أبيكورب تناقش توقعات أسواق الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

جمعت ندوة أبيكورب السنوية لعام 2013 في الكويت اليوم نخبة من المهتمين بشؤون قطاع الطاقة من مختلف أنحاء المنطقة لمناقشة توجهات أسواق النفط والغاز عالمياً وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للسنوات المقبلة. وناقشت الندوة، التي نظمتها الشركة العربية للاستثمارات البترولية "أبيكورب"، التي تصنف كمصرف تنمية متعدد الأطراف تمتلكه الدول العشر الأعضاء في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، توجهات قطاع الطاقة والتحديات المهمة التي يواجهها على خلفية الأوضاع السياسية الجارية في بعض أجزاء دول المنطقة؛ وتوسيع الخارطة العالمية لمصادر النفط والغاز؛ والمخاطر الناجمة عن النمو السريع لأسواق الطاقة المحلية. وتملك حكومة مملكة البحرين 3٪ من أسهم شركة ابيكورب.

وفي هذا الصدد، قال أحمد بن حمد النعيمي، الرئيس التنفيذي والمدير العام لشركة أبيكورب: "شكلت ندوة أبيكورب في نسختها لعام 2013 منصة مثالية لمناقشة التحولات العالمية المتعلقة بالعرض والطلب على الطاقة، وآثارها المترتبة على مستقبل صناعة النفط والغاز في المنطقة. كما أتاح الحدث فرصة لمناقشة الظروف والمستجدات التي يشهدها القطاع، والتي تغطي الموارد، والسياسات، والنمو الاقتصادي، والأمن".

وقد وفرت الكويت باعتبارها مركزاً حيوياً لصناعة النفط والغازمكاناً مثالياً لتبادل الأفكار، والتطلعات، ومناقشة التحديات واقتراح الحلول لمستقبل الصناعة النفطية. وتعتبر دولة الكويت، التي تعد من بين أكبر الدول المساهمة في أبيكورب، بحصة تبلغ 17%، داعماً قوياً لمهمة أبيكورب ومبادراتها التنموية. وتتمتع أبيكورب بعلاقات شراكة عميقة مع دولة الكويت منذ تأسيس الشركة إذ كانت منذ ما يقرب من أربعة عقود مضتالمكان الذي تأسست فيه أبيكورب بعد اتفاق وقعته الدول العشر الأعضاء في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك".

وأضاف النعيمي: "نحن نؤمن بأن خطط دولة الكويت الطموحة لتصبح عاصمة النفط والغاز في العالم تتلاقى في العديد من جوانبها مع مهمة واستراتيجية أبيكورب التي تركز على دعم تطور قطاعي النفط والغاز والبتروكيماويات في العالم العربي، وتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي على الصعيد الإقليمي".

وتناول المتحدثون الرئيسيون في الندوة ثلاثة مواضيع أساسية، هي "أسواق النفط والأسعار: التوجهات الحالية والتوقعات المستقبلية"؛ و"النفط الصخري: التطورات المتوقعة وآثارها"؛ و"الغاز الطبيعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: تراجع الإمدادات المتزايد وقضية التسعير المحلي".

قدم الدكتور روبرتو سيبر، كبير الاقتصاديين والرئيس العالمي لتحليلات السوق في شركة هيس لتجارة الطاقة "هيتكو" توقعاته لسوق النفط العالمية على المدى المتوسط، مع التركيز بصفة خاصة على تأثير ثورة الطاقة غير التقليدية في أمريكا الشمالية على موازين العرض والطلب على النفط عالمياً. كما قدم تحليلاً تاريخياً للفجوة بين توقعات السوق والواقع ، وعرض وجهات نظره بشأن الاقتصاد، واستهلاك النفط، والنطاق السعري للنفط ، والتغيرات في صناعة التكرير، وآثارها على حجم التجارة الدولية.

من جانبه، تعمّق الدكتور بسام فتوح، مدير برنامج النفط والشرق الأوسط في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، في تحليل ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة من خلال تقييم آثارها على المنتجين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما استعرض رؤيته بشأن عوامل نشوء ثورة النفط الصخري، وعرض سيناريوهين محتملين لتأثيرهما على آليات إمداد النفط وتدفقات التجارة. كما ناقش الدكتور فتوح تأثير الهزة الحادثة في أوساط المنتجين الرئيسيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتيجة  إمدادات النفط في الولايات المتحدة  اعتمادا على ثورة النفط الصخري.

وركز الدكتور حكيم دربوش، المستشار التجاري لشركة "أو إم في" للاستكشاف والإنتاج النفطي، على العوامل التي تسهم في تحديد سياسات تسعير الغاز المحلي في منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى أن الطلب على الغاز الطبيعي فاق العرض في معظم دول المنطقة وفي وقت مبكر ومنذ بداية العقد الماضي، مدفوعاً بشكل كبير بالأسعار المحلية المخفّضة. ولم يعد من الممكن أبداً تجاهل قضايا نقص إمدادات الغاز وسياسات التسعير الناتجة عن ذلك. وقال الدكتور دربوش أنه ما لم يتم تعديل الأسعار الحالية بحيث تعكس الواقع الإقليمي الجديد لأسواق الغاز، سوف تصبح منطقة الشرق الأوسط مركزاً للاستيراد وبشكل متزايد بدلاً من أن تكون مصدراً رئيسياً للإمدادات الجديدة.

والجدير بالذكر، أن هذه هي السنة الثانية التي تعقد فيها ندوة أبيكورب. وقد ناقشت الندوة الافتتاحية التي عقدت في البحرين في شهر مايو من العام الماضي تأثير التحولات الجارية في البيئة الاقتصادية العالمية والمشهد المتغير في مجالات السياسة وقطاع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على توقعات الاستثمار في قطاع الطاقة بالمنطقة.