استطلاع "تومسون رويترز" السنوي حول تكلفة الامتثال يظهر زيادة العبء التنظيمي وتحديات توفير الموارد البشرية وزيادة المسؤولية الشخصية خلال 2015

نشرت "تومسون رويترز"، المزود العالمي للمعلومات الذكية للشركات والمحترفين، نتائج الاستطلاع السنوي السادس حول تكلفة الامتثال. وأظهر الاستطلاع توقعات بأن يرتفع العبء التنظيمي وتحديات توفير الموارد البشرية وزيادة المسؤولية الشخصية خلال العام 2015. وتعكس هذه النتائج الحجم الهائل من التغييرات التنظيمية التي لا تزال تسير بوتيرة متسارعة، في ظل انتقال الشركات إلى تطبيق القواعد المحلية والدولية ذات التأثير العالمي.
وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط، توقع 80 في المئة من المستطلعين ارتفاع تكلفة تشغيل كبار موظفي الامتثال، مقارنة بـ 57 في المئة في عام 2014. وقد يكون الخطر الجيوسياسي في المنطقة أحد العوامل على الأقل التي تساهم في تشغيل هؤلاء الموظفين والاحتفاظ بهم. وهناك عامل آخر هو إدراك المستطلعين (84 في المئة منهم) بأن المسؤولية الشخصية من المتوقع أن تتزايد في عام 2015.
وتظهر التغيرات الإقليمية الاختلاف، مع بلوغها درجة الذروة في الشرق الأوسط، وهي المنطقة التي يتوقع أن تشهد ارتفاعاً في تكلفة تشغيل كبار موظفي الامتثال في عام 2015. ويتوقع ثلثا من شملهم الاستطلاع ارتفاع تكلفة استقطاب الموظفين المهرة، وهو ما يتماشى مع الثلثين الذين يتوقعون زيادة الميزانية المتاحة لهذا الشأن.
ويتوقع المشاركون في الاستطلاع من الولايات المتحدة أدنى مستوى ارتفاع في المسؤولية الشخصية (50%)، مقارنة مع الشرق الأوسط حيث أن الغالبية العظمى من المستطلعين (84%) يتوقعون زيادة المسؤولية الشخصية. والخبر السار جزئياً لحد ما لسلطات الامتثال في الشرق الأوسط هو أن هذه الزيادة يقابلها نمو متوقع في تكاليف تشغيل العاملين في مجال الامتثال والميزانية المتاحة.
ووفقاً للاستطلاع، فإن المؤسسات المالية المؤثرة على النظام العالمي، بالنظر إلى كبر حجمها من ناحية العمليات والموارد، تمتلك قدرة أكبر على إدارة نتائج استطلاع 2015 مقارنة بالمؤسسات الأصغر غير المؤثرة على النظام العالمي.
وسلطت نتائج الاستطلاع الضوء أيضاً على الضغوط المتنوعة التي تستمر سلطات الامتثال في مواجهتها، مع توسيع مهام الامتثال، وتنامي التغييرات التنظيمية والضغط المتزايد على الميزانيات المخصصة للامتثال.
واستطلعت "تومسون رويترز" أكثر من 600 شخص من العاملين في مجال الامتثال في شركات الخدمات المالية بما في ذلك البنوك والوسطاء وشركات التأمين ومديرو الأصول من مختلف أنحاء العالم التي تشمل إفريقيا والأميركيتين وآسيا وأستراليا وأوروبا والشرق الأوسط. واستندت الشركة على استطلاعات سنوية أجرتها على مدى السنوات الماضية للعينة نفسها من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع هذا العام. ويوفر الاستطلاع رصداً للتوجهات والتطورات التي تهدف إلى مساعدة شركات الخدمات المالية المنظمة في مجالات التخطيط والموارد والتوجيه العام.
وقال المؤلِّف الشريك بالاستطلاع ورئيس وحدة المعلومات التنظيمية في "تومسون رويترز" ستايسي إنغليش إن "الاستطلاع أصبح بمثابة صوت لممارسي مهنة الامتثال، كما أن المخاوف ووجهات النظر المنفتحة التي يتقاسمها المستطلعون توفر رؤية حقيقية حول الواقع العملي والتحديات التي تواجه هيئات الامتثال في جميع أنحاء العالم".
أبرز النتائج التي توصل إليها تقرير 2015 تشمل:
• أعلى مستوى للنمو في التغيير التنظيمي: مسؤولو الامتثال أعربوا عن ازدياد العبء التنظيمي وعن تعرضهم لإرهاق مفرط في مواجهة تطبيق التنظيمات المتنامية. وتوقعت 70% من الشركات نمواً في حجم البيانات المنشورة من قبل الهيئات التنظيمية في العام المقبل، مقابل نسبة 28% توقعت حدوث نمو كبير في حجم هذه البيانات.
