وحرصا على أمنكم وسلامتكم وقواتكم المسلحة وهي لم ولن تلجأ الى استخدام القوة ضد هذا الشعب العظيم الذي لم يبخل على دعمها في جميع مراحل تاريخه المجيد".
وختم البيان ان وزارة الدفاع "تؤكد على أن قواتكم المسلحة هي الدرع الواقي والحصن الأمين لهذا الشعب العظيم وحمايته من الأخطار المحيطة به، وأن تراب هذا البلد ممزوج بدماء المصريين على مر التاريخ فحافظوا عليه".
وتجمع عشرات الالاف من المحتجين في ميدان التحرير في اليوم السابع على التوالي للاضطرابات في أكثر الدول العربية سكانا. وردد المحتشدون هتافات تطالب برحيل مبارك ومنشدين السلام الوطني.
ولم يتحرك جنود الجيش الذين تدعمهم دبابات أمريكية الصنع دفع ثمنها من أ موال المعونة الامريكية لتفريق الحشد رغم مضي ساعتين على بدء حظر التجول لكن طائرات حلقت في الجو فوق الجموع.
ودعا المحتجون الى تجمع حاشد يوم الثلاثاء ويقولون ان مليون شخص يمكن أن يخرجوا الى الشوارع بمناسبة مرور أسبوع على اندلاع الانتفاضة.
ورغم بدء الاحتجاجات بدون زعماء أو تنظيم واضحين اتحذت المعارضة خطوات للتنظيم.
وفال الاخوان المسلمون انهم يسعون لتشكيل لجنة سياسية موسعة مع الدبلوماسي المتقاعد محمد البرادعي للحديث مع الجيش.
وكان البرادعي الفائز بجائزة نوبل للسلام والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد حث مبارك على التنحي وأضفى ثقل سمعته الدولية على حركة تفتقر الى زعيم.
وبقى الاخوان المسلمون الذين يتمتعون بتأييد واسع النطاق بين المصريين الفقراء في خلفية الصورة خشية تعرضهم للقمع خلال احتجاجات يقودها الشبان الفقراء سكان المدن والطلاب.