ندوة في الأميركية عن ارتفاع وفيات الرضّع في فلسطين

عقد مركز أبحاث السكان والصحة في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت ندوة بعنوان "الصراع والارتفاع الأخير في معدل وفيات الرّضع الفلسطينيين: شواهد من استطلاعات أجريت حديثاً".
عُقدت الندوة في الكلية، وقدّمها الدكتور مروان خواجة مسؤول وحدة تنسيق الاحصاءات والمؤشّرات الاجتماعية في شعبة التنمية الاجتماعية في الإسكوا، الذي استهل كلمته بالقول أن المعارك الأخيرة في فلسطين زادت معدّل وفيات الرضّع في البلاد. وكشف عن إحصاءات صادرة عن دراسات ميدانية مختلفة على الأُسر أجريت في الضفة الغربية وغزة في الأعوام 1995، و2000، و2004، و2006 وقدّمت دليلاً على أن انخفاض معدل الوفيات قد توقف عند مستويات مرتفعة الى حد ما".
وبعد أن ناقش الإحصاءات منذ العام 1945، أوضح الدكتور خواجة أن معدل وفيات الرضّع في فلسطين عرف انخفاضاً سريعاً حتى العام 1990، واستقرّ نسبياً بعد تلك السنة. وأضاف أنه منذ العام 2000، تاريخ الانتفاضة الثانية، طرأت زيادة طفيفة في معدل وفيات الرضّع.
وقال خواجة: "الركود أو الارتفاع في معدل الوفيات نادر جداً في المنطقة ويبعث على القلق". وكشفت الأرقام أن معدل وفيات الرضّع في فلسطين لم ينخفض بقدر ما فعل في دول عربية أخرى. وعزا المحاضر ذلك إلى تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد وسياسة الإغلاق التي تمنع الفلسطينيين من الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية.
وقال إن اسرائيل لديها أكثر من 600 نقطة تفتيش تعيق الأمهات من الوصول إلى المرافق الصحية، وخاصة الرعاية التوليدية. وقال إن الوضع مختلف في كل من غزة والضفة الغربية وأنه أسوأ حالاً في قطاع غزة حيث كان 56٪ من السكان يعانون من انعدام الاستقرار الغذائي حتى كانون الأول 2008، وكان 80٪ منهم يعيشون تحت خط الفقر وفقا لبرنامج الغذاء العالمي. وأردف الدكتور خواجة أنه يجب انتظار بيانات ما بعد العام 2006 للوقوف على تأثير فوز حركة حماس في انتخابات ذلك العام، والنزاع المسلح في غزة، على معدلات وفيات الرضّع في فلسطين. وقد أظهرت أبحاث الدكتور خواجة أيضا أنه يوجد ارتباط بين عدد الفلسطينيين الذين قتلوا ووفيات الرّضع. وقال: "كلما قتل مزيد من الفلسطينيين، كلما ارتفع معدل وفيات الرضّع".
هذا وقد حضر الندوة عدد من الطلاب والباحثين الأجانب وأعضاء من هيئة التدريس في كلية العلوم الصحية. وأعرب شادي فضة، وهو بوسني فلسطيني من خريجي الجامعة الأميركية في بيروت ومحاضر ومرشح للدكتوراه في جامعة سراييفو الدولية، عن موقفه الايجابي تجاه الدراسة، قائلاً أنه في الوقت الحاضر تجري دراسات قليلة حول فلسطين.
يذكر أن الدكتور مروان خواجة كان أستاذاً في الكلية وخدم كرئيس لمركز أبحاث السكان والصحة لثمانية أعوام متتالية حتى العام 2008 وقام بالتدريس في عدد من الجامعات المرموقة، مثل جامعة يايل وجامعة سيراكيوز.
وبالإضافة إلى عضويته في لجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) التابعة للأمم المتحدة، يشغل الدكتور خواجة حالياً منصب عضو في الفريق المتخصص في أبحاث العلوم الاجتماعية في مجال الصحة الإنجابية في منظمة الصحة العالمية. وهو عضو في مجلس الإتحاد الدولي للدراسة العلمية للسكان.
تأسست الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1866 وتعتمد النظام التعليمي الأميركي الليبرالي للتعليم العالي كنموذج لفلسفتها التعليمية ومعاييرها وممارساتها. والجامعة هي جامعة بحثية تدريسية، تضم هيئة تعليمية من أكثر من 600 أعضاء وجسماً طلابياً من أكثر من 7000 طالب وطالبة. تقدّم الجامعة حالياً ما يناهز مائة برنامج للحصول على البكالوريوس، والماجيستر، والدكتوراه، والدكتوراه في الطب. كما توفّر تعليماً طبياً وتدريباً في مركزها الطبي الذي يضم مستشفىً فيه 420 سريراً.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.