نقرأ الكثير من الاتهامات عن سرقات الفنانين العرب لأفكار فنية من قبلة الفن السابع في العالم «هوليوود» ونادرا ما نسمع عن حدوث العكس، الا أن فيلم «just go with it » يعتبر اقتباسا حقيقيا من فيلم مصري قديم «نصف ساعة زواج» للمخرج فطين عبد الوهاب، وسيناريو وحوار أحمد رجب وبطولة شادية ورشدي أباظة.
فعندما شاهدتُ فيلم «just go with it » وهو من بطولة (ادم ساندلر - جينفير انستون) اعتقدتُ للوهلة الأولى أنني أشاهد فيلما مصريا قديما وأن معظم مجريات الأحداث شاهدتها من قبل، بل وتوقعت البعض قبل حدوثها (وهذا ما يحدث عادةً في أغلب الأفلام التي قدمت في الفترة الأخيرة)، ولكن كان الموضوع مبالغا فيه فحتى تعبيرات الممثلين وحركاتهم واحدة وكأنهم شاهدوا الفيلم المصري وطبقوه، بالطبع مع بعض الاضافات المتناسبة مع بيئتهم.
القصة التي يدور حولها الفيلمان هي عن طبيب «زير نساء» يدخل في الكثير من العلاقات، ثم يصادف فتاة يعتقد أنه يحبها ويريد الزواج بها، لكن تقف أمامه عقبة كذبة عليها وادعائه بأنه متزوج، فيلجأ لمساعِدته وكاتمة أسراره لتدعي بأنها زوجته، فتوافق وتقوم بدور الزوجة السيئة ليظهر بصورة الزوج المغلوب على أمره ولا يجد أمامه طريقا ليكمل حياته الا بتطليقها، ولكن تنقلب الأوضاع وتغير المساعدة من شكلها الخارجي ما يلفت أنظار الطبيب لها ويقع في غرامها لينتهي الفيلم بزواجه منها.
التقارب كبير فمن مهنة الأبطال الرجال كأطباء مع اختلاف أن «رشدي» طبيب أسنان و«ادام» دكتور تجميل وكلاهما لديه مساعدة تحبه في صمت، وحتى في الحلول الدرامية فمشاهد الأطفال الذين يستعين بهم البطل ليكونوا أبناءه وكيف يستغلون الموقف لصالحهم ليستفيدوا منه مادياً، كما كانت صورة «العشيق» - الذي يستعينون به ليظهروا الزوج بصورة المطعون في زوجته التي تريد مفارقته للزواج بحبيبها - متماثلة وموظفة بنفس الطريقة في الفيلمين.
ولكن من ناحية أخرى فان فيلم «just go with it » هو «لايت كوميدي» يحمل في مشاهده أجواء من المتعة تنعكس على نفسية المشاهد، فمن التوظيف الجميل الى الاسقاطات الواقعية كمبالغة البعض في اللجوء لعمليات التجميل الى درجة التشويه.
وكان لتواجد «نيكول كيدمين» كضيفة شرف في الفيلم بمثابة مفاجأة سارة لجمهورها، رغم أنها بدت متصنعة وبعيدة عن التلقائية في أدائها اذا قورن بأداء «جينيفر انستون» البسيط والعفوي.
لكن تبقى علامات الاستفهام عن أسباب الفقر الفكري الذي يجتاح أدمغة القائمين على صناعة السينما في العالم، وهل يعتبر هذا الفيلم هو بداية عملية نقل لأفلامنا العربية وتراثنا الفني الى الغرب؟!"الرأي"