• زيادة المسؤولية الشخصية: 59 في المئة من إجمالي المستطلعين (53% في عام 2014) توقعوا نمو المسؤوليات الشخصية للعاملين في مجال الامتثال في عام 2015، كما رجح 15% من المستطلعين زيادة ملحوظة في هذه المسؤوليات، في حين توقعت 21% من المؤسسات المالية المؤثرة على النظام العالمي زيادة كبيرة في المسؤولية الشخصية.
• نمو تحديات توظيف الموارد البشرية: أظهر الاستطلاع تحديات على مستوى التوظيف، خاصة فيما يتعلق بإيجاد والحفاظ الموظفين ذوي المهارات المناسبة وزيادة الضغط على ميزانيات توظيف متخصصين بالامتثال، حيث توقع 69% من المشاركين بالاستطلاع ارتفاع تكلفة تشغيل كبار المتخصصين بالامتثال في عام 2015.
• المسائل التنظيمية: تستنزف كميات غير متناسبة من وقت المجالس الإدارية، بسبب تصحيح الأوضاع الناجمة عن عدم تطبيق قواعد الامتثال وتجنب مزيد من العقوبات وتطبيق التغييرات الهيكلية تماشياً مع للقواعد الجديدة.
وقال فيل كوتر، العضو المنتدب لإدارة المخاطر في تومسون رويترز: "بالنسبة لأي شركة منظمة تتطلع للنمو أو على الأقل للبقاء على قيد الحياة في المديين المتوسط والطويل فإنها تحتاج لاستثمار ثابت في مهام المخاطر والامتثال والتحكم".
وأضاف: "لقد شهدنا ارتفاعاً مستمراً في إظهار كبار مسؤولي الامتثال معاناتهم من العبء التنظيمي، حيث أنهم مقيدون بتزايد عمليات المساءلة في ظل النمو المتصاعد للعمليات التنظيمية، والتوقعات بأن يكونوا على مستوى عال من المعرفة، والضغط المتزايد الناجم عن تعرضهم لغرامات نتيجة عدم تطبيق قواعد الامتثال. وفي ظل التدقيق المتزايد والمساءلة، فإن الأمر الأكثر ضرورة بالنسبة لمجالس إدارة الشركات هو مواصلة دعم مهام الامتثال واستقطاب كبار الموظفين بالميزانية والموارد والأدوات التي تساعد على ضمان نشر ثقافة الشفافية والثقة والتغيير التكيفي في السلوكيات في كافة الشركات".
زيادة تكلفة الامتثال
في حين أن تأسيس إدارة للامتثال تتمتع بمهارة عالية وذات جودة مرتفعة يعتبر مكلفاً، إلا أنه سيكون واحداً من أفضل الاستثمارات للشركات وكبار مدراءها. وقد قامت العديد من الشركات بتعيين المزيد من موظفي الامتثال، لكن هناك حاجة ماسة لمسؤولي الامتثال المتخصصين. وأظهرت نتائج الاستطلاع وجود توافق في التوقعات باستمرار ارتفاع تكاليف تشغيل موظفي الامتثال المهرة، ولكن العبرة تبقى في مدى توافر المهارات ذات الكفاءة العالية والخبرة الواسعة. فأكثر من ثلثي الشركات تتوقع ارتفاع تكاليف استقطاب الموظفين المهرة. وتتوقع 32% من كبريات المؤسسات المالية المؤثرة على النظام العالمي تنامي تكلفة تشغيل كبار المتخصصين بالامتثال بشكل ملحوظ جداً. والسبب الرئيسي وراء الزيادة المتوقعة في تكاليف تشغيل كبار المتخصصين بالامتثال وفقاً لمعظم المستطلعين هو الطلب على الموظفين ذوي المهارات والمعرفة (82%). وهناك أكثر من ثلثي الشركات (68%) يتوقعون زيادة في ميزانياتهم المخصصة للامتثال هذا العام، في حين رجحت نسبة 19% أن تكون الزيادة كبيرة جداً. وتوقعت المؤسسات المالية المؤثرة على النظام العالمي زيادة ملحوظة في الميزانيات المخصصة لفرق الامتثال، حيث أن (33%) منها تتوقع أن تنمو الميزانيات بشكل كبير جداً.
التغيرات التنظيمية الدقيقة
سرعة واتساع نطاق التغيير التنظيمي هو التحدي الماثل دائماً أمام الشركات. ووفقاً للمسح، فإن 70% من المستطلعين يتوقعون زيادة في حجم البيانات المنشورة من قبل الهيئات التنظيمية وأسواق المال. وشهدت السنوات القليلة الماضية انخفاضاً معتدلاً في حدة التوقعات بالنسبة للزيادة في كمية البيانات المنشورة ( 2011: 83%، 2012: 84%، 2013: 81%، 2014: 75%). ورغم أن النسبة المسجلة في سنة الأساس المتخذة أرقامها للمقارنة تعتبر عالية، إلا أن أي انخفاض، حتى لو كان فقط في معدل الزيادة في حجم المعلومات المنشورة من قبل الهيئات التنظيمية، يبقى موضع ترحيب.
اتساع نشاط الامتثال
فضلاً عن التركيز المتصاعد على ثقافة وإدارة المخاطر التي تحتاج إلى أن تؤخذ في الحسبان عند تقييم التغيير التنظيمي، فإن نشاط مهام الامتثال آخذ في التوسع. وهناك جانب معين واحد بدأ يؤثر على مجال الامتثال هو التكنولوجيا، والمخاطر المقترنة بتقنية المعلومات، والقضايا المتعلقة بالجرائم الإلكترونية ومرونة التكيف. وبالنسبة للشركات، فإن المخاطر الإلكترونية متعددة الأوجه، ويجب ألا يترك أمر معالجتها لإدارة تقنية المعلومات. فمهام الامتثال تحتاج إلى الارتباط باستقصاء المخاطر في قطاع الأعمال (وما ينجم عنها من تداعيات محتملة على العملاء) والتي تتمثل بهجوم على البنية التحتية الواسعة للخدمات المالية، فضلاً عن الآثار المترتبة على الهجوم الإلكتروني المباشر على الشركات نفسها.
وقالت المؤلفة المشاركة في الاستطلاع وكبيرة خبراء المعلومات التنظيمية في تومسون رويترز، سوزانا هاموند، "نظرا لسرعة التغيير التي لا هوادة فيها والحاجة إلى تطبيق حزمات تكون في كثير من الأحيان غير متوافقة مع المتطلبات التنظيمية العابرة للحدود، فإن مسؤولي الامتثال قد يرغبون في البدء بالتفكير في الوسيلة التي يمكن أن تساعد الشركة على التكيف مع التغيرات المستقبلية التي تم تطبيقها، وبالتالي الحصول على أفضل قيمة من استثماراتهم في النظم والتكنولوجيا والكوادر."
وأضافت أن "قدرة أي الشركة على التكيف مع التغيرات المستقبلية سوف تصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى خلال عام 2015 مع سريان مفعول العديد من البرامج الكبرى لتطبيق التشريعات المعقدة".
تجدون مقطع فيديو لمدة خمس دقائق، يشرح من خلاله المؤلف المشارك ستايسي إنغليش، كيفية تأثير نتائج مسح تكلفة الامتثال لعام 2015 على عمليات الامتثال اليومية في شركات الخدمات المالية المنظمة في جميع أنحاء العالم:
ويمكن الاطلاع على التقرير المفصل عن نتائج الاستطلاع عبر الرابط التالي:http://accelus.thomsonreuters.com/special-report/cost-compliance-2015
توفر "تومسون رويترز" حلولاً رائدة في مجالات حوكمة الشركات، وإدارة المخاطر والامتثال، وإدارة المخاطر المؤسسية، وإدارة السياسات، وإدارة التدقيق، والمعلومات التنظيمية العالمية، والجريمة المالية، ومكافحة الرشوة والفساد، وإدارة مخاطر سلسلة التوريد، وإجراءات العناية الواجبة المعززة، والتدريب والتعليم الإلكتروني، وخدمات مجلس الإدارة والإفصاح. لمزيد من المعلومات حول تومسون رويترز لحلول إدارة المخاطر، يرجى زيارة الموقع: http://accelus.thomsonreuters.com
خلفية عامة
تومسون رويترز
تعد "تومسون رويترز" المصدر الرائد للمعلومات الذكية بالنسبة إلى الشركات والمتخصصين على مستوى العالم، حيث تقوم بجمع ما لديها من خبرة في مختلف المجالات وبين التكنولوجيا الإبداعية لتقديم المعلومات الضرورية لصناع القرار الرواد في الأسواق القانونية والضريبية والمحاسبية والرعاية الصحية والعلوم والإعلام، وذلك من خلال مؤسسة للأخبار تتمتع بأعلى مستوى من الثقة على مستوى العالم.
ويوجد المقر الرئيسي لشركة "تومسون رويترز" في نيويورك، وتمتلك عمليات كبرى في لندن وإيغان بولاية مينسوتا الأمريكية، ويعمل لديها ما يزيد على 55 ألف موظف، كما تعمل في أكثر من 100 دولة.