بدأت الاستعدادات لموسم الحج هذا العام، وبدأت الحملات بشد رحالها إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، وقد تميز موسم هذا العام بانخفاض عدد الحجاج عن السنوات السابقة حيث وصل عدد الحجاج هذا العام إلى 6 آلاف حاج تقريبا بمقابل 12 ألف حاج في السنوات السابقة، وأرجع المقاولون ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية والأحداث على الساحة، مما دفع بعض الحملات إلى طرح أسعار تنافسية بنسبة 35% أقل لجذب الحجاج وخاصة بعد إلغاء الكثير من الحجوزات.
وقد أكد مقاولو الحج لـ«أخبار الخليج» أن ارتفاع الأسعار هذا العام جاء نتيجة ارتفاع أسعار السكن والخدمات والمواصلات والمواد الغذائية، بالإضافة إلى الخدمة المتميزة التي تقدمها كل حملة، وقد توجهوا بالشكر للبعثة البحرينية على خدماتها التي تقدمها للحملات ومنها تطبيق نظام التناوب بين الحملات في مخيمات منى للحصول على مساحة اكبر للحجاج.. جاء ذلك خلال التحقيق التالي:
سيد رضا حميدان (صاحب حملة حميدان) يقول: إن عروض السفر كثيرة وقد ارتفعت أسعار الحج هذا العام ارتفاعا بسيطا عن العام الماضي، ويرجع ذلك إلى ارتفاع سعر السكن بنسبة 15% و أجرة القطار، وقد نظمنا هذا العام ثلاث رحلات الأولى بالباص وتبدأ تاريخ 22 أكتوبر لمدة 19 يوما بـ1160 دينارا، والثانية بالطائرة في تاريخ 23 أكتوبر لمدة 17 يوما بـ1390 دينارا، والرحلة الثالثة تبدأ تاريخ 31 أكتوبر بالطائرة لمدة 12 يوما بـ1360 دينارا.
ارتفاع أسعار السكن
وعن ارتفاع الأسعار علق حميدان: اقل الأسعار للحج نجدها في البحرين على مستوى العالم، وهذه الأسعار يدفعها الحاج من اجل السكن والمواصلات ومن اجل خدمة متميزة وكادر كبير يصل عدده الى100 شخص وكلفة الرواتب والسكن الذي ارتفع سعره بنسبة 15% او أكثر، ويعتمد السعر على مواصفات المبنى وارتفاع سعر العقار في العالم وإزالة المباني حول الكعبة مما أدى إلى ارتفاع أسعار البنايات والمباني، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواصلات والقطار والخدمات.
وأضاف: بالنسبة الى حملتنا فقد استأجرنا فنادق في المدينة 5 نجوم وعمارات فندقية في مكة ووضعنا كادرا من100 فرد مكون من خدمات طبية تشمل الممرضات وخدمات تغذية والإرشاد الديني والمواصلات والكادر النسائي وعلاقات عامة والإعلام والاستقبال. ونحن ننظر إلى خدمة الحجاج بأنها مقدسة ونقدم أفضل الخدمات لهم ونبذل كل جهدنا لهم بحسب الظروف. وبالنسبة إلى البعثة فقد طلبنا زيادة سعة المخيمات ووعدونا خيرا وخاصة أن المخيمات اكبر للحجاج هذا العام بالإضافة الى أنه سيكون هناك نظام التناوب للحملات هذا العام من خلال تعاون حملتين وتقسيم الحملة إلى قسمين.
أسعار تنافسية
وأكد يوسف الذوادي (حملة طيبة) أن أسعار الحملة هذا العام اقل من العام الماضي بنسبة 35% بسبب قلة الإقبال مما أدى إلى أن تكون الأسعار تنافسية لجذب الحجاج رغم ارتفاع اسعار السكن بنسبة 25%، لارتفاع سعر العقار. وعلل الذوادي على قلة إقبال الناس على الحج هذا العام بسبب الأوضاع المالية للناس، وتوقيت الحج الذي صادف افتتاح المدارس وشهر رمضان والأعياد، وأضاف: قد نظمت الحملة رحلة واحدة بالباص لمدة 11 يوما بـ750 دينارا، ورحلة بالطائرة لمدة 9 أيام بـ950 دينارا، ولقد اضطررت إلى إلغاء بعض الحجوزات في فنادق المدينة بسبب إلغاء كثير من الحجاج ذهابهم إلى المدينة المنورة لتوفير مبلغ من المال. وارجع الذوادي ارتفاع أسعار الحج الى نوعية الخدمة المقدمة والتميز وخاصة ان الاسعار تصنف على حسب الخدمة التي تقدمها الحملة على حد قوله. وأيد الذوادي التناوب في مخيمات منى وعرفة واعتبره حلا جيدا لحل مشكلة عدم سعة الأراضي وقد اتفق مع احد الحملات للتناوب معها.
