أكثر من 2,000 مولود يستفيدون سنوياً من خدمات وحدة العناية المركزة في مركز صحة المرأة في قطر

أعلن مركز صحة المرأة والأبحاث في مؤسسة حمد الطبية أنه سيعتمد نموذجاً فريداً لرعاية الأطفال حديثي الولادة المصابين بحالات صحية حرجة بعد نقل وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة من مستشفى النساء إلى المرفق الجديد.
وتستقبل وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة نحو 2000 من الأطفال حديثي الولادة ذوي الحالات الحرجة سنوياً، معظمهم من الأطفال الخُدَّج الذين ولدوا بشكل مبكر، أو الذين يعانون من حالات صحية أو تشوهات خلقية تتطلب ملاحظة طبية، أو علاج بالأدوية أو تدخلات جراحية سريعة. واستناداً إلى الدكتور هلال الرفاعي، المدير الطبي لمركز صحة المرأة والأبحاث، سيُسهم النموذج الجديد في تعزيز استمرارية الرعاية محققاً نتائج أفضل للأطفال حديثي الولادة المصابين بحالات صحية حرجة. وأشار في هذا السياق قائلاً:" يركز هذا النموذج الجديد على توطيد العلاقات ما بين المريض وعائلته والفريق المعني برعايته، ما سيؤدي إلى تقليص مدة الإقامة في المستشفى، والتخفيف من نسبة المضاعفات، وتعزيز مستوى مشاركة الأهل في الرعاية ودرجة رضاهم".
وبعد إتمام إجراءات نقل وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، ستؤمّن هذه الوحدة التي ستشغل طابقين في مركز صحة المرأة والأبحاث، بيئة عمل فسيحة حيث ستوفر الرعاية المركزة والوسيطة للأطفال الخدج المولودين في وقت مبكر، أو يعانون من انخفاض في الوزن أو من حالات صحية تتطلب رعاية متخصصة. كما سيُسهم هذا النموذج الجديد والفريد في الحدّ من ضرورة نقل الأطفال ضمن وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة تبعاً لمرحلة العلاج الذي يتلقونه حيث ستكون الفرصة متاحة أمامهم للبقاء في المكان نفسه منذ لحظة دخولهم الوحدة وحتى موعد خروجهم. وبالإضافة إلى ذلك، سيتولى الفريق نفسه رعاية المواليد الجدد طوال فترة إقامتهم في المستشفى.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور الرفاعي قائلاً: "عند دخول الطفل إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، يتم تقييم حالته وتحديد طبيعة الرعاية التي يحتاج إليها وفقاً لمستوى التدخل المطلوب. فعلى سبيل المثال، إن الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية مركزة يخضعون للعلاج في إحدى الوحدات المتخصصة ضمن وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة التي تم تصميمها خصيصاً للأطفال الذين يولدون قبل إكمال 32 أسبوعاً من الحمل، أو الذين يكون وزنهم أقل من 1،4 كلغ، أو قد يعانون من مشاكل مرتبطة بالتغذية، أو التنفس أو العدوى. ووفقاً للنموذج الحالي، يجري نقل الأطفال المتواجدين في هذه الوحدة إلى وحدة العناية المركزة العادية مع استقرار حالتهم الصحية ومواصلة نموهم. في حين سيتيح النموذج الجديد للأطفال البقاء في الموقع نفسه، والخضوع للعلاج من قبل الفريق المتخصص نفسه، طيلة فترة إقامتهم في الوحدة".
وأوضح الدكتور هلال الرفاعي أن النموذج الجديد، بالإضافة إلى تحقيق استمرارية الرعاية، فهو يهدف إلى التخفيف من الضغط النفسي والقلق الذي يعاني منه الأهل عبر تزويدهم بفريق رعاية خاص بهم وقال: "إن التزام مؤسسة حمد الطبية برعاية الأمهات والمواليد الجدد يرجع إلى العام 1975 مع افتتاح أول وحدة للعناية المركزة لحديثي الولادة. فكفاءتنا في رعاية حالات الحمل التي تنطوي على خطورة عالية مشهود لها في كافة أنحاء المنطقة. هذا ويمكن للعديد من الأطفال الذين يحتاجون للرعاية أن يمكثوا عدة أسابيع في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وبفضل نموذج الرعاية الجديد أصبح من الممكن إيجاد بيئة توفر للعائلات المزيد من الراحة والخصوصية".
ومن جهتها، أكدت السيدة فيكي كيلموري، مدير التمريض في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة بمركز صحة المرأة والأبحاث أن تمديد الفترة التي يمضيها المواليد الجدد مع الفريق المعني برعايتهم يثمر عن نتائج أفضل على مستوى الصحة. وأضافت قائلة:" إن بقاء المواليد الجدد مع الفريق المعني برعايتهم يساعد فريق وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة على التركيز لفهم الاحتياجات الصحية الخاصة بكل طفل. فهذا يمكّننا من مساعدة الطفل على تحقيق أقصى مستويات النمو الجسدي والذهني والعاطفي، على المدى القصير والطويل. كما سيتيح للفريق بناء علاقات متينة مع الأهل ومعرفة ما إذا كانوا بحاجة إلى دعم إضافي، ما سيفضي في نهاية المطاف إلى المساهمة في تعافي طفلهم واستمرار نموه".
يدعم نموذج الرعاية الجديد رؤية مؤسسة حمد الطبية المتمثلة في ضمان حصول الأطفال الخُدَّج والمصابين بحالات صحية حرجة على الموارد والعلاجات المتخصصة لتحقيق أفضل النتائج الممكنة. ويؤكد الدكتور الرفاعي أنه يدرك وأعضاء فريقه من خلال العمل في أكبر وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة في المنطقة بأن توفير الرعاية المناسبة، في المكان المناسب والوقت المناسب هو أمر في غاية الأهمية.
وفي معرض تعليقه، قال الدكتور الرفاعي:" من المهم أن تشعر النساء، ولاسيما اللواتي تم تصنيف حالتهنّ على أنها من حالات الحمل العالية الخطورة، بالثقة بقدرتنا على توفير الرعاية التي يحتاج الطفل إليها. فالأطفال الخاضعون للعلاج في وحدتنا يحتاجون إلى رعاية متعددة التخصصات على درجة عالية من التخصص، وذلك على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع، حيث أن النموذج الجديد الذي سنعمل على تطبيقه في مركز صحة المرأة والأبحاث سيعزز من مكانتنا وقدرتنا على توفير هذا النوع من الرعاية".
واستطرد الدكتور الرفاعي قائلاً :"إن هدفنا هو توفير بيئة تشجع على التعاون وبناء علاقات متينة مع أسر الأطفال الذين نرعاهم. فنحن نتطلع إلى تزوديهم بالمعلومات التي يحتاجون إليها ليتمكنوا من المشاركة في عملية صنع القرارات المتعلقة بالرعاية الموفرة لأطفالهم. فهذه العلاقات الأساسية ذات الفائدة المتبادلة تشكل حجر الزاوية للرعاية المتمحورة حول الأسرة وكلنا ثقة أن النموذج الجديد الذي سنعمل على تطبيقه في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة بعد الانتهاء من عملية نقلها، سيشجع على المزيد من التعاون".
خلفية عامة
مؤسسة حمد الطبية
تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة.