الأميركية نعت أنطوني شديد دكتورها الفخري الشديد التواضع ومراسل الخطوط الأمامية في الجبهات

نعت الجامعة الأميركية في بيروت ومعهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية فيها الكاتب الصحفي البارز أنطوني شديد، الذي خدم كأول زميل وأول كاتب مقيم في المعهد وتوفي أمس لإصابته بعارض صحي مفاجىء. وقد نعاه رامي خوري مدير المعهد بقوله: "عُرف أنطوني شديد بتواضعه، مما جعله يغمس قلمه في حياة الناس العاديين ليكتب عنها".
وكانت الجامعة قد منحت الدكتوراه الفخرية لأنطوني شديد في حزيران من العام الماضي. وحينها قال عنه رئيس الجامعة الدكتور بيتر دورمان إنه من مراسلي الخطوط الأمامية في الجبهات، وإنه معروف بتغطيته التي لا تضاهى لأخبار الشرق الأوسط... وقال إن شديد، كأميركي يتكلم العربية، يشعر فوراً بالمشاركة الوجدانية مع الناس العاديين الذين غطّى آلامهم وجروحهم الجسدية والنفسية. وأردف أنه يرسم صوراً حية لشعوب الشرق الأوسط ويدخل قرّاءه في حياة الأفراد الذين يصفهم. وقد ردّ شديد حينها قائلا للطلابً: "جيلكم لديه فرصة لتصحيح أخطاء جيلي وأجيال آبائنا وأجدادنا. للمرة الأولى منذ فترة طويلة، لدينا القدرة على التخيّل، وبطبيعة الحال، والأهم، إقامة واقع جديد من خلال هذا الخيال".
وفي كانون الأول 2007 حين أعلن عن تعيين أنطوني شديد كأول زميل وأول كاتب مقيم في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية قال مدير المعهد رامي خوري إن أنطوني شديد برهن عن مستوى رفيع جداً في عمله الصحافي الذي تميز بالاحتراف والانسانية والدقة فمكّن قراءه من ادراك الحقائق المعقدة في الشرق الأوسط. وقال إن وجوده في المعهد سيغني أسرة الجامعة. أما الصحافي شديد فأبدى سعادته لانضمامه الى المعهد ووصف الجامعة والمعهد بالمؤسستين الفريدتين اللتين تمثلان أفضل ما في التلاقي بين الشرق والغرب.
وخلال وجوده في المعهد، ألقى شديد عدة محاضرات مفصلية وبدأ الإعداد لكتاب جديد.
وقد عُرف أنطوني شديد بسلاسة أسلوبه وبمخاطراته خلال تأدية عمله الصحفي. فقد أُطلقت النار عليه في فلسطين واحتُجز لأسبوع في ليبيا خلال المعارك فيها. وكان مدير مكتب صحيفة النيويورك تايمز في بيروت.
وغطّى أخبار الشرق الأوسط لأكثر من عقد ونصف من الزمن.
وقد نال أنطوني شديد جائزة بوليتزر مرتين، في العامين 2004 و2010، لتغطيته لحرب العراق والأحداث في لبنان وفلسطين. ورشّحته جريدة نيويورك تايمز لجائزة ثالثة لهذا العام. كما نال جوائز أُخرى.
وقد وضع شديد عصارة خبرته في كتبه ميراث النبي 2002، يقترب الليل 2005، حيث لا ينتهي الليل 2006. أما كتابه الأخير "بيت من حجر" والذي يروي فيه ذكرياته في مسقط رأسه في بلدة مرجعيون الجنوبية اللبنانية فهو قيد الإعداد للطبع.
ولد أنطوني شديد في 26 أيلول 1968 في أوكلاهوما. وهو أميركي من أصل لبناني ودرس في جامعتي ويسكونسن وكولومبيا. وهو عمل مراسلاً صحفياً للواشنطن بوست، والبوسطن غلوب، والأسوشياتد برس في واشنطن والقاهرة ولوس انجلس وبغداد وبيروت. وكان متزوجاً من الصحفية ندى بكري. وقد تقدّمت الجامعة بالتعازي إلى زوجته، وإلى والديه وإلى ولديه ليلى وماليك، وإلى شقيقه وشقيقته.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.