استعدادات الحج
وعن استعدادات الحج تحدث جاسم ابل (حملة المواسم) وقال: بدأت الاستعدادات للحج بالاجتماع مع البعثة أكثر من مرة من اجل الاطلاع على آخر المستجدات، ولكن جاء إعلان البعثة عن المواعيد والتسجيل وأسماء الحملات المرخصة متأخرا، وبعض الحجاج لا يعرفون المواعيد ولكن هذا لا يقلل من جهود البعثة في اجتماعاتها الدورية التي بدأتها منذ 8 شهور.
أما بالنسبة إلى الأسعار فهي لا تختلف عن العام الماضي واعتبرها عادية وخصوصا أن الجميع يعلم أن ارتفاع أسعار الحج يعتمد على نوعية الخدمة المقدمة للحاج، بالإضافة إلى ان ارتفاع اسعارالسكن هذا العام وهو يمثل 50% من نسبة ارتفاع الاسعار بالاضافة إلى منافسة الخدمات نظرا إلى الزيادة العالمية في اسعار الخدمات والمواد الغذائية وغيرها، ودخول خدمة القطار هذا العام. وعلق ابل على ارتفاع السكن بقوله: لقد ارتفعت اسعار السكن بنسبة 50% عن العام الماضي واستمرت هذا العام ونحن لا نجد مبان إيجارها اقل من مليون ريال سعودي وهذا ينعكس على سعر الحج، كذلك إزالة المباني حول الحرم أدت إلى ارتفاع أسعار السكن رغم أن الحملات البحرينية تسكن في مباني العزيزية قرب مشاعر منى وعرفة ومزدلفة، فإن ذلك انعكس على أسعار مباني العزيزية. ولقد نظمنا الرحلات هذا العام بحيث تكون الخدمات متميزة وتشمل الدرجة الأولى 700 دينار والسياحية 150 دينارا، وتختلف الأسعار باختلاف الخدمة والفنادق 5 نجوم والغرف سواء كانت انفرادية أو مزودجة بالإضافة إلى عدد الحمامات.
وتشمل رحلات الحملة رحلة إلى مكة والمدينة في 31 أكتوبر لمدة 11 يوما بـ1300 دينار وتصل إلى 2800 دينار ويعتمد ذلك على الخدمات الإضافية والراقية. ورحلة إلى مكة من 1 نوفمبر إلى 9 نوفمبر بـ1300 دينار و2800 دينار، ورحلة أخرى إلى مكة لمدة 6 أيام من 7 نوفمبر الى 12 نوفمبر تتراوح أسعارها بين 3 آلاف دينار و3800 دينار وهي الخدمة الذهبية وتشمل غرفة فندقية وحماما خاصا في منى وعرفات وخيمة خاصة.
التناوب بين الحملات
وعن ضيق مخيمات منى علق ابل: ان المشكلة قائمة في ضيق مساحة مخيمات منى وعرفة بالنسبة الى البحرين، والبعثة قامت مشكورة وقدمت مقترحا للمقاولين بالتناوب بين الحملات في المخيم الواحد. ولقد جربنا ذلك خلال السنوات الثلاث السابقة واثبت نجاحه خلال الفترة السابقة، وقررت البعثة هذا العام تعميم الفكرة حتى يؤدي إلى مضاعفة مساحة الحاج في منى من 7,5 سم إلى 15 سم. ولقد عملت حملتنا بشتى الطرق للعمل من اجل راحة الحجاج من خلال تقديم أفضل الخدمات مثل توفير عيادة مركزية ودكتورة ودكتور وممرض وممرضة على مدى 24 ساعة لمراعاة الحالة المرضية عند الحجاج وعلاج بعض الحالات الخاصة في علاج ما يطرأ من الأمراض المتوقعة مع وضع العيادات على استعداد لاستقبال الحجاج، ولقد طبقنا الحكمة القائلة (الوقاية خير من العلاج) ونظمنا دورة خاصة للحجاج للوقاية في الحج، لتقوية مناعة الحجاج من خلال النظافة الشخصية والمعقمات والمطهرات واستخدام بعض الوسائل والعلاجات العشبية مثل الزنجبيل والعسل والحبة السوداء، وتوفيرها من اجل مناعة الإنسان الطبيعية والاهتمام بنوعية الطعام، وبوفيه الغذاء من اجل رعاية متكاملة للحاج بشكل يؤدي مناسكه كاملة.
وقد أكد ابل ظهور حرب تنافسية هذا العام بسبب قلة الحجاج لجذب الحجاج وذلك نظرا إلى تخوف الناس من الاوضاع في البلاد والحالة الاقتصادية مما أدى إلى قلة الحجاج ولكن هناك بعض الحملات تتميز بخدمتها لم تتأثر إلا أصحاب الخدمات المحدودة. ويقول ابل: قد أطلقنا هذا العام شعار (يحبهم ويحبونه) سورة المائدة 53، وتعرف العبد إلى ربه بالمحبة، حتى تكون رحلة الحج ايمانية مميزة، ويبذل الحاج فيها مجهودا وطاقة كبيرة من العبادة ويرجع الحاج إنسانا جديدا الى دياره. ويقول إبراهيم الكاظم (حملة الكاظم): الأسعار زادت بنسبة طفيفة، نتيجة ارتفاع اسعار السكن الذي يعاني منه مقاولو الحج الذين استأجروا من البداية ولكننا سنشهد انخفاضا في الأسعار خلال الأيام القليلة القادمة، الأيام الأخيرة، بسبب إلغاء البعض حجوزاتهم لقلة الحجاج هذا العام مما يضطر أصحاب السكن إلى تأجيره بأسعار منخفضة، ولكننا كحملة كبيرة لا نستطيع أن ننتظر حتى ينخفض لنحصل على السكن، وخاصة أن الخدمات التي نقدمها قد لا تتوافق مع المباني.
وارجع الكاظم قلة الإقبال على الحج هذا العام الى نتيجة الأوضاع الاقتصادية مما اثر على اقتصاد البلاد . ونظمت حملة الكاظم الرحلة الأولى للحج بـ 1200 دينار لمدة 18 يوما بالباص، ورحلة أخرى بالطائرة بـ 1500 دينار لمدة 12 يوما. وأكد الكاظم قلة الإقبال على الحج وانخفاضه بنسبة 35%، عند بعض الحملات وليس كلها لان بعض الحملات استكملت أعدادها، مما أدى إلى قيام بعض الحملات بخفض أسعارها للبحث عن الحجاج حتى تغطي المصاريف من دون ربح حتى لا تخسر.
وأشار الكاظم إلى أن من أهم استعدادات حملتهم توفير الكادر المكون من 132 فردا ويشمل الطاقم الطبي المكون من طبيبة و3 ممرضات وممرضا واحدا، وفريق تنظيم صحي للغذاء ولجان إرشاد مكونة من 32 عنصرا وخطابة وإرشاد ديني وروحاني وطاقم إعلام، وعلاقات عامة، ومواصلات.. وأوضح الكاظم انه تم التنسيق مع البعثة البحرينية للحج وهناك عوامل مشتركة بين البعثة والحملات لتذليل الصعاب ووضع حلول لها التي يأمل أن تكون أفضل في العام القادم، مثل تنظيم المخيمات في منى واستئجار مخيمات خارج مخيم البحرين، ولكن تم طرح فكرة التناوب للحملات في منى وهي أفضل من العام الماضي، والتسجيل للحج عن طريق الحكومة الالكترونية وهو نظام جديد والتعقيدات في طريقها الى الحل. واتفق الكاظم مع المقاولين على ان ارتفاع اسعار الحج نتيجة ارتفاع أسعار السكن والخدمات المقدمة وموقع السكن من المشاعر فهناك سكن بمليون و750 ألف ريال سعودي وسكن بـ500 ألف ريال، وارجع ارتفاع سعر السكن الى توفر السكن على غرفة تحتوي على دورة مياه وثلاجة وتلفزيون وهاتف، وصالات للصلاة والأكل. بالإضافة إلى رواتب الكادر القائم على خدمة الحاج من ممرضات وأطباء ومنظمين وكادر غذائي وغيرها من الأمور الهامة لها دور في ارتفاع أسعار الحج.
انخفاض عدد الحجاج
الشيخ عدنان القطان (رئيس بعثة الحج البحرينية) يقول: تم إعلان موقع الكتروني للتسجيل للحجاج وحدد آخر يوم للتسجيل للحجاج وتم التنسيق مع وزارة الصحة والمستشفى العسكري لتزويد البعثة بالكادر الصحي والممرضين والممرضات. ومن أهم الاستعدادات للبعثة استئجار مبنى للبعثة والاطلاع على الأراضي في منى وعرفات والتفاوض مع المسئولين عن هذه الأراضي وتقديم طلبات المقاولين، والمرور على بعض المكاتب الأهلية التي تقوم بتأجير أراض والتنسيق معها لمن يرغب في التأجير من المقاولين لزيادة الأراضي للحجاج، وخاصة أن الأرض المخصصة للبحرين في منى لا تسع سوى 5 آلاف حاج، نقوم بتوزيعها على الحملات بحسب أعدادها وإذا كان المقاول يرغب في الزيادة يمكنه أن يستأجر عددا من الاراضي.
وأضاف: لحل بعض الاشكاليات قامت البعثة هذا العام بالتنسيق مع بعض الحملات للتناوب في المخيمات في منى بناء على تعهد يوقعونه وسيطبق هذا النظام هذا العام على جميع الحملات مع العلم انه في هذا العام جميع الحملات القديمة والحديثة سيدفعون رسوما متساوية في مخيمات منى وعرفة. وأشار القطان إلى أن انخفاض عدد الحجاج هذا العام إلى 6 آلاف حاج تقريبا بعد أن كان 12 ألفا في كل عام وان من لديه رغبة في التسجيل عليه أن يسارع قبل أن ينتهي التسجيل في الحملات المرخصة، حتى لا تكون هناك إشكالية في الجسر ومنى وعرفة وكذلك يجب على الحجاج الذين سافروا للحج من قبل ان يتركوا الفرصة لغيرهم. ويذهبوا كل خمس سنوات مرة.