نقاش في الأميركية حول نظرة اللبنانيين إلى البيئة

نقاش في الأميركية حول نظرة اللبنانيين إلى البيئة أقام مركز إبصار لحماية الطبيعة من أجل مستقبل مستدام، في الجامعة الأميركية في بيروت، حلقته الحوارية الثالثة في سلسلة "تعا نحكي" التي تمحورت حول نظرة اللبنانيين إلى البيئة، في محاولة للإجابة على السؤال الحيوي: "لماذا يبدو أن الكثير من اللبنانيين غير مبالين بالحفاظ على البيئة؟ وهل الحكومة أو مجموعات الناشطين أو وسائل الإعلام مسؤولةً عن عدم تغطية المواضيع البيئية بالشكل المطلوب؟"
وتحدثت البروفسورة سلمى تلحوق، من قسم تصميم المناظر الطبيعية وإدارة النظام البيئي في الجامعة الأميركية في بيروت، فقالت: "لدينا وسائل إعلام لبنانية ناشطة جداً كما أنه لدينا سكان مدمرين للبيئة ناشطين جداً."
من جهته أنحى المتحدّث الضيف مازن عبّود، وهو صحفي مستقل وناشط بيئي، باللوم على عدم وجود المجتمع المدني في لبنان. وقال: "بدلاً من وجود مجتمع مدني عامل هناك مجتمعات طائفية تواجه بعضها البعض. لدينا الكثير من الحرية لكننا نفتقر إلى الشفافية والمساءلة."
وسلّط عبّود الضوء على الواقع الحالي لوسائل الإعلام اللبنانية، قائلاً: "إعلامنا مخصص للطوائف. فكل طائفة لديها وسائل اعلامها الخاصة لتخدم أهدافها التي لا تتناسب دائماً مع الاهتمامات الوطنية.
فبسبب الدعم السياسي الذي يقدمه القادة للصحف وغيرها من الوسائل يصبح من الصعب على الصحفيين أن يتطرّقوا إلى قضايا معيّنة دون المجازفة بالرقابة أو خسارة وظيفتهم."
وتابع عبود قائلاً إنه يمكن تحفيز الحكومة إذا ما تمحور التركيز أكثر على التأثير الاقتصادي للتدهور البيئي مستخلصاًً: "النظر إلى البيئة من منظور اقتصادي سيعطيها المزيد من القيمة."
بدورها أشارت الصحفية المستقلّة صبحية نجّار، وهي مقدمة برنامج بيئي في تلفزيون أخبار المستقبل، إلى مسؤولية أفراد المجتمع من ناحية رفع أصواتهم من أجل الوعي البيئي. وقالت: "على الرغم من الطبيعة الطائفية لوسائل الإعلام السائدة، يجب علينا نحن كصحفيين أن نعي كيفية العمل في ظل هذه الحواجز لكي تصل الرسالة إلى الجمهور."
وأضافت السيدة نجار: "المشكلة لا تكمن في عدم توفر الصحفيين بل إنه لدينا صحفيين جيدين جداً في لبنان لكن ليس لدينا المجال أو الحرية للتحدّث عن أي شيء."
وروت نجار كيف أنه بينما كانت تعمل على تقرير تلفيزيوني عن إحدى الكسارات المحلّية، أجرى أشخاص نافذون عدداً لا يحصى من الاتصالات مع المحطة التلفزيونية مطالبين بعدم بث البرنامج على الهواء.
وبالنسبة للدكتور جاد ملكي، الأستاذ مساعد في الصحافة ودراسات الإعلام في دائرة البحث الاجتماعي والسلوكي في الجامعة الأمريكية في بيروت، فيبدو أن وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم تميل إلى اللامبالاة عندما يتعلق الأمر بتغطية القضايا البيئية. وألقى اللوم أيضاً على التركيبة الإعلامية وسياسة الحكومة في لبنان لكنه قال: "يجب أن لا نلوم الصحفيين الذين هم أهداف سهلة". ولفت إلى أن المجموعات البيئية غير ضليعة بالإعلام، مشيراً إلى وجود مشكلة في التواصل بين هذه المجموعات ووسائل الإعلام السائدة. وأضاف بأن مجموعات الناشطين في بيروت تميل إلى الابتعاد عن وسائل الإعلام السائدة بسبب طبيعتها المسيّسة وتستفيد من وسائل الإعلام البديلة على شبكة الانترنت في أغلب الأحيان.
وقالت الدكتورة ريما نقاش، الأستاذة المساعدة لتعزيز الصحة والصحة المجتمعية في كليّة العلوم الصحية في الجامعة أنه من الصعب توجيه أصابع الإتهام نحو مذنب معيّن، مردفة أن المسؤولية مشتركة لكافة القطاعات،" مضيفة أن المزيد من الحوار مطلوب بين المجتمع المدني والباحثين.
أما العضو المشارك من ضمن الحضور، زياد الخطيب، وهو مرشح لنيل درجة الدكتوراه في علم الأوبئة والصحة العالمية في السويد، فقال بأنه يتعاطف مع الصحفيين، قائلا للصحفيين المشاركين في الحوار: "أشعر بالغيرة لأنكم تصلون إلى الجمهور أكثر مما يصل الباحثون."
يذكر أن الحلقة الحوارية الأولى في سلسلة "تعا نحكي" عقدت في أواخر تشرين الأول 2010 وتمحورت حول تأثير التكنولوجيا على اللغة. وتمحورت الحلقة الثانية، بعد شهر، حول العلاجات غير التقليدية.
تأسست الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1866 وتعتمد النظام التعليمي الأميركي الليبرالي للتعليم العالي كنموذج لفلسفتها التعليمية ومعاييرها وممارساتها. والجامعة هي جامعة بحثية تدريسية، تضم هيئة تعليمية من أكثر من 600 أعضاء وجسماً طلابياً من أكثر من 7000 طالب وطالبة. تقدّم الجامعة حالياً ما يناهز مائة برنامج للحصول على البكالوريوس، والماجيستر، والدكتوراه، والدكتوراه في الطب. كما توفّر تعليماً طبياً وتدريباً في مركزها الطبي الذي يضم مستشفىً فيه 420 سريراً.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.